رفضت وزارة الاتصالات كل الاتهامات الموجهة من أعضاء لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب خلال اجتماعهم اليوم برئاسة نضال سعيد، وذلك أثناء مناقشة اللجنة لطلب إحاطة مقدم من النائب اللواء تادرس قلدس حول المخالفات التى ارتكبت بشأن تشغيل شباب محافظة أسيوط بالقرية التكنولوجية.
أكدت أسماء حسنى الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، إنها ترفض كل الاتهامات الموجهة لوزارة الاتصالات، وقالت إن هدفنا من المؤتمرات التوظيفية هى خدمة الشباب، رغم المشكلة التى تمر بها البلاد لتوظيف الشباب، فى ضوء إهمالنا للتعليم الفنى، وعدم تناسب الشهادات الجامعية، مع سوق العمل، وقالت لا يوجد لدينا أى مصلحة فى تعيين شخص على حساب شخص آخر، وأن الفيصل والمعيار الوحيد يرتبط بالمؤهل والخبرة فقط ولا يوجد لنا علاقة بالسيديهات التى حصل عليها النائب تادرس قلدس.
وقالت أسماء حسنى بحدة شديدة: "مرفوض.. مرفوض اتهامنا واتهام الوزارة من قبل النائب تادرس قلدس، إننا نقيم فى فندق طيبة بأسيوط على حساب جمعية اتصال صاحبة الفندق، وقالت موجهة حديثها للنواب، مش وزارة الاتصالات اللى تنزل على حساب أحد".
وواصلت "أسماء حسنى" رفضها لوقوع أخطاء أثناء المؤتمر التوظيفى الذى عقد بأسيوط، وقالت لا توجد أخطاء ولا يوجد ضعف، ولكن ربما ما حدث عدم توقع حضور نحو 4 آلاف شاب، فى الوقت الذى تحتاج فيه شركات تكنولوجيا المعلومات نحو 450 شابا فقط.
وحول نفوذ جمعية "اتصال" التى أدارت تلك المسابقة، قالت "أسماء" لا يوجد نفوذ لأى جمعية على وزارة الاتصالات، لكن تلك الجمعيات تقوم بدور تنموى، وهناك برتوكولات موقعة بيننا وبينهم لمدة 3 سنوات سوف تنتهى مدة التعاقد فى "يونيو" المقبل، فيما دافعت عن الجمعية قائلة إنها جمعية ليست مشبوهة وتستخدم كأحد أزرع الوزارة فى الأماكن البعيدة.
وأكدت الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، أن هناك أولوية لسكان المناطق التى يقام بها القرى التكنولوجية، وفى حال وجود وظائف شاغرة سيتم عمل ملتقى توظيفى من خلال الوزارة فقط، وعدم إشراك أى من الجمعيات الخاصة فى هذا الأمر لمنع تكرار هذه الواقعة مرة أخرى.
وشددت "حسنى"، على أنه حتى فى حال إسناد فرص العمل لبعض الشركات الخاصة يتم الأمر بشافية كاملة ولن يتم تقديم شخص ليس كفءً أو غير مؤهل لسوق العمل من الحصول على فرصة عمل، ولكن ما حدث سوء تنظيم فقط وليس مقصود، موضحة أن جمعية "اتصال" لا تعلم شيئا عن الشباب الذين تم قبولهم.
وقال نضال السعيد، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان: إنه منذ اللحظة التى تم فيها الإعلان عن وجود وظائف شاغرة فى وزارة الاتصالات، وهناك مئات من الشباب الراغب فى الالتحاق بالعمل يخاطب النواب يوميًا لمعرفة التفاصيل وكيفية التقديم.
وأضاف السعيد خلال كلمته: "لا بد أن يكون هناك تواصل بين الوزارات وبين البرلمان من أجل التنسيق لنقل الصورة واضحة إلى دوائرهم".
وكان النائب تادرس قلدس، مقدم طلب الإحاطة، وقد أشار خلال استعرضه لطلب الإحاطة إنه تم الاتفاق بعقد ملتقى توظيفى، وتقدم عدد كبير من الشباب بالسير الذاتية، بعد أن طلب منهم تقديم السيديهات، وتسلمت القرية جميع الطلبات التى تقدم بها الشباب مما يعنى إتاحة الفرص لجميع المتقديمن وعدم اقتصار الأمر على جهة بعينها.
وانتقد قلدس، سياسة القرية فى تسلم الطلبات ما دام الأمر قاصرا على جمعية اتصال فقط، مع العلم أنه الإعلان عن ملتقى توظيفى يعنى أن الفرصة متاحة للجميع، قائلًا: "هما عاملين قرية ذكية علشان يعينوا ناس معينة، وقال للأسف تقدمت بنحو 158 طلبا للشباب ولم يقبل أحد منهم، حتى إننى فوجئت باتهامات موجهة لي من أبناء دائرتى أني غررت بهم، وأننى خذلتهم وضحكت عليهم، وقال إننى لا أتهم أحد ولكن أقول ما يتردد فى الشارع وما أراه ومن يريد أن يعتبر كلامى اتهام يأخذه اتهام".
وقال" تادرس": إن جمعية "اتصال" فوجئت بها بأنها المهيمنة على إجراء المؤتمر التوظيفى وهى من تقبل السيديهات الخاصة بالشباب، وأن وزارة الاتصالات والقائمين عليها عندما أتوا لمحافظة أسيوط، كانت إقامتهم فى "فندق طيبة" وهو ملك الجمعية، وقال نحن هنا الآن داخل الاجتماع وتجرى "جمعية اتصال" امتحان للشباب للحصول على وظيفة رغم أنها جمعية مدنية.
جاء ذلك فى الوقت الذى تدخلت فية أسماء حسنى الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، قائلة إذا حدث ذلك فهو أمر غير مقبول ومرفوض، معطية تعليماتها لنائبها أحمد السبكى، بوقف وإلغاء تلك الامتحانات فورا ونقلها إلى القرية التكنولوجية.
وقال النائب أحمد بدوى وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب: إن الجميع يعلم أن جميعة "اتصال" تقوم بدور وطنى لا يستطيع أحد أن ينكره، مناشدا الحكومة بعدم تجاهل البرلمان قبل الإعلان عن أى ملتقى توظيف بعد ذلك مع ضرورة التنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وأضاف بدوى، خلال كلمته، أنه منذ الإعلان عن وجود عدد من الوظائف الشاغرة فى بعض الوزارات، تقدم عدد كبير جدًا من الشباب لها وتوجه البعص الآخر إلى مكاتب النواب فى دوائرهم للاستفسار، مطالبا بالتنسيق بين البرلمان والحكومة قبل الإعلان عن وظائف خالية حتى يكون لدى النائب معلومات كافية للرد على استفسارات المواطنين.
وتساءل النائب جون طلعت، عن الأسباب الحقيقة وراء إسناد تلك المهمة إلى جمعية اتصال، وقال فى سخرية "مفيش حد فى البلد دى حتى الدولة يعملون لله والوطن ولا بد من حصول تلك الجمعية على مزايا، مقابل عمليات التنظيم والدعاية والاستقبال"، وقال "جون": "مينفعش الكلام اللى بنسمعه أن جمعية "اتصال" هى ذراع الدولة"، قائلا: أريد أن أعرف "إشمعنا الجمعية دى بالذات".
وانتقد بشدة النائب أحمد زيدان أمين سر اللجنة موقف وزارة الاتصالات من النواب وتجاهلهم بهذة الصورة وإحراجهم أمام أبناء دوائرهم، وقال للأسف نرى ما يتم بخلاف توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيى حول ضرورة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.