فقد أصدقاءه وفقد معهم بصره وقدميه وجزء من سمعه ولسانه وكفيه ولم يفقد أمله واستطاع أن يحفظ القرآن الكريم كاملا معتمدًا فقط على ما تبقى من سمعه، ذاك باختصار حال الشاب نور كلثوم الذى التقينا به فى ملفنا " الأمل من قلب الألم " والذي أصيب جراء الحرب في سوريا في شهر أغسطس من عام 2014 بحي جوبر الدمشقي بقذيفة هاون.
بعد إصابته ب5 أشهر لم يستسلم ويعيش ما تبقى من عمره تحت مسمى "أنا عاجز" ولكن كان أمله في الحياة كافيا لأن يبدأ في حفظ القرآن الكريم كاملا معتمدًا على جزء صغير تبقى له من سمعه وعلى مدار سنة وشهرين أتم حفظ القرآن كاملا عام 2016 .
يقول كلثوم: "عمرى 20 عاما، كنت أنا وثلاثة من أصدقائي فى المدينة حين بدأ القصف وألقيت علينا قذيفة هاون استشهدوا ثلاثتهم وبقيت أنا على قيد الحياه فاقدا بصري وقدمي، ذهبت الى المستشفى وكنت في غيبوبة لمدة 5 أيام وفى اليوم السادس فقت من غيبوبتي وقال لي الدكتور "بدى قلك شغلتين" قلت له أنا بعرف راحوا عيوني الاثنين فخبرني انه هناك شيئا اخر "فقدت قدميك" لم أقل سوى الحمد لله".
يتابع " جلست شهرين ونصف بالمستشفى ومن ثم انتقلت الى منزلنا، جلست فتره حتى لملمت جراحي وبدأت ا تواصل مع الناس، اتذكر انى كنت حافظا لسورة ياسين قبل الإصابة فطلبت من أهلي ان يشغلوا السورة وأسمعها، وقتها عرضت على أمى أن أحفظ قرأن وأبدأ بجزء عامه فوافقت وختمته وبعدها ختمت جزء تبارك".
يتذكر كلثوم قائلا "في النهاية ختمت القران كاملا، كنت أسمعه عن طريق هاتفي، بسبب الإصابة أصبح هناك خلل في اذنى الوسطى والأذن الداخلية، وكنت أشعر بوجع في رأسي أثناء وضع السماعات بأنى لأسمع القران وكانوا أهلى يقولون لى "شيل السماعات من ودانك حتى يخف الوجع" لكن انا كنت برفض واقول لهم انى بسمع قرآن، واستمررت على نفس الوضع إلا أن ختمت القرآن حفظا الحمد لله.
وعن تكريمه يقول "تم تكريمي بالغوطة الشرقية وسمي التكريم "فإنك بأعيننا"، ودخلت بعدها مسابقه للقرأن الكريم، وانا ارغب فى جمع القرأن مره ثانية بإذن الله".
وعن اعاقته يقول محدثا ذويه " لا اقول اكثر مما قاله رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " احفظ الله تجده أمامَك، تَعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاء يَعْرِفْك في الشِّدَّةِ، واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ، وما أصابَكَ لم يَكُن، ليُخطِئَكَ، واعلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ معَ العُسْرِ يُسرا".
يذكر أن اسم أستاذه الشيخ "أبو جواد" وهو مدرس في مدارس القرآن في الغوطة فرغ من وقته طيلة سنة تقريبًا ليعلم نور القرآن ويضبط له قراءته نحوًا وتجويدًا
بدأ الاستاذ أبو جواد يتردد علي "نور" منذ مطلع شهر سبتمبر من العام 2015 حيث أتم الختمة على غيبًا في شهر اب للعام 2016 ".
للعودة للملف من هنا