نظمت إحدى الشركات
مؤتمرًا طبيًا حول علاج أمراض القلب والباطنة بالإسكندرية، اليوم الجمعة بعد
موافقة وزارة الصحة والسكان على طرح عقار جديد لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب
فى مصر، والذى يعد العقار الأكثر استخدامًا فى العالم منذ فترة والذى يحمل اسم
العلمى "ميتوبرولول سكسنات".
وقال الدكتور محمد صبحي، أستاذ أمراض القلب بجامعة الإسكندرية:
إن المؤتمر يناقش أهمية مواكبة التطور العلمى لعلاج المرضى، ويعقبه عقد مجموعة من
ورش العمل لتدريب شباب الأطباء ثم تعقد جلسة عامة لمناقشة ما تم التوصل إليه من
نتائج.
وأضاف "صبحي": "أن الدواء الجديد الذى يطرح الآن
فى مصر دواء عالمي، ويعد رقم واحد فى علاج ضغط الدم المرتفع والذبحة المزمنة، لا
يعرف سبب تأخر طرحه فى مصر حتى الآن".
وأشار إلى "أن الدواء هو أحد مضادات البيتا، ومخترع مضادات
البيتا حصل عنها على جائزة نوبل سنة 1988 واسمه سير جيمس بلاك، ويمكن استخدامه من
سن 6 سنوات، كما أنه غير مؤثر على الكلى".
وأكد "أن الدواء هو الوحيد الذى له دراسات تؤكد مساعدته فى
تقليل الأوجاع وتقليل الوفاة بنسبة 40% وتقليل وفيات القلب بنسبة 50%، كما أنه لا
يؤثر على نسبة السكر فى الدم".
ومن جانبه، قال الدكتور محمود حسنين، أستاذ أمراض القلب بجامعة
الإسكندرية: "إن السبب الرئيسى لأمراض ضغط الدم هو النشاط المرضى للجهاز
العصبى السمبثاوى والذى يؤدى أيضا إلى عواقب خطيرة فى القلب، بالإضافة إلى ارتفاع
ضغط الدم يؤدى إلى قصور فى عضلة القلب وإلى عدم انتظام ضربات القلب، والدواء
الجديد يعمل كمثبط لمستقبلات بيتا، ومستقبلات بيتا تكون على سطح الخلايا والألياف
العصبية للقلب، وعندما ينشط الجهاز العصبى السمبثاوى يؤدى ذلك إلى ضعف وقصور فى
عضلة القلب".
وأضاف: "استعمال الدواء يؤدى إلى أن الخلايا لا تستجيب
للتنبيه العصبى الزائد، والمرضى الذين يعانون من هذه الأمراض وأعراضها من النهجان
وتورم الجسم واحتباس المياه به والإحساس بالخنقة، عندما استخدموا معهم هذا العقار
وجدوا أنه قلل الوفيات بنسبة 41% وأنه يؤدى إلى الإقلال من السكتة الفجائية للقلب
بنسبة 49% وأنه يحسن أعراض النهجان والتعب وبه يستطيع المريض أن يمارس حياته
الطبيعية، لذلك فهذا العلاج يعتبر فتحا جديدا فى علاج مرضى القلب وهو موجود فى
جميع الإرشادات الطبية من أوروبا وأمريكا".
ومن ناحيته، أوضح
الدكتور أحمد عبد العاطي، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بطب الإسكندرية، أن
مشكلة ارتفاع ضغط الدم يعانى منها الكثيرون فى مصر والعالم، فى مصر تبلغ نسبة
الإصابة بين الشباب وهم الأقل من 60 سنة 26%، أما فوق الستين سنة فتبلغ نسبة
المصابين 50%، كما أن 46% من حالات الوفاة فى مصر تأتى بسبب أمراض القلب، وهى نسبة
تفوق مرضى الأورام أو الرئة أو السكر، والمشكلة الأكبر هنا أن 38% فقط من مرضى
الضغط هم الذين يعرفون أنهم مصابون، و24% منهم فقط يأخذون علاجا، لكن 8% فقط هم من
يأخذون علاجا مناسبا لحالتهم.
وأرجح ذلك إلى سببين، أولا عدم انتشار الوعى الصحى ثم أن
الإصابة بالضغط المرتفع ليس لها أعراض، لذلك فالوعى بحقيقة المرض وبأهمية العلاج
وباستمرارية العلاج خطوات مهمة جدا تقى المريض شر الضغط وهو ما نسميه القاتل
الصامت.
وأوضح "عبد العاطي" أن مشكلة الضغط ليس مجرد وجود
دواء، ولكن وجود دواء يقلل الجلطات والأزمات القلبية وجلطات المخ ليكون الهدف النهائى
هو تقليل الوفيات الناتجة عن جلطات المخ وحماية القلب والكلى والشرايين، فالوعى مهم
جدا ويجب على المريض ألا يخاف من دواء الضغط على الكلى ولكن يخاف من الضغط على
الكلى.
وعن أسباب ارتفاع الضغط، قال "عبد العاطى": إنها تعود
إلى الاستعداد الجينى ثم بعد ذلك يأتى النشاط العصبى السمبثاوى، ثم الملح الذى
يزود نشاط هرمون رنين، لذلك على المريض أن يغير من نمط حياتة وهذا جزء منهم سواء
فى ضبط الوزن والتقليل من الملح الظاهر والملح المستتر فى الجانك فوود، وعلى مريض
الضغط سنويا متابعة الأملاح فى جسمة عن طريق التحاليل وعمل أيكو على القلب.
وأضاف: أننا اليوم بصدد إطلاق دواء يعد الأول بين مثيلاته واسمه
العلمى (ميتوبرولول)، وهو يساعد فى تخفيض النبض ويحمى من الأزمات القلبية، كما أنه
ذو فائدة كبيرة للحد من مضاعفات الضغط العالى.
وفى سياق متصل، أكد الدكتور خالد عاطف، رئيس الشركة المنتجة
للدواء، أن الشركة الإنجليزية مستمرة فى ضخ استثمارات بملايين الدولارات فى سوق
الدواء المصرى، وأن هذا الدواء سيتم تصنيعه فى مصر فى مصانع الشركة وبأيد عاملة
مصرية وبأحدث التقنيات العالمية كما أنه سيتوفر للمرضى فى مصر بسعر فى متناول
المريض المصرى حرصا من الشركة على تقديم خدمة طبية متميزة ودون مبالغة فى الأسعار.
وأضاف أنه إذا كانت
الإحصاءات تقول إن 26% من البالغين مصابون بأمراض ضغط الدم والقلب فإن خط الإنتاج
الجديد للدواء سيوفر العلاج المناسب لهؤلاء المرضى.