قالت السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو": إننا قادرون على أن نقود اليونسكو في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها تلك المنظمة، حيث تعاني الإنسانية من خطر الإرهاب والتطرف، فنرى يوميا أبرياء يسقطون، وتراثا عريقا يدمر ويسرق أو يزور.
وتابعت - في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، خلال زيارتها للسودان لدعم ترشحها في اليونسكو - "من الممكن للعالم أن يبدأ مواجهة قضايا التطرف والتشدد من خلال الارتقاء بالتعليم والنظام التعليمي"، مؤكدة أنه على المستوى العالمي لم ننجح كمجتمع دولي أن نربي النشء على أننا كلنا إخوان في الإنسانية، وعلى أن ثقافتنا تكمل بعضها البعض، وأنه لا يوجد أي فرق بين إنسان وآخر بسبب الدين أو الجنس أو اللغة أو الأصل العرقي أوالحضارة والثقافة التي ينتمي إليها.
وأضافت "مصر بلدي تتطلع للسلام والحوار، وتمثل القيم الإنسانية والحضارية التي ترمز إليها اليونسكو، ومصر قررت التقدم بترشيحي، كأبنة لهذا الوطن العربي والأفريقي.
وتابعت: "لدي الخبرة التي تمكنني من خدمة الإنسانية، ليس فقط قارتنا الأفريقية العزيزة ولكن أيضا الإنسانية جمعاء"، معربة عن أملها في أن تتمكن الدول العربية من تبوأ هذا المنصب لأول مرة منذ إنشاء اليونسكو، لأنه منذ أن قامت المنظمة الدولية لم تحظ به أي دولة عربية.
وقالت "يشرفني أنني مرشحة القارة الأفريقية، وأحظى بدعم كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، يشرفني أيضا كمصرية عربية أفريقية من المتوسط، أن أتقدم لهذا المنصب"، معربة عن أملها في أن تدعم ترشيحها جميع الدول الأعضاء في اليونسكو الشقيقة والصديقة.
وقالت: "أعتقد أنني بخبرتي كدبلوماسية وخبيرة في الأمم المتحدة، وسفيرة تعاملت مع ثقافات مختلفة تعلمت منها وتأثرت بها، وكإنسانة عملت على أرض الواقع مع الفئات المهمشة، لدي الخبرة التي من الممكن أن تمكن اليونسكو من خدمة الإنسانية في كل مكان من أنحاء المنصب".
وأوضحت "رؤيتي لليونسكو تنطلق من التركيز على التعليم، والاهتمام به لكي نربي أجيالا نافعة لنفسها ولوطنها، أجيالا ترنو للسلام وتمد يدها للإنسانية جمعاء، وأن نوفر حياة أفضل، ونحمي تراثنا وميراثنا الحضاري، ونفاخر بثقافاتنا وهوياتنا في ظل نظام عالمي تحول إلى قرية صغيرة، وتزايد الاعتماد المتبادل، وأصبحنا كلنا نحتاج بعضنا البعض، ولا يجب أن نتناحر ونتقاتل بسبب اختلاف الدين أو الجنس أو العرق أو أي شكل من الأشكال".
وأبرزت مشيرة خطاب خبرتها الميدانية لخدمة الفئات المهمشة في المجتمع، وذلك من خلال توليها منصب وزيرة الدولة للأسرة والسكان، وعملها كخبيرة بإحدى لجان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لافتة إلى نجاحها في بناء توافق حول عدد من القضايا الحساسة، مثل ختان الإناث، حيث أقنعت العديد من الشركاء بالعمل سويا للتصدي لهذه الظاهرة.
ونوهت بأن عملها في مجالات خاصة بالتعليم والشباب ومكافحة العنف ضد المرأة ومشكلات الإنترنت، مكنها من جمع خبرات متنوعة ومن المساهمة في إنجاح مهام اليونسكو، التي تعد اليوم واحدة من أهم منظمات الأمم المتحدة في هذا الوقت بالتحديد الذي تواجه فيه الإنسانية خطر التطرّف والإرهاب، مؤكدة أنه فقط بالتعليم وبناء ثقافة السلام، يمكننا حماية التراث والبيئة، وإنجاز أهداف اليونسكو وإنقاذ البشرية.