قبل أعوام قليلة، لم تكن الأخطار المحيطة بالأطفال كثيرة إلى الحد الذى يتطلب خروج حملات توعية مكثفة فى كل مكان، واقتصرت هذه الحملات فى السابق على التوعية ببعض الأمراض التى قد تتسلل إليهم فى أوقات اللعب أو فى المدرسة بسبب الاختلاط لكن فى السنوات الخمس الماضية بدأت تظهر أخطار أكبر، وأصبحت الأمراض اجتماعية، أخلاقية، ونفسية تحتاج إلى الكثير من التوعية والأصعب أنها توجه للأطفال.
فى ٢٠١٣ بدأت الدكتورة إيمان عزت، فى تكوين فريق يجيد المزج بين الوعى والمرح، يقدم للأطفال معلومات عن كل شىء من خلال ألعاب بسيطة تدخل السرور على قلوبهم، فريق «حماية» هو ذلك الفريق الذى يستخدم الأغانى والألعاب لتوعية الأطفال ضد التحرش، وغيرها من الظواهر الاجتماعية التى استشرت فى الفترة الماضية.
جمهور «حماية» هو الأطفال أينما وُجدوا ومهما كانت ظروفهم، فقد يذهبون إلى مدرسة، ملجأ، حضانة، مجمع إسلامى، كنيسة، مركز للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، وأيضًا أطفال الشوارع.
يعتمد «حماية» على تنظيم فعاليات بالتعاون مع الفرق المهتمة بالأطفال، والحريصة على التعاون مع الأجيال القادمة، فنظم الفريق فعالية «فرح طفل مريض» التى تذهب إلى مركز بنك الدم، وتقديم السعادة إلى أطفال يعانون من مرض أنيميا البحر المتوسط، الذى يقتضى نقل الدم إليهم أسبوعيًا مدى الحياة، وتكفل فريق «حماية» بنشر البهجة فى هذا المكان الذى قد يكون كئيبًا باقى أيام السنة، ذهبوا إليهم حاملين الأشكال الكرتونية والمجسمات التى لا يمل منها الأطفال أبدًا، وبدأ الفريق بالتعاون مع بعض المبادرات الشبابية فى تقديم الهدايا لهؤلاء الأطفال وتوعيتهم ضد أنواع كثيرة من الأمراض التى قد يتعرضون لها.
مستشفى ٥٧٣٥٧ كان إحدى الوجهات التى ذهب إليها الفريق بالتعاون مع حملة «اسمعونا» لتقديم برنامج ترفيهى تعليمى للأطفال المصابين بالسرطان، والتبرع بالدم فى المستشفى. حملات «اسمعونا، و٥٠ ساندويتش» وغيرها تعاونوا معانا علشان نحقق هدفنا ونوصل لأكبر قدر من الأطفال»، تؤكد «إيمان عزت» أن دورهم لا يقتصر على الأطفال المرضى فقط، وإنما ذهبوا إلى الأطفال الفقراء فى حملة «فرح طفل فقير» التى قامت بتوزيع المأكولات على الأطفال الفقراء فى بعض القرى والأحياء البسيطة، مع الحرص على تنظيم بعض الألعاب التعليمية والهدايا التى يشتريها الفريق بالجهود الذاتية لإسعاد الأطفال.
لا يريد فريق «حماية» أى شيء فما أجمل بعد رؤية طفل يبتسم ويشكرهم على ما يقدمونه إليه، تقول «عزت»: «المبادرة هدفها سامى، ولها أبعاد كتير وبترفع من روح الأطفال المعنوية، وبتغير إحساسهم من كونهم مرضى بفكرة أن الله يحبهم وهو اللى بعتلهم ناس يفرحوهم، ونحاول نبعد عن الأطفال المرضى فكرة إنهم مختلفين عن باقى الأطفال لأن دى أكتر حاجة بتحسسهم بالعجز والمرض والإحباط».
ما يزيد من الحماسة والقوة والرغبة فى مواصلة المشوار هو ردود فعل الأهالى على هذه المبادرات والحملات المقدمة لأطفالهم، فشجعوا الفريق على الوصول إلى كل طفل يعانى فى كل المحافظات، وشدوا من أزرهم بكلمات التشجيع والشكر التى يوجهونها لكل من شارك فى تخفيف الألم عن فلذات أكبادهم.