غابت رقابة الصحة، وتلاعبت الصيدليات بالدواء، قائمة طويلة من الأدوية بلّغت الاختفاء من السوق في الأيام القليلة الفائتة، بوادر مرحلة فوضى جديدة في سوق الدواء رغم ارتفاع أسعارها قبل أشهر وبشكل جنوني، حيلة جديدة من جانب الصيدليات للتربح الجديد على حساب المريض المصري، الحيلة تبدأ بمنع تدوال المنتج المحلي لفترة واخفائه، وطرح البديل المستور الغالي، الصحة قطعا غائبة، وجهات الاختصاص الرقابية الأخرى كذلك، والنتيجة معاناة وصراخ من المريض اللاهث دائما خلف علاجه مع تصريحات أنه جار حصار الأزمة وأن مجهولين يلعبون في عداد الأدوية.
محمد عبد العال، مدرس 46 سنة، أصيبت ابنته باحمرار في العين وألم شديد فذهب لطبيب العيون والذى شخص له المرض أنه قرحة فيروسية فى القرنية، وكتب له على الدواء المناسب، إلا أن محمد يؤكد أنه بحث عن العلاج لمدة يومين كاملين فى سلاسل الصيدليات الكبرى فى القاهرة والجيزة، ولم ينجح في الحصول عليه، فاضطر إلى شراء البديل المستورد الباهض الثمن.
هذه ليست مأساة محمد فقط لكنها مأساة ملايين من المرضى الذين يعانون قرحة فيروسية بقرنية العين
بداية قال الدكتور أشرف الحسيني، أستاذ أمراض العيون بكلية الطب جامعة أسيوط، أن سوق الدواء المصري ليس به أي قطرة أو مرهم لعلاج القرح الفيروسية للقرنية HSV. Ketatitis، أكد أن المرض شائع جدا، إضافة إلى أن المريض بدون علاج ممكن أن يفقد بصره في خلال أسبوع واحد وربما للأبد.
ووجه الحسيني رسالة قائلا، يا حكومة يا وزير الصحة افعلوا شيء، مؤكدا أن هذا التردي غير مسبوق لم أشهده على مدى حياتي المهنية التي تزيد علي ٣٠ سنة، كما وجه رسالة لأطباء العيون قائلا، يا أطباء العيون ضموا صوتكم إلى صوتي واصرخوا معي لعل أحد يسمعنا.
وقال الدكتور حاتم بغدادي، استشاري العيون: إن الأدوية المعالجة لقرحة القرنية الفيروسية غير موجودة بالأسواق تماما، وهذه الأدوية منها مستورد وهى مرهم الزوفيركس، ومنها محلى بديل مصري وهى اسيكلوفير مرهم، موضحا أنه فى حالة عدم وجوده هذه الأدوية ستزيد القرحة مسببة سحابة على القرنية مسببة فى عمى المريض ويحتاج تدخل جراحي بعد ذلك ومن الممكن أن يتسبب فى قرحة بكتيرية مسببة ثقب بالقرنية.
وأوضح بغدادي، أن قرحة القرنية يتسبب في حدوثها فيروس موجود بشكل عادى في الهواء، موضحا أن هناك أدوية كثيرة لعلاج أمراض العيون ناقصة بشكل كبير.
بينما رأى الدكتور حسام عفيفى، استشاري امراض العيون، أن الأدوية موجودة بشكل قليل جدا فى الصيدليات ويجدها المرضى بصعوبة جدا لندرتها، مضيفا أن مسبب القرحة الفيروسية فيروس يصيب العين مسببا قرحة شجرية فى العين يعالج بصعوبة ويأخذ وقتا طويلا ولو أهمل المريض فى علاجه سيتسبب فى تدمير قرنية العين وقد يحتاج فيما بعد لترقيع القرنية، مؤكدا أنه يلجأ مع مرضاه أن يكتب اى أدوية بديلة محلية أخرى قد يكون لها نفس المفعول فى حالة عدم وجود الدواء المستورد " زوفيركس ".
من جانبه قال الدكتور مصطفى حامد، استشاري أمراض العيون في مستشفى رمد الجيزة: إن علاجات قرحة العين الفيروسية غير موجودة بالفعل في الأسواق المصرية، وعلاجها عبارة عن مرهمين اولها مستورد وهو زوفيركس والآخر محلى وهو اسيكلوفير والعلاجين غير موجودين تماما فى الاسواق، موضحا انها ازمة حقيقية ان يأتي الينا مريض نعرف مرضه ونعرف تماما علاجه ولن نستطيع فعل شيء له في حالة عدم وجود العلاج، موضحا أن النقص فى هذه الأدوية منذ فترة طويلة جدا وصلت لعدة سنوات حتى زادت الأزمة في الآونة الأخيرة.
أكد حامد، أن هناك أدوية أخرى كثيرة لمرضى العيون مختفية تماما من الأسواق منذ فترة كالقطرات المرطبة والمراهم الرطبة، وأيضا قطرات توسيع شبكة العين وقطرات تضييق حدقة العين والقطرات التي تعالج الالتهابات إيضا غير موجودة، وتابع، نحن اليوم نكتب الدواء للمريض ونقول له أبحث عنها فى الصيدليات.
بينما الدكتور أحمد حسن، طبيب عيون، قال سألت صيادلة كثيرين عن المراهم والقطرات المعالجة للقرح الفيروسية فأكدوا لى عدم وجودها بالفعل، ولولا العينات المجانية الموجودة فى العيادات لدى الأطباء لا صبح الأمر كارثة إنسانية.
وقال مجدى ناجى، طبيب اطفال: إن مادة جانسيكلوفير يمكن استخدامها فى علاج الأطفال فى سن عامين وللأسف هذه المادة أيضا غير متوفرة منذ شهر تقريبا.
بينما عصام البنا، طبيب، أكد أن والدته اصيبت بقرحة فيروسية من عام مضى ولم يجد المرهم المعالج لها فى مصر فطلبها من أحد أصدقائه المقيم فى أمريكا فأرسلها له.
فيما أكد الدكتور محمد إسماعيل طبيب أطفال، أن علاج " زوفراكس " شراب هو الوحيد المضاد للفيروسات يستخدم فى حالات الهربيس والحصبة وأى إصابه فيروسية للأطفال وغير موجود فى السوق نهائيا بالرغم من ارتفاع سعره، وأصبحنا اليوم نستخدم أقراص lovier ونذيبها فى الماء كما أنها أصبحت قليلة جدا وتواجدها صعب.
وقال الدكتور هاني سليمان، صيدلي، أعرف شركات أدوية تنتج 10% فقط من قدرة مصانعها لعجزها عن تدبير العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد المواد الخام ومستلزمات صناعة الدواء إللي تُستورد كلها من الخارج، مؤكدا أن كل الأدوية في مصر يتم إحضار موادها الفعالة من الخارج سواء كانت شركات عالمية أو محلية أو قطاع عام أو قطاع أعمال.
حاولنا أخذ رد وزارة الصحة على هذه الكارثة، قمنا بالاتصال مرات عديدة بالدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الا انه لم يرد، كما أرسلنا له رسالة على حسابه على الواتس أب بالمشكلة وسألناه على حلها الا انه رأى الرسالة ولم يجب، دليلا على أن وزارة الصحة لا يوجد لديها رد على مثل هذه الكوارث.