المنضمون يرفضون «الوحدات المقاتلة».. وارتفاع عدد المحتاجين لمساعدات اقتصادية
كشف المحلل العسكرى المقرب من قيادات الجيش الإسرائيلى «عاموس هرئيل» فى مقال له بجريدة «هآرتس»، أن الجيش الإسرائيلى يواجه أزمة نوعية فى وحداته البرية، خاصة فى مستوى «رتب صغار الضباط»، وتقلصت قدرة الجيش على تجنيد مقاتلين من جميع طبقات السكان، وهى معطيات تم تقديمها منذ عام إلى قيادة الأركان العامة الإسرائيلية منذ عام، وسببت لهم قلقا، ولم يتم الكشف عنه للجمهور.
ووفقا للمعطيات فإن دائرة العلوم السلوكية فى الجيش الإسرائيلى لاحظت أنه خلال السنوات الأخيرة ظهر تآكل متواصل فى استعداد مجندين من مجموعات النخبة التى يعتبرها الجيش ذات مؤهلات عالية فى الانضمام إلى الوحدات البرية، فالعديد من المجندين من الذين يتمتعون بكفاءات عالية، خاصة من سكان أحياء ومستوطنات راقية، يفضلون الخدمة فى وحدات تكنولوجية على الخدمة فى الوحدات المقاتلة، وهو ما علق «هرئيل» عليه بالقول: «نموذج المقاتل فى إسرائيل أصبح معرضا للخطر».
وتطرق «هرئيل» إلى مشكلة أخطر كما وصفها، وهى أزمة فى أسلحة البر الرمادية مثل سلاح المدرعات والهندسة والمدفعية التى هبط استعدادها نحو ٢٠٪ فى مهمات قتالية أساسية، فالشباب من مجموعات ذات نوعية عالية، حتى لو كانوا يتمتعون بمؤهلات طبية تسمح لهم بالقتال، يفضلون فى معظم الحالات وحدات السايبر والطائرات من دون طيار، ومنظومة الدفاع الجوية وسائر الاختصاصات المرتبطة بالتكنولوجيا المتطورة على الخدمة الشاقة فى وحدات البر.
كما يشير استطلاع أجرته دائرة العلوم السلوكية فى الجيش العام الماضى بين الجنود فى الخدمة الإلزامية، وبين الشباب الذين هم على وشك التجنيد، إلى أن الشباب أنفسهم يلاحظون هذه التوجهات، كما أن رأى هؤلاء الجنود فى صورة المقاتل والقتال والخدمة فى وحداتهم نفسها ليس مشجعاً.
وكشف «هرئيل» عن ظاهرة أخرى مثيرة لقلق قيادات الجيش الإسرائيلى وهى الارتفاع الكبير فى عدد المقاتلين الذين يحتاجون إلى مساعدة اقتصادية من الجيش بسبب مشكلات عائلية، وهو ما جعل الجيش يوجه الجنود إلى الخدمة فى قواعد مفتوحة تسمح لهم أيضا بالمساهمة فى إعالة عائلاتهم، إضافة إلى ذلك، فإن زيادة عمق الفجوات الطبقية فى إسرائيل يؤثر على ما يجرى فى الوحدات القتالية.