شهدت مدينة قردان
التونسية، اليوم الخميس مواجهات عنيفة بالتزامن مع الذكري السادسة للثورة
التونسية، بين قوات الأمن التونسية ومحتجين غاضبين يطالبون بالتنمية في مدينة بن
قردان، في تصاعد للاحتجاجات التي بدأت أمس الأربعاء، بينما تخشى السلطات توسع رقعة
الاحتجاجات في البلاد.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق مئات الشبان
في شوارع بوسط مدينة بن قردان الواقعة على الحدود مع ليبيا.
وبدأت أمس الأربعاء، الاحتجاجات للمطالبة بفرص
حقيقية للتنمية في المنطقة مع إغلاق المعبر الحدودي مع ليبيا، والذي كان شريانًا
حقيقيًا لأغلب أهالي المدينة حيث تمثل التجارة مع ليبيا مورد رزق رئيسيا.
ويأتي تصاعد الاحتجاجات مع ارتفاع وتيرة التوتر في
مناطق أخرى في تونس، وفي بلدة المكناسي التابعة لمحافظة سيدي تظاهر أكثر من 4 آلاف
اليوم الخميس، للمطالبة بتوفير فرص عمل وبدأوا إضرابًا عامًا في البلدة.
وفي بن قردان، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، عن
إضراب عام مفتوح، احتجاجًا على ما وصف بأنه تجاهل الحكومة لمطالب أهالي المنطقة.
وقال فتحي شندول، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي
فيس بوك: إن "الوضع متوتر للغاية هنا، هناك كر وفر بين الأمن والمحتجين الذين
يريدون مشاريع تنموية في المدينة التي همشت، قوات الأمن تلاحق مئات الشبان في وسط
المدينة وتلقي قنابل الغاز بينما يرد المحتجون بالحجارة، أن الشبان أشعلوا العجلات
المطاطية وأغلقوا اغلب الشوارع بينما عززت قوات الأمن تواجدها بشكل مكثف، ورفعوا
شعارات ضد الحكومة وألقوا زجاجات حارقة على قوات الأمن التي ردت بإلقاء قنابل
الغاز.
وفي محاولة لاحتواء الاحتجاجات في بن قردان خشية
توسع رقعتها لمناطق أخرى على ما يبدو، قال رئيس الوزراء يوسف الشاهد، إنه يتفهم
مطالب أهالي بن قردان لكن يتعين أن تبقى الاحتجاجات سلمية.
وقرر الشاهد إرسال وفد يضم عددًا من وزرائه غدًا
الجمعة إلى بن قردان، لمناقشة مطالب المحتجين.
وأجرت السلطات التونسية، الخميس، مباحثات مع
"ممثلين" ليبيين في مسعى لحل إشكالات معبر رأس جدير.
وقال والي مدنين جنوب شرق التي تتبعها منطقة بن
قردان: إن لجنة تونسية ليبية تعقد اليوم اجتماعات في العاصمة التونسية
"لإيجاد حل لمشكلة معبر رأس جدير" الذي أغلقته السلطات الليبية من جانب
واحد، ما أدى إلى احتجاجات.
من جانبه، قال إياد الدهماني المتحدث باسم الحكومة
للصحفيين: إن اجتماعات تجري اليوم بين الجانبين التونسي والليبي.
وشهدت مدينة بن قردان، الأربعاء والخميس، احتجاجات
جرت أثناءها مناوشات بين شبان وقوات الأمن، ويطالب المحتجون بتسريع مشاريع تنمية
وفتح المعبر الحدودي الذي يشكل رئة اقتصادية للمنطقة.
وأكد مسئول الاتحاد العام التونسي للشغل ببن قردان
محسن لشيهب أن المطالب تتعلق خصوصًا بتطبيق اتفاقية موقعة قبل 10 أيام بين لجنتين
تونسية وليبية تم بموجبها تحديد حجم وزنة البضائع المسموح بعبورها الحدود في
الاتجاهين.
وتعتمد نسبة كبيرة من سكان ولاية مدنين ومجمل الجنوب
الشرقي للبلاد التونسية بالتجارة بين تونس وليبيا، في حين يؤكد قسم من الأهالي أن
السلطات المركزية لا تهتم بهذه المنطقة منذ عقود.
وتشير السلطات التونسية إلى صعوبة التفاوض مع الجانب
الليبي بسبب الفوضى السياسية القائمة في ليبيا، التي تربط تونس وليبيا بحدود برية
طولها 500 كلم.