أكدت الكاتبة والباحثة الأردنية عالية إسحاق الشيشاني، أن التعامل مع المراهقين يحتاج لقدرات خاصة وواعية لديها الإمكانية على استيعابهم، مشيرًا إلى أنها رغم ندمها على عدم الإنجاب، إلا أن الضغط النفسي الناجم عن التعامل مع المراهقين ومزاجيتهم ربما وجد لي العذر.
وأوضحت الكاتبة، أن مقارنة الآباء والأمهات بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية من الأطفال والمراهقين، لا يمكن أن نتحسر على الزمن الذي كان فيه الابن أو الابنة يحسب حساب نظرة غاضبة تصدر من الأم أو الأب، ونردد دائما أن الأبناء كانوا فيما مضى أكثر انضباطا وطاعة لذويهم وأكثر احتراما لمن هم أكبر سنا، بينما الأبناء في وقتنا الحاضر وبشكل عام ميالون للفوضى وللتهرب من المسئولية، وممتلئون بروح التحدي، ولديهم الاستعداد للتمسك بآرائهم وقناعاتهم حتى النهاية.
وأوضحت أنه في الماضي كان الأطفال واليافعون يفرحون ويبتهجون للعطايا مهما كانت ضئيلة، وكانت انفعالاتهم طبيعية ومتماشية مع سنهم الصغيرة، أما اليوم فنراهم ساخطين أو لا يظهرون مشاعر الرضا إزاء ما يحصلون عليه.
وتابعت: فهمنا للأمور كآباء وأمهات بحاجة إلى إعادة النظر، وأول شيء ينبغي تسليط الضوء عليه هو الأخذ بالحسبان أن التغيير هو سنة من سنن الكون، ومن أراد أن ينشئ ابنه أو ابنته على المنوال الذي نشأ هو عليه فإن فهمه قاصر، لأن الزمن يسير إلى الأمام ولا يعود إلى الوراء، والأمر الآخر المطلوب أن نعيه كآباء ومربين هو أننا أثناء قيامنا بتنشئة وتعليم الأبناء، إنما نتعلم معهم وبهم، وربما اكتشفنا أن وسائل تربوية معينة لم تعد مجدية، ومن خبرتي العملية أستطيع أن أقول إن نظريات التربية تشبه العقاقير الطبية، ما ينفع منها مريضا ربما لن تجدي نفعا مع مريض آخر، بل قد تحدث له تأثيرات جانبية غير مريحة، قد ينجح أسلوب الترغيب وتقديم المكافآت والهدايا مع طفل أو مراهق ولا تنجح مع آخر بحسب طبيعة التكوين النفسي له، بعض المراهقين يتسمون بالعناد بشكل لافت وآخرون يؤثرون السكينة وعدم المواجهة مع الأهل.