شكا عدد من المواطنين وأصحاب المدابغ وتجار الجلود بمحافظة الأقصر من ركود في حركة بيع وشراء الجلود في عيد الأضحى، بسبب ارتفاع سعر جلود العجول وفي المقابل انخفاض سعر الخراف والماعز وبالتالي ضعف العائد منها.
وتعد "الجلود" تجارة تزدهر بشكل كبير خلال أيام عيد الأضحى، والذي يعد موسم رزق ينتظره الكثير كل عام بفارغ الصبر فيحرص بعض المضحين على المساهمة بجلود أضحيتهم في أعمال الخير، وبخاصة للمساجد فالكثير من المضحين بالأقصر يحرصون على التضحية سواء بعجل أو بقرة أو خروف والتبرع بثمن جلدها للمساجد للمساهمة في إعمارها، أو بيعها لأصحاب المدابغ والاسترزاق بثمنها والحال نفسه ينطبق على العاملين في صناعة وتجارة الجلود، حيث تنتعش تلك التجارة خلال أيام العيد وتجوب القرى سيارات لتجميعها.
كما تعتبر الجلود المصرية ثروة قومية تسهم في دفع الاقتصاد وصناعة الجلود من الصناعات الكبيرة، وتعتبر جلود الأبقار من أغلاها وتستخدم في صناعة الملابس والحقائب والأحذية والمنتجات الجلدية بالسوق المصرية.
يقول حسين التريكي، صاحب مدبغة بمدينة إسنا: إن الإقبال هذا العام يختلف كثيرًا عن الأعوام الماضية، حيث امتنع البعض من الأهالي الذين قاموا بذبح الخراف عن بيع الجلود للتجار بسبب انخفاض أسعارها كما رفض أصحاب المدابغ استقبال جلود الخراف "لأنها مش جايبة همها" فيما ارتفع سعر جلود العجول.
وأشار التريكي إلى أن أسعار الجلود تختلف على حسب نوع الماشية، حيث إن منع استيراد جلود الخراف أدى إلى انخفاض سعرها إلى 2 جنيه بدلا من 5 العام الماضي ونفس الحال بالنسبة للماعز والجديان، أما جلد العجل البقري فارتفع بشكل كبير وبلغ 320 جنيهًا بدلا من 220 جنيهًا العام الماضي، وأنثاه 220 بدلاً من 100، والعجل الصغير "بطش" يصل سعره إلى 50 جنيًا بدلا من 20 العام الماضي.
وقال عبدالنبي عارف، تاجر: كميات الجلود التي اشتراها التجار من المواطنين هذا العام كانت "معقولة"، لكنها لا تقارن بالأعوام الماضية، مضيفًا: إن التجار لهم زبائن ثابتة كل عام يعرفون أماكن تواجدهم، ويشترون منهم الجلود لبيعها إلى المصانع والمدابغ، ومنه ما يتم تصديره إلى الخارج.
وقال إبراهيم خليل، مزارع "الجلود ارتفعت بشكل مبالغ فيه وتم منع استقبال جلود الخراف في المدابغ يعني مش كفاية سعر الذبح ارتفع هذا العام إلى 500 جنيه للعجل و100 جنيه للخروف كل حاجة زادت الضعف ضعفين السنة دي".
كما يعتبر العيد أيضًا موسمًا بالنسبة للجمعيات الخيرية، حيث يتبرع الأهالي بجلود الأضحية لصالح الجمعية، التي تستخدم ثمنها في أنشطة الجمعية وخدمة الفقراء والمحتاجين ولكن الكثير منها لم يستقبل أيضًا جلود الخراف هذا العام أيضًا.