سيظل ماسبيرو رمانة الميزان لضبط أداء الإعلام، وإذا انصلح حاله سينصلح الإعلام المصرى ككل، ونقطة الخروج من حالة الفوضى التى تشهدها الساحة الإعلامية هى تطوير إعلام الدولة أقول هذا بمناسبة الضجة التى حدثت بشأن خطأ آخر وقع فيه الإعلام الرسمى بإذاعة حوار قديم للرئيس السيسى من العام الماضى.
وبهدوء سنحاول إلقاء الضوء على ما حدث بدون تشنج أو تضخيم من حيث إنه خطأ - فلا ينكره أحد - ومن الضرورى محاسبة المسئول المباشر عن وقوع الخطأ دون إراحة (الدماغ) بالبحث عن كبش فداء للتضحية به ثم طى الصفحة، وربما جاء التركيز على هذا الخطأ الذى ليس هو الأول ولن يكون الأخير لأنه يتعلق بمؤسسة الرئاسة.
وفى اعتقادى لو كان يتعلق بأى شىء آخر كانت الأمور ستمر بسلام ودون خسائر، وهذا الخطأ يمكن حدوثه فى أى قناة من القنوات التى تدعى المهنية، والتى أقامت الدنيا ولم تقعدها وصبت جام غضبها على ماسبيرو لأن تليفزيون الدولة هو الذى فى الصورة دائما وتحت المجهر، ولأنه المصدر الرسمى للأخبار ومن ثم أضحت المشكلة كبيرة وقد تعودنا على ذلك يحدث ما يحدث لديهم وعند وقوع أى خطأ فى التليفزيون الرسمى تكون الكارثة.
وعلى أى حال حدث تضخيم متعمد للواقعة وعلى سبيل المثال يقولون إن مدة الحوار ساعة والحقيقة أنه تسع دقائق ونصف الدقيقة وقد استشعر مصطفى شحاتة رئيس قطاع الأخبار الخطأ ولما سأل المسئولة عن الإذاعة نفت أن يكون قد حدث خطأ وعندما تيقنا بوقوع الخطأ كان الحديث قد انتهى وما حدث لمن لا يعلم أن قسم التبادل الإخبارى نقل الحوار من موقع القناة الأمريكية الإلكترونى دون التأكد من صحة البيانات المرفقة بالفيديو، والتى تشير إلى أن الحديث أجرى قبل عام، وهنا خطأ مشترك فى تصورى بين القائمين على التحميل للاستديو والمحرر المسئول وكلاهما اعتقد أنهما يجيدان اللغة الإنجليزية لكن السرعة والرغبة فى الانفراد جعلتهما لا يدققان فوقع الخطأ على النحو الذى تم ولم يتم تداركه إلا بعد انتهائه، خاصة أن القناة الأمريكية أذاعت الحديث بالفعل فى الخامسة صباحًا وأبلغت مراسلنا هناك أن الحديث سيتم تحميله على الموقع الإلكترونى ولذلك لم يدر بذهن الموظف أن ما يوجد على الموقع حديث قديم.
ولكن من الملاحظ أن هناك قنوات وظيفتها تصيد الأخطاء وتضخيمها وقد ارتكبت هذه القنوات خطأ جسيما أشد من خطأ التليفزيون المصرى وهو التشويش على زيارة الرئيس السيسى لنيويورك وبدلًا من التركيز على التغطية وجوانب خطاب الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قاموا بأسلوب غير مهنى بإقحام ما حدث من التليفزيون المصرى فى سياق الحديث عن الزيارة الأمر الذى جعل المتلقى يترك دلالات ومعانى خطاب الرئيس إلى التركيز على خطأ إذاعة الحوار القديم، وكان يمكن تدارك الخطأ بكتابة أرشيف واسترابة حديث الرئيس العام الماضى حتى يصل الحديث الجديد والهدف من إذاعة الحديث هو التذكير بالأفكار التى طرحها العام الماضى، ووصلها مع حديثه هذا العام. وعلى أى حال أرى أن ما ارتكبه بعض الفضائيات من الخلط بين تغطية الزيارة وخطأ إذاعة الحوار القديم هو الخطأ الجسيم الذى يجب أن يعاقب عليه المسئولون عن هذه القنوات.