أشاد مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة بيتر فان غوي بالنهج التنموي السياسي الشامل الذي تتباه جمهورية مصر العربية، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ مما جعل منها منبرا لممارسات جيدة وخبرات متراكمة فيما يخص قضية الأطفال في خطر؛ يمكنها من تبادل الخبرات والممارسات في هذا المجال مع كافة الدول العربية.
جاء ذلك اليوم خلال افتتاح ورشة العمل الإقليمية حول (عمل الأطفال في الشوارع: التحديات والفرص)، والتي ينظمها مكتب منظمة العمل الدولية للدول العربية ببيروت ومكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي بمصر وصندوق (تحيا مصر) وجمعية قرية الأمل، وبمشاركة ممثلي مختلف الوزارات المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات العمال وأصحاب الأعمال من لبنان والأردن ومصر.
وتأتي هذه الورشة ضمن برنامجين تقنيين ينفذهما المكتب الإقليمي للدول العربية لمنظمة العمل الدولية، بتمويل من البرنامج الدولي لتنمية وحماية الأطفال في كل من لبنان والأردن، ومن وزارة الخارجية الملكية النروجية للحد من أسوأ أشكال عمل الأطفال بين اللاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة.
وقال بيتر فان غوي - في كلمته الافتتاحية - إن الهدف الرئيسي من هذه الورشة - التي تستمر 3 أيام - مناقشة التحديات والفرص المتاحة لمواجهة ظاهرة عمل الأطفال في الشوارع، والتي تعاني منها معظم البلدان العربية، لا سيما السنوات العشر الأخيرة، حيث إن الأطفال في الشوارع هم ضحايا للحرمان، وهم عرضة للاتجار بهم في المخدرات، ومختلف الجرائم وهو ما يتنافى مع الإنسانية البشرية.
ودعا "بيتر فان غوي" إلى التكاتف والعمل في منظومة واحدة مع الحكومة والوزارات المعنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص من أجل تنفيذ الخطة القومية التنموية الشاملة لمواجهة هذه الظاهرة.
وقالت رئيسة مجلس إدارة جمعية (قرية الأمل) فاطمة برادة أن الجمعية لديها ما لايقل عن 28 عاما من الخبرة في مجال الأطفال في الشوارع، حيث تعمل الجمعية على الارتقاء بالطفل بلا مأوى روحًا وعقلًا من خلال العديد من المبادرات منها: المشاركة لأول مرة في عام 2014 في بطولة العالم لكرة القدم للأطفال بلا مأوى بالبرازيل، والتي تقام كل 4 سنوات علاوة على المشاركة في مبادرة المايسترو سليم سحاب لتدريب أطفال بلا مأوى على الغناء في الأوبرا.
وفي السياق، أوضحت مديرة قطاع البرامج بصندوق (تحيا مصر) منال شاهين - الذي تأسس لتنفيذ مشروعات قومية تنموية تهدف إلى وضع حلول جذرية للقضايا والظواهر الإجتماعية التي تؤرق حياة فئات كبيرة من المصريين مثل الأطفال بلا مأوى والمشروعات الصغيرة للشباب - أن ظاهرة أطفال بلا مأوى تعد من الظواهر الاجتماعية التي يعانى منها المجتمع المصري والتي تمثل إحدى الإشكاليات الرئيسية التي تواجه التنمية فى الحالة المصرية، كما أنها تمثل عائقًا أمام تنفيذ مراحل الإنطلاق والنمو، مضيفا أنه تم التنسيق بين صندوق (تحيا مصر) ووزارة التضامن الإجتماعي لوضع خطة للحد من الظاهرة تعتمد على مجموعة من المحاور الرئيسية تقوم على تنسيق الجهود المتعلقة بالظاهرة على المستوى القومي بحيث تأتى بنتائج فاعلة للحد من الظاهرة.
وأشارت إلى أن أهداف المشروع هى: حماية 80% من أطفال الشوارع بتقديم خدمات الإعاشة والتأهيل لهم، ودمج 60% من أطفال الشارع الموجودين بدور رعاية إجتماعية، وتطوير البنية التحية وزيادة القدرات الاستيعابية لست مؤسسات للرعاية الاجتماعية بالتنسيق المباشر بين صندوق تحيا مصر والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، علاوة على تشكيل 17 فريق عمل بالشارع تعمل من خلال الوحدات الاجتماعية المتنقلة، وتطوير قدرات 21 مؤسسة للرعاية الاجتماعية، وذلك من خلال سد العجز في الجهاز الوظيفي، وبناء قدرات الجهاز الوظيفي، وتطوير البرامج والأنشطة المتعلقة بتأهيل الأطفال، تقديم الفحص الطبي والعلاج المجاني لفيروس (سي) للأطفال بلا مأوى.
ولفتت إلى إنشاء مرصد لمتابعة الظاهرة وقياس التغيرات المرتبط، عمل نظام متكامل للإحالة يحقق الفعالية بالتنسيق مع خط نجدة الطفل (16000) بالمجلس القومى للطفولة والأمومة، وإنشاء وحدة تشغيل أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن الاجتماعى.
من جانبها قالت مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي في مجال الرعاية الاجتماعية سحر مشهور - في كلمتها بالإنابة عن وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي - إن وزارة التضامن الاجتماعي تتبنى نهجا تنمويا في مواجهة هذه القضايا والظواهر الاجتماعية في إطار رؤية مصر 2030.
وأوضحت أن رؤية التطوير تقوم على جودة الخدمات المقدمة من خلال عدة محاور منها: البنية التحتية، والممارسات التنموية، وتطوير الإدارة لتبني وتطبيق مبادئ الحوكمة (الحكم الرشيد) وهى: الشفافية، والمساءلة، والشراكة مع المجتمع المدني.
وقالت رئيسة وحدة مكافحة عمل الأطفال في وزارة العمل اللبنانية نزهة شليطا - في كلمة الحكومة اللبنانية، ممثلة في وزارة العمل - إن هذه الظاهرة "معقدة جدًا" وليس من السهل التعامل معها براحة وبوقت قصير، لها سمات خاصة تستلزم استراتيجية ولغة خاصة بها، ويتطلب ذلك الالتزام على الصعيد المحلي والسياسي والتنسيق الشامل بحيث يكون عموديًا وأفقيًا. عموديًا مع المنظمات الدولية وأفقيًا مع الوزارات المعنية ومنظمات أصحاب العمل والعمال والمجتمع الاهلي. مضيفا: "يجب ان نتكلم بلغة واحدة - لغة الطفل العامل - إن كان في الشارع أو في أماكن العمل المتنوعة والكثيرة، وأن نتبع لغة البلد والمفاهيم، وحاجات البلد، وسياسة البلد التي تتعلق بموضوع الخدمات الاجتماعية، منها مكافحة عمل الأطفال".
من جانبه استعرض الرائد بلال بني عيسى - بمديرية الأمن العام شرطة الأحداث بالأردن - أهم إنجازات دولة الأردن الشقيق في هذا المجال منها: إصدار قانون الأحداث الجديد وهو ما يتناول ظاهرة عمل الأطفال.
ويتضمن برنامج ورشة العمل، جلسات تدريبية وزيارات ميدانية بهدف زيادة وعي المشاركين بشأن: البرامج التي تستهدف الأطفال العاملين بالشوارع، والتحديات والفرص، وعرض للبرامج الوطنية المتعلقة بأطفال الشوارع مثل: الخطة القومية لأطفال الشوارع من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي التنموية "تحيا مصر".
كما يتضمن الزيارات الميدانية حضور "بروفة" لتدريبات أطفال الشوارع بالأوبرا بمدينة 6 أكتوبر مع المايسترو سليم سحاب؛ حيث يتدرب الأطفال على أوبريت الكريسماس القادم الذي سيعرض أمام عدد كبير من الجمهور المحلي والدولي.