قال الكاتب البريطاني إدوارد لوس، إن منظمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بصدد أن تكون بمثابة السلطة الرابعة الأحدث في أمريكا.
وأضاف لوس - في مقاله بصحيفة الـ فاينانشيال تايمز - أن تاريخ الولايات المتحدة لم يشهد رئيسا للبلاد يستخدم سلطته لتعزيز مصالحه التجارية هو وعائلته على نحو ما يفعل الرئيس دونالد ترامب.
ورصد الكاتب في هذا الصدد ما شهده الأسبوع الماضي فقط من توجيه الرئيس ترامب توبيخا لسلسلة متاجر أوقفت بيع منتجات شركة ابنته إيفانكا؛ فيما حثت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي، مشاهدي التلفزيون على الخروج وشراء منتجات شركة إيفانكا ترامب.
ونبه لوس إلى أن قدرة المستر ترامب على الانتفاع الشخصي من المنصب هي قدرة هائلة؛ ففي كل مرة يغرد فيها الرئيس ترامب ضد شركة فإن أسهم تلك الشركة تتراجع قيمتها..علاوة على أن التنفيذ الفيدرالي لقوانين التجارة الداخلية تضطلع به هيئة الأوراق المالية والبورصات والتي يسعى ترامب لتنصيب جاي كلايتون المحامي في وول ستريت رئيسا لها.
واتهم الكاتب، الرئيس ترامب بانتهاك بند المكافآت في الدستور الأمريكي والذي يحظر على ذوى المناصب قبول هدايا من حكومات أجنبية؛ ففي كل مرة تستأجر إحدى السفارات القاعة الكبرى في فندق "ترامب إنترناشيونال" فإن الأموال تذهب إلى جيب الرئيس ترامب، وتتولى تقييم النزاعات إدارة الخدمات العامة والتي سيعين المستر ترامب رئيسها أيضا.
واستبعد صاحب المقال أن تقترب المحاكم الأمريكية من قضايا مرفوعة ضد ترامب؛ ذلك لأن المُدّعي يجب أن يُظهر ما تعرّض له من ضرر، ومن الصعب أن يثبت أي شخص مقدار ما لحقه من ضرر بشكل شخصي جراء ارتفاع قيمة إيجار فندق ترامب أو ملاعب جولفه المزدهرة.
وأكد لوس أنه ما لم يتلقّ المستر ترامب رشوة أجنبية مباشرة، فمن غير المتوقع أن يضطلع القضاء بدور الرقيب عليه، ويأتي الكونجرس في هذا الصدد بعد القضاء، ومن ثم فإن المجال مفتوحٌ على مصراعيه وهؤلاء الآملين في سقوط ترامب على يد النظام إنما هم متهمون بالتفاؤل.
ورأى الكاتب البريطاني أن الضرر الواقع على الديمقراطية الأمريكية وموقفها عالميا جراء ذلك هو ضرر بالغ؛ حيث أن الراغبين في أن يحظوا بنفوذ لدى الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين يعرفون أن أفضل الطرق لذلك هو من خلال عائلته وتحديدا ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر الذي نصّبه ترامب مستشارا مقربا له في البيت الأبيض.
ولفت لوس في هذا السياق إلى أن الصين قد استثمرت "الرأسمال الدبلوماسي" عندما خطبتْ ودّ إيفانكا وزوجها كوشنر، وربما لعب حضورُ إيفانكا احتفالات السفارة الصنية بالعام الصيني الجديد دورا في تأييد المستر ترامب بعد ذلك بأيام قليلة لسياسة الصين الواحدة التي تتبناها بكين، كما أن حضور إيفانكا ترامب أول اجتماع لأبيها مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي - هذا الحضور يقول الكثير والكثير، لا سيما وأن شركة إيفانكا تسعى لتدشين خط إنتاج فرعي في اليابان بالشراكة مع بنك حكومي ياباني.
ونبه الكاتب إلى تراجع معدلات الثقة في المؤسسات الأمريكية، وقد قلصت وحدة الاستخبارات الاقتصادية بمجلة الإيكونوميست مستوى الديمقراطية الأمريكية من "تام" إلى "ناقص" واضعة إياها في نفس الفئة مع إيطاليا والهند، وقد استندت المجلة في تقييمها بشكل أساسي على تراجع ثقة الجماهير في الحكومة الأمريكية.