السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ملاحظات رئاسية للأحزاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبيل سفره للمشاركة فى قمة الرياض أدلى الرئيس عبدالفتاح السيسى في لقاء صحفى مع رؤساء تحرير الصحف القومية بحديث مهم قال فيه: "ينبغي ألا نسيء لأحزابنا ونصفها بأنها كرتونية أو ضعيفة، يجب أن نشجعها لتقوم بدور أكثر فاعلية، وأتمنى أن نرى الأحزاب، ذات الأيديولوجيات المتشابهة، تسعى لإيجاد صور للتنسيق أو الاندماج، وأنا داعم لها جميعا، وأطمئن إليها، وأثق فيها ثم كم مضى من فرص على تجربتنا الحزبية، إن هناك دولا مضى عليها من مائتي إلى ثلاثمائة سنة ونضجت تجربتها الحزبية، ومع ذلك ما زالت تتحرك وتتطور، إنني ضد الإساءة لقوانا السياسية، ونكون أشبه بمن يعاير ابنه لو رسب في مادة ولا يعاونه على النجاح ".
تأتي هذه الدعوة المباشرة لكافة القوى السياسية المؤيدة والمعارضة حتى تتحمل مسئوليتها الوطنية في ظل دعم السلطة السياسية لتقوم بدورها المنوط بها نحو مجتمعها.
تلخص التصريحات رؤية الرئيس للحياة السياسية في جمهورية مصر العربية والتي استنتج منها أنها تنقسم إلى عدة محاور، فهو من جهة يرفض الإساءة والإهانات المتبادلة بين القوى السياسية، بين مؤيد ومعارض، مؤكدا أن هذا لا يبنى وطنا، ويضرب الرئيس بنفسه مثلا فى شرف الخصومة، ورقى الهدف، فليس الهدف من المنافسة السياسية هو تشويه الآخر والتنكيل بالمعارضين، بل إثراء النقاش العام بمزيد من الرؤى الوطنية التى تسعى جميعا إلى الارتقاء بالدولة المصرية كل من موقعه، ومن هذا المنطق، فإننا جميعا نخدم مصلحة الوطن العليا.
لقد دعا الرئيس القوى السياسية والأحزاب إلى التكاتف والاندماج، والإيثار، وهى نصيحة صادقة مخلصة، إن كان هناك عاقل يجب أن يعلم أن تشتيت المواطنين بين أكثر من خطاب سياسى، وتعدد المرشحين المعبرين عن نفس التيارات يؤدى فى النهاية إلى تشتيت الأصوات الانتخابية، وبالتالى فشل هذه القوى السياسية في إحراز أى تقدم.
إن العديد من الأنظمة الدولية الأخرى تسعى إلى أن تظل هذه القوى السياسية تتنازع فيما بينها، تتقاتل وتشوه بعضها البعض حتى يكون لها أداواتها بالمجتمع المصري في ظل الإستهداف المباشر للدولة المصرية ومن ثم يساعد على انقسام المجتمع، وتكشف تصريحات رئيس الجمهورية أن يضع الجميع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
إن اندماج الأحزاب ذات الأصوات والأيديولوجيات المتشابهة، لتركز قواها على إثراء النقاش العام، والعمل لوضع مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية يساعد الدولة المصرية على النضوج والعمل المشترك.
رفض الرئيس بوضوح الهجوم على أداء الأحزاب السياسية، ودعا إلى التسامح مع أخطاء بعضها، وأكد على رفضه مقارنتها بالديموقراطيات الراسخة التى مضى على تأسيسها من مائتي إلى ثلاثمائة عاما، وهى مقارنة فيها الكثير من التعجيز والإجحاف للتجربة المصرية الوليدة، وإقترح أن ندعم الأحزاب والتجربة الديموقراطية فى الدولة المصرية الحديثة التي نتمناها بدلا من الهجوم عليها، وتعجيزها.
إن الإدلاء بهذا التصريح والنصيحة الصادقة للخصوم السياسيين، فى هذا التوقيت الذى بدأ الجميع التساؤل فيه عن مرشحي انتخابات الرئاسة المقبلة، وهل يمكن للقوى السياسية طرح شخصيات ذات قادرة على منافسة الرئيس السيسى، يعنى أن الرجل كما علمته الحياة العسكرية لا يخشى المنافسة، ويأمل أن يعمل الجميع لصالح الوطن، وأنه يحلم بأن تتعدد الرؤى لخدمة الدولة المصرية، فالرئيس لا يسعى لمجد شخصى، فقد حفر اسمه فى تاريخ هذا البلد بأحرف من نور وقدم كل ما يمكن تقديمه وفق ما أتيح له من إمكانيات.