وصف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي العلاقات المصرية اللبنانية بأنها علاقات جيدة ومميزة على مختلف الأزمنة، لافتا إلى أنه مهما اشتدت الخلافات السياسة أحيانا فى المنطقة العربية فإنها لا تنعكس أبدًا على العلاقات المصرية اللبنانية، مشيرا إلى أن الجانبين المصرى واللبناني فى حاجة إلى مزيد من تطويرها لصالح الشعبين الشقيقين.
وأوضح فى حوار خاص مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط فى بيروت، وذلك بمناسبة زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون لمصر التي تبدأ غدًا الإثنين، أنه من الطبيعى بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أن تكون مصر من أوائل الدول التى يزورها الرئيس عون نظرًا لحجم مصر فى المنطقة العربية ولحجمها في الواقع السياسى.
وأشار إلى أن مصر دائما لها أيادٍ بيضاء فيما يخص لبنان، منوها بأن مؤتمر القاهرة في بداية الحرب اللبنانية عقد من أجل إنقاذ لبنان، وكان بداية الحل للأزمة اللبنانية.
وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أشار إلى أن مصر سوق كبيرة جدًّا بالنسبة للبنان، ويجب إعطاء حوافز للبضائع والصناعات فى كلتا الدولتين للدخول إلى سوق كل منهما فى إطار تنظيمى بطريقة متبادلة، وأكد أن الصناعات المصرية صناعة جيدة جدا والبضائع المصرية منافسة للبضائع الغربية فى الأسواق اللبنانية، وإذا تمت المقارنة بين مصر والدول الغربية فمصر لها الأفضلية.
وأضاف أن الملف السورى من البديهي أن يكون على مائدة مفاوضات أى محادثات ثنائية بين زعيمين وقائدين فى المنطقة، مشيرًا إلى أن ما يحدث فى سوريا أخذ الكثير من الوقت وراح فيه الكثير من القتلى والجرحى، ويجب ألا يستمر هذا النزف للشعب العربي السوري، مشيرا إلى أن الحل الحقيقى هو الحوار بين النظام السورى والمعارضة، متمنيًّا أن يصل إلى الحل المنشود لوقف هذا الجرح فى الأمة العربية.
وقال إنه مما لاشك فيه أن الزمن قبل مجىء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب غير الزمن بعد ترامب، ولكن حتى الآن لا يستطيع أحد أن يتكهن بالسياسة التى سيتبعها ترامب، مشيرا إلى أن تلك السياسة لاتزال غير واضحة عند كل المحللين والمطلعين على السياسات الخارجية.
وأعرب عن أمله في أن تكون سياسة ترامب أكثر وضوحا، وأن يركز على القضية الفلسطينية، وإيجاد حل عادل للصراع الإسرائيلى الفلسطينى العربى، واصفا هذا الأمر بالهام جدا؛ لأن إيجاد حل سيغير واقع المنطقة فى حال تمت معالجته، وأضاف أنه باستطاعة ترامب القيام بتلك المحاولة لجمع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي لإيجاد حل على أساس إقامة دولتين يفضي إلى السلام فى المنطقة.
وعن الوضع الفلسطينى أشار ميقاتي إلى أنه بعد قرار الكنيست الإسرائيلى فيما يتعلق بالاستيطان وجدت أن الإدانة الحقيقية أتت من حزب العمل الإسرائيلى، وكما يقال شهد شاهد من أهله، لافتا إلى أنه هذا الاختلاف يحدث على الساحة الإسرائيلية، وقال "إنه مهما حاولوا أن يؤجلوا يجب أن نسعى للسلام بأسرع وقت؛ لأن أى خطوة عكس ذلك لن تكون فى مصلحة أحد".
وعن الفلسطينين فى لبنان، قال ميقاتى: إن الفلسطينين فى لبنان أصبحوا مع مرور الزمن جزءا من المجتمع اللبنانى، وولدوا وعاشوا فى لبنان ولكن بالرغم من ذلك فإن مطلبنا الأساسى هو حق العودة بالنسبة للفلسطينيين، أما فيما يتعلق بنا كلبنانيين فإنه لا يمكن أن نسمح أن تكون الإقامة الفلسطينية إقامة دائمة معترف بها فى لبنان، مشيرًا إلى أن هذا الأمر جزء من اتفاق الطائف لأن منع توطينهم في لبنان واجب دستوري.
وعن الانتخابات النيابية فى لبنان قال الرئيس نجيب ميقاتى إنه مر 8 سنوات على لبنان دون إجراء انتخابات نيابية، مما جعل الجميع متعطش لإجرائها، مشيرا إلى أن الأمر جاد جدا فى إطلاق قانون جديد يتم على أساسه إجراء الانتخابات النيابية، معربا عن أمله أن يتم ذلك فى أقرب وقت.
ورأى أن مصلحة لبنان فى أن يكون قانون الانتخابات النيابية اللبنانية على أساس يعتمد النظام النسبي مع اللوائح المكتملة بما يمكن الأقليات، سياسية كانت أو طائفية، من أن تتمثل في المجلس النيابي وتأمين الشراكة في الحكم بين مختلف القوى.
وأشار الرئيس نجيب ميقاتي إلى أن المشكلة الحالية في موضوع قانون الانتخابات النيابية فى لبنان أن الغالبية تقيس الأمور بميزان مصالحهم، في الوقت الذي نعتبر فيه أن قانون الانتخاب هو المدخل لإعادة تكوين السلطة وتحفيز المواطنين مجددًا، خصوصًا جيل الشباب على الانطلاق في ورشة التغيير والتطوير، فانخراط الشباب في العمل العام بالنسبة إلينا واجب وطني، وهو أسمى وأرقى من مصالح الفئات والأحزاب والتجمعات السياسية، ولا سبيل لإشراكهم إلا بقانون يتيح لهم خوض التجربة ضمن معايير وطنية وإصلاحية تنسجم مع أولوية إعادة بناء المؤسسات، فإذا نظرنا بنظرة وطنية صافية نستنتج أن بناء دولتنا يبدأ من قانون الانتخاب، وأن المدخل إلى كل تغيير في لبنان هو قانون الانتخاب.