تشهد
محافظة قنا في الآونة الأخيرة خاصة الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، ظاهرة غريبة
حيث امتلأت شوارع المحافظة بالمتسولين وأطفال الشوارع وهذا ما لم تكن معتادة عليه
المحافظة وذلك بسبب طبيعتها السكانية والقبلية التي تحكمها.
فقد
افترش العشرات من الأشخاص الشوارع طالبين من الأهالي مدهم بالأموال مدعين المرض أو
ضيق الحالة الاقتصادية ويقوموا في نهاية كل يوم بالمبيت في الشوارع أو في أي
عقارات مازالت تحت الإنشاء
يتجمع
هؤلاء الغرباء في الشوارع الحيوية والمعروف سكانها بارتفاع حالتهم الاجتماعية فقد
تمركزوا في وسط المدينة والشوارع الرئيسية مما يجعلهم هدف قوات الأمن للحفاظ على الانضباط
بالشارع القنائي فضلا عن المنظر غير الحضاري.
وأعرب أهالي
قنا عن استيائهم وغضبهم من هؤلاء الغرباء فقد قالت هبة عوض مدرسة: إننا منذ زمن
بعيد اعتدنا علي المواطنين الذين يفترشون الشوارع لكسب رزقهم من التجارة في بعض
المنتجات البسيطة، مؤكدة أن ظاهرة المقيمين في الشوارع ظاهرة جديدة علي المحافظة
وان غالبية المقيمين بالشوارع ليسوا من أبناء المحافظة حيث إن محافظة قنا يوجد بها
قبلية وعائلات تحمى أبناءها وتصرف عليهم، فضلا عن أن الشخصية القنائية لا تقبل
المساعدات أو التوسل للأهالي في الشارع كما يحدث من المفترشين للشوارع".
وأشارت
منى عبده طبيبة: إننا كل يوم نتعرض لهؤلاء المتسولين منهم من نتعاطف معه ومنهم من
يستغل وجودنا في الشارع لمضايقنا لأخذ أموال كأنه جزء من إتاوة أو غرامة يجب أن
ندفعها لهم طالما نحن نسير في الشارع حتى نرحم من مضايقتهم واستغلالهم فمنهم من
يقوم بسرقتنا أو أخذ بعض من أغراضنا الشخصية دون انتباهنا.
أما
المتسولون أنفسهم فأكدوا أن الحالة المادية والأوضاع التي تشهدها البلاد من أزمة
اقتصادية هى التي تسببت في هجرتهم إلى قنا وإقامتهم في الشارع وطلب المساعدات من
المواطنين، حيث فقال "ع.م"، أحد المفترشين في الشوارع أنه اضطر للمجيء إلى
محافظة قنا، بحثًا عن عمل وعندما لم يجد اضطر إلى البقاء في الشارع حتى أصبح مسكنه
وقوت يومه يأخذه من مساعدات الأهالي، مؤكدًا أنه على استعداد للعمل في أي مهنة
ترحمه من البقاء في الشارع لكن لا أحد يقبل أن يعمل معه بسبب ظروف البلاد والحالة
الاقتصادية السيئة التي يعانى منها غالبية التجار.
وقالت
"ن.م" إنها منذ طفولتها لا تعرف مكان إلا الشارع الذي تقيم فيه هى وأطفال
كثرين، مؤكدة أنهم لا يعرفون أهل لهم أو ملجئ بأويهم وأن الشرطة كل يوم تقوم
بمطارتهم، مما يؤدي إلى قيامهم بالانتقال من شوارع إلى أخرى، طالبين الحسنة من الأهالي
وجاعلين من الرصيف مأوي لهم.
ومن
جانبها تشن قوات أمن قنا حملات يومية لضبط هؤلاء المتسولين مطالبين الأهالي بعدم
التعاطف معهم فذلك يجعلهم يستمرون في تلك الأفعال.
وأكد
مصدر بمديرية أمن قنا، أن هؤلاء خلفهم مافيا كبيرة تستفاد من نومهم في الشوارع
وتربحهم للشحاتة والسرقة وأن المواطنين بتعاطفهم معهم يساعدوا هؤلاء المجرمين على
الاستمرار في أعمالهم.
أما عن
الأطفال المشردين فقال المصدر أي طفل نقوم بالعثور عليه ننقله فورًا إلى دار أيتام
للعيش بشكل يكرمه ويحترمه لكن عدد كبير منهم يرفض البقاء في دار الأيتام، معتبرين
أنه كالسجن يقضون فيه فترة عقوبة، خصوصًا وأنهم لم يعتادوا على حياة طبيعية يوجد
بها رقيب وحماية.