تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يا جماعة أنا تعبان أوي .. يا أصحابي أنا شكلي كده في طريقي إلى الموت (على بعد 3 خطوات) .. محتاج دعاءكم جداً .. ياللا ادعوا لي بالرحمة .. الحالة (يشعر بعزرائيل) .. أنا روحي خلاص طالعة السماء باااااااي .. يا أصدقائي الحانوتي وصل محتاج دعائكم أوي يارب يسخن المية لأن الجو صاقع جداً .. (في طريقي) إلى المقبرة .. (أنا الآن) داخل التربة .. حزين جداً لأن أحبابي غطوني بالتراب وقفلوا عليا وسابوني لوحدي ورجعوا يتغدوا .. (أشعر بالوحدة) إيه الضلمة دي .. في ملايكة شكلهم جايين يحاسبوني ادعوا لي أنجح .. (أشعر بالرضا) مفيش ثعبان أقرع ولا الراجل "أبو مرزبة" محتاج لايك أو إيموشن أو حتى نكزة .. يا جماعة صفحتي شكلها بتتهكر أعمل إيه .. هاقفل صفحتي أسبوعين .. النت شكله ضاااااع .. ولا أنا اللي خلاص بقيت أوف لاين .. سلام سلااام سلاااااااااااااام .
أستغفر الله العظيم .. أرجوكم سامحوني يا قرائي الأعزاء على هذه "الدخلة الحزايني" .. ماكانش قصدي أنكد عليكم ولا أفكركم بهادم اللذات ومفرق الجماعات .. لكنني وبكل صراحة لم أستطع منع نفسي بأية حال من كتابة هذه الأفكار المجنونة لأنها تطاردني آناء الليل وأطراف النهار ، خصوصاً في ظل حالة الانغماس الاجتماعي والنفسي التي خلقها موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ، لدرجة أنني لا أستبعد استحداث تطبيقات غير محدودة .
وبكل تأكيد .. لم يكن الأمريكي مارك زوكربيرج، الذي أسس موقع "فيس بوك" في 4 فبراير 2004 بمدينة ماساتشوستس الأمريكية، يعلم أن وسيلة الدردشة البسيطة التي قصد من ورائها للتعارف على أبناء جامعته ستتحول إلى أخطر وسيلة اتصال في العالم لنشر الأفكار والتعبير عن الآراء وتبادل وجهات النظر .
وفي الواقع فإن قوة تأثير هذا الموقع تختلف من بلد إلى آخر .. ففي حين تشير المعلومات إلى أنه في الغرب وأمريكا لا يتعدى كونه أحد وسائل قياس اتجاهات الرأي العام والتعرف على "المزاج" الجماهيري.
إلا أنه في بلد مثل بلدنا المحروسة مصر توغل هذا الموقع واستوحش وطغى نفوذه واستبد في أوامره ونواهيه حتى تحول إلى "الحاكم بأمره" من خلال حالة الضغط الشديدة التي يمارسها حتى على صناع القرار أنفسهم والجهات الرقابية للدفع في اتجاه ما أو ممارسة مزيد من الضغوط إلى الدرجة التي تدفع الحكومة في أحيان كثيرة لاتخاذ قرارات ربما تكون غير سليمة أو متسرعة إرضاء لجمهور "فيس بوك".
ويرى بعض علماء النفس أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرات أخرى على المجتمعات العربية لا توصف بالإيجابية كلها, ويمكن تصنيفها بالتأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الشباب العربي, فتلك المواقع على الرغم من أنها تعزز الاتصال المجتمعي ، إلا أنها ربما تؤدي إلى نوع من الإدمان الذي يقود إلى العزلة تكسب مستخدميها نوعاً من الانطوائية وتعطيهم فرصة للهروب من مجتمعهم .
ويكفي أننا وصلنا إلى مرحلة تقديم جميع الواجبات الاجتماعية من عزاء وتهاني بل أننا استبدلنا زيارة المريض بوضع لايك هنا أو تعليق هناك أو حتى تفاعل ويمكننا الالتفات إلى خطورة هذا إذا سألنا أنفسنا كم مرة التقينا أقربائنا خلال العام الأخير مثلاً .. ستفاجأ بالرد أننا نراهم أو نحدثهم أو نتبادل اللايكات على الفيس بوك كل أسبوع تقريبا لكننا لم نرهم منذ سنوات .
الأخطر من هذا حالة الانسحاب والوهم التي توفرها غرف الدردشة هذه عبر مواقع التواصل والتي تحيل كل مشاركتنا وتفاعلنا في العالم حولنا عبر المشاهدة والتعليق .
ويلجأ المستخدمون لهذا العالم الافتراضي ومع أشخاص غير حقيقيين إن صح التعبير, أو على الأقل لا يدخلوا في نطاق دائرة المعارف والأقارب ولا يستطيع أن يراهم في نطاق مجتمعه فهم غرباء لا يستطيع أن يتعامل معهم بشكل مباشر ، وهو ما يسميه البعض العيش في عالم الأحلام والرومانسية الزائدة حيث تدني الأوضاع في أرض الوقع فيلجأ الشباب إلى خلق عالم خاص بهم ربما يرتقي لتطلعاتهم وآمالهم.
ويؤثر التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي أيضا على رؤية المستخدم لنفسه وليس فقط لمجتمعه ، حيث تضع تلك المواقع مستخدميها تحت المجهر ، و تجعلهم في محاولة دائمة للظهور بصورة مثالية وتقديم أنفسهم للعالم الافتراضي بصورة مغايرة للواقع, عن طريق نشر صورهم و أخبارهم وما يحدث في حياتهم من أحداث هامة وينتظرون الحكم عليها من قبل أصدقائهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يؤدى إلى تزايد القلق والترقب الدائم للحكم الذي يحكمه الأصدقاء على ما هو منشور على الصفحة الشخصية للمستخدم وهو ما يشعره بالأمان والأهمية الوهمية .
علينا إذاً أن نبحث جيداً إمكانية الاستفادة من هذه الطاقة إيجابياً .. ومحاولة تلافي الأخطاء بل الكوارث التي ربما تدفعنا في يوم من الأيام لعدم وجود من يحمل نعوشنا مكتفين بكتابة (يشعر بالبكاء) .