رحبت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" بصدور الفتوى البحثية رقم 3258 تاريخ 1/ 12/ 2016 عن لجنة الإفتاء في دائرة الإفتاء العام في الأردن حول حكم ما يعرف بالقتل من أجل الشرف.
وقد جاء في الفتوى المذكورة "إن ما يسمى بـ "جرائم الشرف" واحدة من أبشع الجرائم التي تنتشر في المجتمعات اليوم، يظن القاتل أنه من خلالها يُطهر عن نفسه العار والمذمة، ولا يدري أنه يرتكب ما هو أخطر وأكبر، وهو سفك الدم الحرام، الذي يزيد فساده على فساد أي جريمة أخرى، وأنه بذلك يستوجب على نفسه القصاص في قول كثير من الفقهاء؛ لاعتدائه على نفس معصومة لم تقم البينة قضاءً على زوال عصمتها، ولأن القاتل تقحَّم ما لا شأن له به بتوليّه إنزال العقوبة بنفسه، والأصل في بلاد المسلمين أن يتولى القضاة النظر في مثل هذه القضايا، كي يستتب الأمن، وتستقر المجتمعات، ويقوم كل بما عليه من واجبات، وينال ما له من حقوق".
كما جاء فيها "إن قيام الشخص بقتل قريبته بدعوى حماية الشرف وصيانة العرض، فعل محرم شرعًا، وجريمة يجب أن يحاسب القاتل عليها، وأن لا تكون القرابة أو الشك عذرًا مخففا له؛ لأن الأحكام لا تثبت بالشك، ولأن القضاء هو من يتولى إصدار الأحكام ويتابع تنفيذها لا الأفراد. والله تعالى أعلم".
وتجد "تضامن" أن صدور هذه الفتوى يجب أن يكون دافعًا ومحفزًا إضافيًا الى جانب المطالبات المستمرة من منظمات المجتمع المدني ومن بينها "تضامن"، لصانعي القرار خاصة في السلطتين التنفيذية والتشريعية، لإتخاذ خطوات نحو تعديل وإلغاء بعض النصوص في قانون العقوبات والمتعلقة بالجرائم تحت ذريعة الشرف وعلى رأسها المواد 340 و97 و98 و99 من قانون العقوبات الأردني.
من جهة أخرى ذات علاقة يلتبس على البعض المفهوم الخاص بجرائم "قتل النساء والفتيات لكونهن نساء" وهو يختلف تمامًا عن جرائم القتل التي ترتكب ضد الأشخاص سواء أكانوا ذكورًا أم إناثا. فجرائم قتل النساء يقصد بها تلك الجرائم المرتكبة عمدًا ضدهن كونهن نساء، وكان يشار الى هذه الجرائم قديمًا على أنها جرائم "قتل الإناث" أو جرائم "وأد البنات" أو جرائم "القتل الممنهج للإناث".
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أنها تقف بقوة ضد مختلف جرائم القتل التي يقع ضحيتها الذكور والإناث على حد سواء، كجرائم القتل غير المقصود بسبب الحوادث المرورية أو بسبب إطلاق الأعيرة النارية، أو جرائم القتل العمد لغايات السرقة مثلًا.
هذا، وتشير الأرقام التي أوردتها "تضامن" في بيانات سابقة حول عدد جرائم قتل النساء والفتيات والبالغة 28 جريمة منذ بداية العام الحالي حتى 1 /12/ 2016، تقتصر فقط على الجرائم المرتكبة ضدهن لكونهن نساء وقد تكون الجرائم التي يرتكبها الجناة تذرعًا في "الشرف" أو "غسل العار" الصورة الأكثر وضوحًا في هذا المجال.