على امتداد أمتار كثيرة أشخاص يصطفون واحدا تلو الآخر، ملوحا بالمبلغ المالى وزيادة ٢ من الجنيهات، تحسبهم للوهلة الأولى "طابور عيش" والتى ما برحت أن اختفت من أمام الأعين، ولكنه ليس عيش بل سكر.
فلا حديث أو مجلس ينفض إلا والسكر أول ما يتم النقاش حوله، ليقول هذا سببا، وأخر مبررا، وما بين صب اللعنة على التجار وتحميل الحكومة المسئولية، كانت مدينة ديرب نحم بمحافظة الشرقية إحدى المدن التى تشهد تفاقم الأزمة.
ومن كل رحم كل أزمة تولد "السبوبة" ليلعب بعض التجار على احتياج المواطنين لهذه السلعة الاستهلاكية، ولتوضيح تلك السبوبة يقول عبدالغنى السيد": أذهب لشراء باكتة السكر بـ٨٢ جنيها و٣ جنيهات عليهم علشان امشي، وكنت أحسب أنها 10 كيلو ولكن عند وضعها على الميزان الحساس وجدت نقصا فى كل كيس حوالى ٢٥٠ جراما، رغم أننا نشترية بنفس سعر الكيلو.
ويضيف عبدالغنى: عندما سألت التاجر قالى "لو مش عجبك اشرب من البحر"، لكن مفيش بديل عنهم، البلد كلها مفيهاش سكر، ليتكرر المشهد ويعيد نفسه فى منطقة حسن صالح بمدينة الزقازيق هى الأخرى.
وما بين الحاجة للسكر وعدم تواجده تقطع أرزاق كثير من الشباب من العاملين فى مجال "الخبز الآلى".
ويقول منصور عادل: أعمل فى هذا المجال رغم أننى خريج كلية آداب قسم تاريخ، ولكنى لم أحصل على عمل فى مجالى، والآن أنا متزوج ولدى طفلان، وأعمل منذ ١٠ أعوام فى هذا المجال، ولم يؤثر ارتفاع سعر الدقيق علينا كاختفاء السكر من الأسواق لأنه هو ما يعطى الخبز الآلى الطعم والليونة، وخلال الأزمة أعرضت الزبائن عن الشراء، ونحن نعمل كعمال إنتاج مما أثر على الأجر اليومى لنا بالسلب، لنتبادل أنا وزميلى الآخر العمل هو يوم وآنا يوم، لأن العمل لم يعد يحتملنا معا، فبعد أن كنا ننتج ٣ أجولة أصبح الإنتاج جوالا واحدا فقط.