الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

"المجموعة 103".. قصة حرب الإرهاب على المدنيين بسيناء

«بيت المقدس» يستهدف المتعاونين مع الجيش

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رجال «البغدادى» يضعون «قائمة اغتيالات» لشيوخ وأبناء القبائل المساندين للقوات المسلحة و٣7 شخصًا على رأس المطلوبين
إجبار المختطفين على الإدلاء باعترافات تحت تهديد السلاح والقتل بـ«الرصاص والذبح والعبوات الناسفة»
الإرهابيون قتلوا كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش وشيخ الصوفية سليمان أبو حراز دون تفرقة
لكل حرب جنود مجهولون، لهم اليد العليا فى ترجيح كفة «المنتصر»، لا يعرفهم العامة ولا تكرمهم الاحتفالات، يعيشون أبطالًا فى الظل، ويموتون ويدفنون شهداءً تحيطهم «أنوار» عظم المنزلة، وحسن الخاتمة والمصير، على رأسهم جميعًا أبناء سيناء ممن يتعرضون للاستهداف والقتل من تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى، بدعوى «التعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية»، وكما يرى فئران التنظيم أنها «تهمة يستحق مرتكبها الإعدام، يراها المصريون جميعًا «شرفاً يستحق صاحبها الخلود».
أصدر تنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء، قبل يومين إصدارًا مرئيًا جديدًا تحت عنوان «حز الرقاب»، ظهر خلاله قيام التنظيم بـ«ذبح» ١٥ من شباب القبائل قالوا إنهم من المتعاونين مع القوات المسلحة فى حربها على الإرهاب.
يظهر فى الفيديو مجموعة من شباب قبيلتى «السواركة» و«الرميلات» وغيرهما من القبائل وهم يتعرضون للذبح وإطلاق النار فى الرأس بل والقتل بعبوة ناسفة، فضلًا عن بث «اعترافات» تحت تهديد السلاح للمواطنين «عودة فريد عبدربه» و«سيد محمد موسى» والذى قال إنه أنقذ مجندا أثناء تفجير كمين «كرم القواديس» وأنه أخبر الأمن بوجود عبوات ناسفة.
كما ذبح التنظيم فى الفيديو المواطن «سليمان موسى أبوجرير»، فضلا عن «سليمان محمد السلايمة، وائل محمد الشاعر، سليم عتيق، توفيق سليمان، وليد أحمد عامر، رائد صلاح، صبيح سليمان، سلامة أبوجرادة».
استهداف «البشمرجة»
العمليات الفردية من قبل التنظيم الإرهابى ضد المدنيين، واستهداف المارة فى شوارع الأحياء عن طريق القناصين، كانت النسبة الأكبر منها لمن أسماهم التنظيم الإرهابى بـ«المجموعة ١٠٣» وهى قائمة تم رصدها من قبل «بيت المقدس» لتعاونهم مع الأجهزة الأمنية.
قبل عدة أسابيع تم الإعلان عن قتل ٥ أشخاص مدنيين، من قبل عناصر التنظيم، برصاص مسلحين وإحراق سيارة كانوا يستقلونها جنوب الشيخ زويد، من بين هؤلاء «يوسف العبادى أبو رياش»، وآخر يدعى «عبد المعطى أبو حجاج»، بخلاف ٣ آخرين لم يتم التعرف عليهم، وكان المواطن «إبراهيم أبو خساير»، أحد الضحايا، الذى تم اختطافه الأسبوع الماضى، من قبل مسلحين بقرية «أبو زرعى»، واغتياله بالرصاص.
وفى حادث آخر، عثر أهالى قرية «أبو طويلة» جنوب «الشيخ زويد» على رأسين مفصولين عن الجسد، لشابين تعرف الأهالى عليهما، وهما «علاء مسلم الدرموز أبو زرعى»، ٢٠ عامًا، و«أحمد ناصر خليل عامر»، ١٩ عامًا، بعد اختطافهما من قبل تنظيم «بيت المقدس» بزعم «تعاونهما مع الجيش».
وفى منطقة «المساعيد» يظهر العنف عيانا جهارًا أمام المارة، بحسب صفحات بعض الأهالى على مواقع التواصل الاجتماعى، مشيرين إلى ذبح الشيخ المُسن «سليمان أبو حراز»، أحد الرموز الدينية فى شمال سيناء من جنوب مدينة «العريش»، والذى قارب عمره على مئة عام.
و«أبو حراز» كان قد تم اختطافه واتهامه من قبل التنظيم بـ«الشرك»، بسبب فكره الوسطى المعتدل، وهو ابن قبيلة «السواركة»، ويعتبره أهالى سيناء علامة من علامات الطب الروحى والتدين، يسكن منطقة «المزرعة» فى جنوب العريش، ويجسد فكره الدينى نموذجا للعوام الذين دائما ما يقبلون عليه لمساعدتهم وإرشادهم لطرق العبادة والدعوة إلى الله.
فى وسط «العريش» كانت أسرة «فتحى الشايب» على موعد مع الموت، حيث قامت عناصر «بيت المقدس» باقتحام منزله فى وسط المدينة، واقتياده هو وزوجته على مرأى ومسمع من الجميع، وأمام أطفاله الـ٣ منهم رضيعة، بدعوى «تعاونهما مع الجيش».
«فتحى عايش شعبان»، هو الاسم الحقيقى لـ«الشايب» من مدينة العريش وزوجته تدعى «مايسة»، يقع منزلهما بجوار «سد الوادى» وسط العريش، وبحسب شهود عيان– تم التواصل معهم على فيس بوك– فبعد ٢٤ ساعة من اختطافهما وجد الأهالى جثة «مايسة» عند شارع «الخزان» بالعريش، وبعدها بدقائق تم العثور على جثة «فتحى» عند حى «السمران» بالعريش.
الضحايا أقباط ومسلمون
لم يترك أنصار «بيت المقدس» فرصة لضرب المختلفين معهم فى الدين إلا وفعلوها، أشخاص كثر توارت أسماؤهم بين طيات سجلات الشهداء فى سيناء، لم يفرق بينهم أحد باختلاف الدين، فهو سجل واحد جمع بين كل هؤلاء.
إلا أن الحادث الأكثر ألما الذى التفت إليه الجميع، مقتل القس رافائيل موسى كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش، بعد خروجه من خدمة القداس الإلهى بكاتدرائية المدينة، فى ذكرى ٣٠ يونيو، لم تمر ساعات على مقتله، إلا وأعلن تنظيم بيت المقدس مسئوليته عن الحادث، حيث وصل جثمان «رافائيل» إلى مستشفى العريش، به طلقات نارية فى الرأس والصدر، وتم حفظ الجثمان بالمشرحة.
ومن بين الذين قتلهم التنظيم الإرهابى أيضًا، الدكتور مصطفى عبدالرحمن، مرشح حزب النور الوحيد لمجلس النواب عن محافظة شمال سيناء، بين ٢١ مرشحا آخر، واستهدفه ملثمون على دراجة نارية بإطلاق النار عليه أثناء سيره أمام منزله فى طريقه للمسجد لصلاة العصر، فى أكتوبر من العام الماضى، بمنطقة «بركة حليمة» خلف مستشفى العريش العام.
فى خلال تلك الفترة نفذ تنظيم بيت المقدس حكم الإعدام والرمى بالرصاص على شيخ بدوى بسيناء يدعى «مسلم سلامة أبو رقيبة»، ٦٥ عامًا، ونجله سلام ٣٥ عامًا، بدعوى «تعاونهما مع الجيش المصرى» ضد الإرهاب، وقام عناصر التنظيم بخطف شيخ بدوى آخر ونجله منذ عدة أيام وقتلهما حتى تم العثور على جثتيهما جنوب رفح، وتم نقلهما إلى مشرحة مستشفى العريش العام.
اعترافات بالإجبار
فى يناير من العام الجارى، بث التنظيم الإرهابى إصدارًا مرئيا بعنوان «حرب العقول ٢»، عرض خلاله إعدام ٩ أشخاص بتهمة «التعامل مع الجيش المصرى»، بخلاف عرض قائمة تضم ٣٧ شخصًا قال إنهم مطلوبون لـ«داعش»، لتحالفهم مع الجهات الأمنية، من بينهم شيوخ قبائل بارزون.
وتضمن الإصدار كلمات لمن تم إعدامهم، حصلوا عليها بتهديد السلاح، أولهم «عبد الرحمن المقاطعة»، أحد أفراد قبيلة السواركة، الذى قال: «إن أحد الأشخاص اتصل به قبل بدء عملية «حق الشهيد» بيوم، واتفقا على الخروج فى اليوم التالى صباحا نحو مزرعة قرب البحر».
وأضاف: «ذهبنا إلى معسكر الزهور صباحا، ومنه انطلقنا مع أفراد الحملة إلى منزل الحاج محمد أبى منير، وقطعنا أشجار الزيتون الخاصة به، والأمر ذاته نفذناه مع أشجار موسى على الجوكر، بالإضافة إلى تفخيخنا لمنزله وتفجيره». وبحسب «المقطع»، فإنه توجه مع أفراد الحملة إلى منزلى الشقيقين، «أحمد وسليمان أبو ذراع»، وقاموا بتقطيع الأشجار، وتدمير منزليهما. وسرد خلال حديثه ١٠ أشخاص آخرين، قال إنه شارك ضمن الحملة العسكرية فى تقطيع أشجار منازلهم. 
«جمعة الدلح» من قبيلة «الترابين»، الضحية الثانية، كانت مهمته منع أى تكفيرى من دخول «جبل الحلال»، أما الثالث يدعى «سالم أبا جرجير» من قبيلة «السواركة»، و«عبد الكريم المنيعى» من قبيلة «السواركة» أيضا «علاء سليم» من قبيلة «الرميلات»، ومن قبيلة «الرميلات» أيضا «فؤاد العوابدة» و«فارس أبو حسونة»، والمسن «حمدان العوابدة» من قبيلة «الرميلات»، والتاسع والأخير «على الكيكى» من قبيلة «السواركة».
وأعدم التنظيم المتهمين التسعة بعضهم رميا بالرصاص، والبعض الآخر ذبحا بالسكين، بعد أن ارتدى عدد منهم زى الإعدامات البرتقالى.
الشخصية الأبرز فى لائحة المطلوبين لدى «أنصار بيت المقدس» هى إبراهيم العرجانى، شيخ قبائل الترابين، بالإضافة إلى ٣٦ شخصا، على رأسهم عيد الرطيل السواركة، وعيسى الخرافين الرميلات، وموسى الدلح الترابين، وهم من شيوخ القبائل فى سيناء.
وشهد مطلع عام ٢٠١٥ العديد من الأحداث الدامية فى حق أهالى سيناء، من قبل عناصر تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى، ففى منتصف يناير من العام نفسه، عثر أهالى الشيخ زويد على شخص يدعى «محمد برهم عطية»، يبلغ من العمر ٣٣ عامًا، مقتولا بالرصاص على طريق قرية «الشلاق» جنوب الشيخ زويد، قام عناصر التنظيم الإرهابى باختطافه أوائل الشهر وقتله بدعوى تعاونه مع قوات الجيش.
وشهد شهر فبراير من العام نفسه ٤ عمليات إرهابية بحق الأهالى، من بينهم الحادث الأبشع، وهو ذبح ١٠ من الأهالى أغلبهم من قبيلة «السواركة»، وفى اليوم الثالث من فبراير قام التنظيم بذبح ٣ مواطنين، من بينهم شخص تم التعرف عليه يدعى «وائل الشاعر» يبلغ من العمر ٢٨ عامًا. 
وشهد التاسع من فبراير حادثين، أولهما كان اختطاف مواطن يدعى «محمد سالم»، يبلغ من العمر ٤١ عامًا، على يد عناصر «بيت المقدس»، قبل ٥ أيام من قتله أمام منزله، بدعوى «تعاونه مع الجيش»، وعثر الأهالى على جثته ملقاة فى إحدى المزارع بالقرية، وبها آثار طلقات نارية بالرأس. 
والحادثة الثانية الشهيرة فى نفس اليوم هى ذبح ١٠ من أهالى سيناء، أغلبهم من قبيلة السواركة السيناوية، على الطريق الدولى العريش رفح، بدعوى تعاونهم مع القوات المسلحة فى الضربات العسكرية التى توجهت لمعاقل التنظيم فى سيناء. 
كان من بين هؤلاء أشخاص اعترفوا فى الفيديو الذى بثه التنظيم الإرهابى بتعاونهم مع القوات المسلحة، وهم: «عبدالسلام محمد حمدان المقلوز، وأيمن محمد سلامة، وسامح سليم صويلح، وسعيد أحمد سليمان، ورمضان محمود رافع»، فيما ظهر آخر ادعى أنه يتخابر لصالح الجيش الإسرئيلى، وهو يدعى «ياسر إبراهيم محمود عواد زيد». 
والحادثة الأخيرة التى قام عناصر التنظيم بتنفيذها فى شهر فبراير، وتحديدًا فى ١٨ فبراير، هى ذبح مواطن سيناوى يدعى «مصطفى زارع سلمى الجرارات».
فى أواخر العام الماضى، وتحديدًا فى ١٥ أكتوبر، هاجم عناصر تنظيم بيت المقدس، أفراد قبيلة «آل شويطر» فى الشيخ زويد شمال سيناء، زعم التنظيم أنهم موالون للحكومة، ونشر بيانًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى قال فيه إنه: «تمكن من قتل هؤلاء فى كمين بمنطقة الشيخ زويد»، دون أن يذكر عددا، وزعم حصوله على سيارة وكمية من الأسلحة كانت بحوزتهم، ودعا فى بيانه من وصفهم بـ«الصحوات المرتدين من آل شويطر» إلى «التوبة وإلا سينالهم القتل».