تحظى إطلالة عادل إمام كل رمضان بأهمية خاصة تستدعى التوقف والرصد.. عادل ليس نجمًا يملك رصيدًا فنيًا كبيرًا.. هو دولة إبداع قائمة بذاتها.. يحدها الذكاء الفنى شمالًا.. عشق المهنة جنوبًا.. الالتزام شرقًا.. والالتصاق بهموم الناس غربًا. هذا العام يرسم «الزعيم» صورة لكل مساوئ صفة البخل المكروهة التى تحملها شخصية «مأمون أبوالعطا» رغم ذلك تنجح كاريزما عادل إمام فى الاحتفاظ بتعاطف ومحبة المشاهد تجاه الشخصية نتيجة المساحة التى يحتلها فى قلب جمهوره الكبير.
إيقاع الأحداث فى حلقات الأسبوع الأول عكس إلى درجة كبيرة الرتابة والكآبة التى تحيط حياة «مأمون» وزوجته «حميدة» أو الرائعة لبلبة مع توجيه المخرج المبدع رامى إمام لحركة الكاميرا فى تناسق تام مع السيناريو والتمهيد للانتقال إلى إيقاع أسرع للأحداث انعكست على السيناريو والإخراج رغم المبالغة فى مساحة المشاهد المكررة لخالد سرحان فى إيطاليا.
«الزعيم» يؤكد كل عام تألقه وامتلاكه القدرة على التواصل مع جمهوره الكبير.. السحر الخاص الذى يحيط أداء عادل إمام قادر فى لحظة على تحويل لقطة عادية إلى مشهد درامى يجمع كل مقومات البهجة والسعادة.. لبلبة ظهرت فى قمة تألقها الانتقال بين حالين متناقضين لشخصية الزوجة «حميدة» لم يحدث مجردا عن طريق تغيير الملامح الخارجية فى الشكل أو الملابس، لكن الانتقال حدث مع أداء لبلبة لكل لقطة حملت تفاصيل التغيير فى روح «حميدة» ونظرتها للحياة. خالد سرحان بدون شك موهبة..لكنه بحاجة إلى «إعادة شحن» أو تطوير فى الأداء بعدما غلبت عليه النمطية والمبالغة، فمن المؤكد أن البقاء داخل أسر الأداء النمطى ليس فى مصلحة خالد على المدى البعيد. فى «مأمون وشركاه».. يواصل الزعيم حرصه على التواصل مع الوجوه الجديدة ومنحهم مساحات للمشاركة، وهو ما اعتاد عليه منذ سنين فى السينما والدراما.
يوسف معاطى يملك- تحديدًا فى الأعمال التى تجمعه مع الزعيم - المهارة والقدرة على تطويع الكوميديا نحو قضايا تمس شريحة كبيرة.. يرشق بحرفية شديدة إسقاطاته سواء الاجتماعية أو السياسية بما يضمن حميمية التواصل بين المشاهد وأحداث العمل. معاطى يتطرق إلى فكرة التعايش بين الأديان المختلفة خلال نماذج مختلفة يمثلها كل واحد من أبناء «مأمون أبوالعطا».. قيم التسامح والتآخى بين الأديان التى كانت من ثوابت المجتمع.. أصبحت الآن أشبه بقنابل معدة للانفجار- مشهد الصلاة فى بيت «مأمون»- نتيجة سيطرة التطرف على المشهد.
يظل الموعد بين الزعيم والمشاهدين جزءًا من فرحة رمضان التى ينتظرها جمهوره كل عام كى يسعد بالحضور الطاغى للنجم الذى احتضنه بكل حب عشرات السنين.
قرار أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين الربط المباشر بين مسلسل قاما بتأليفه وبين رائعة المبدع أسامة أنور عكاشة «ليالى الحلمية» يمثل بحد ذاته الوقوع فى ورطة تخلو من أى منفذ للخروج. التكرار فى الإلحاح على «النوستالجيا» المرتبطة بتاريخ «ليالى الحلمية» سلبت حق هذا العمل فى أن يحظى بالتقييم الموضوعي بالإضافة إلى أن أى ربط مباشر مع ملحمة درامية مثل «ليالى الحلمية» لن يكون فى صالح أى عمل سواء على سبيل المقارنة أو يكون حتى امتداد لها خصوصًا أن إصرار المؤلفين على وضع المشاهد فى أجواء «نوستالجيا» استعادة ليالى عكاشة الساحرة فرض حالة مقارنة دائمة سواء فى الأداء..الحوار.. الصياغة الدرامية.. بالقطع لم تكن فى صالح ما وُصِف بالجزء السادس «من ليالى الحلمية».
البدائل لم تكن بعيدة عن المؤلفين..السينما العالمية لم تكتف بتقديم أعمال مستوحاة عن روائع الأدب والمسرح.. بل أيضا أنتجت أفلامًا تناولت تأثير أعمال كبار مبدعيها (مثل شكسبير و جين أوستن) على مسار حياة شخصيات معاصرة. حنين أيمن يهجت قمر وعمرو محمود ياسين إلى استعادة عبق هذا التاريخ الدرامى كان من الممكن تحقيقه عبر صياغة درامية لا تحمل هذا الارتباط المباشر كجزء من«ليالى الحلمية».. رؤية معاصرة تتناول غياب منظومة «حلمية عكاشة» التى تتجاوز مجرد كونها حيّا إلى حالة من العراقة والقيم.. عن التداعيات السلبية لاختفاء هذه الحالة اجتماعيًا وسياسيًا و اقتصاديًا.. هذه الصيغة الدرامية ستحظى بدرجة قبول أكبر لدى المشاهدين، كما ستضمن تقييمًا موضوعيًا أكثر إنصافًا للعمل بعيدًا عن كونه جزءًا سادسًا من «ليالى الحلمية».
أيضًا الربط بين «ليالى الحلمية» والجزء السادس بالتأكيد أضر بالأخير على مستوى التأليف الدرامى.. بينما يأخذ طرح القضايا الاجتماعية والسياسية بُعدًا أعمق فى أعمال عكاشة ورؤية تحليلية تشمل كل جوانب وجذور الحدث.. خلافًا لما قدمه الجزء السادس من تناول سطحى فى سرد الأحداث على طريقة نشرات الأخبار.
إيقاع الأحداث فى حلقات الأسبوع الأول عكس إلى درجة كبيرة الرتابة والكآبة التى تحيط حياة «مأمون» وزوجته «حميدة» أو الرائعة لبلبة مع توجيه المخرج المبدع رامى إمام لحركة الكاميرا فى تناسق تام مع السيناريو والتمهيد للانتقال إلى إيقاع أسرع للأحداث انعكست على السيناريو والإخراج رغم المبالغة فى مساحة المشاهد المكررة لخالد سرحان فى إيطاليا.
«الزعيم» يؤكد كل عام تألقه وامتلاكه القدرة على التواصل مع جمهوره الكبير.. السحر الخاص الذى يحيط أداء عادل إمام قادر فى لحظة على تحويل لقطة عادية إلى مشهد درامى يجمع كل مقومات البهجة والسعادة.. لبلبة ظهرت فى قمة تألقها الانتقال بين حالين متناقضين لشخصية الزوجة «حميدة» لم يحدث مجردا عن طريق تغيير الملامح الخارجية فى الشكل أو الملابس، لكن الانتقال حدث مع أداء لبلبة لكل لقطة حملت تفاصيل التغيير فى روح «حميدة» ونظرتها للحياة. خالد سرحان بدون شك موهبة..لكنه بحاجة إلى «إعادة شحن» أو تطوير فى الأداء بعدما غلبت عليه النمطية والمبالغة، فمن المؤكد أن البقاء داخل أسر الأداء النمطى ليس فى مصلحة خالد على المدى البعيد. فى «مأمون وشركاه».. يواصل الزعيم حرصه على التواصل مع الوجوه الجديدة ومنحهم مساحات للمشاركة، وهو ما اعتاد عليه منذ سنين فى السينما والدراما.
يوسف معاطى يملك- تحديدًا فى الأعمال التى تجمعه مع الزعيم - المهارة والقدرة على تطويع الكوميديا نحو قضايا تمس شريحة كبيرة.. يرشق بحرفية شديدة إسقاطاته سواء الاجتماعية أو السياسية بما يضمن حميمية التواصل بين المشاهد وأحداث العمل. معاطى يتطرق إلى فكرة التعايش بين الأديان المختلفة خلال نماذج مختلفة يمثلها كل واحد من أبناء «مأمون أبوالعطا».. قيم التسامح والتآخى بين الأديان التى كانت من ثوابت المجتمع.. أصبحت الآن أشبه بقنابل معدة للانفجار- مشهد الصلاة فى بيت «مأمون»- نتيجة سيطرة التطرف على المشهد.
يظل الموعد بين الزعيم والمشاهدين جزءًا من فرحة رمضان التى ينتظرها جمهوره كل عام كى يسعد بالحضور الطاغى للنجم الذى احتضنه بكل حب عشرات السنين.
قرار أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين الربط المباشر بين مسلسل قاما بتأليفه وبين رائعة المبدع أسامة أنور عكاشة «ليالى الحلمية» يمثل بحد ذاته الوقوع فى ورطة تخلو من أى منفذ للخروج. التكرار فى الإلحاح على «النوستالجيا» المرتبطة بتاريخ «ليالى الحلمية» سلبت حق هذا العمل فى أن يحظى بالتقييم الموضوعي بالإضافة إلى أن أى ربط مباشر مع ملحمة درامية مثل «ليالى الحلمية» لن يكون فى صالح أى عمل سواء على سبيل المقارنة أو يكون حتى امتداد لها خصوصًا أن إصرار المؤلفين على وضع المشاهد فى أجواء «نوستالجيا» استعادة ليالى عكاشة الساحرة فرض حالة مقارنة دائمة سواء فى الأداء..الحوار.. الصياغة الدرامية.. بالقطع لم تكن فى صالح ما وُصِف بالجزء السادس «من ليالى الحلمية».
البدائل لم تكن بعيدة عن المؤلفين..السينما العالمية لم تكتف بتقديم أعمال مستوحاة عن روائع الأدب والمسرح.. بل أيضا أنتجت أفلامًا تناولت تأثير أعمال كبار مبدعيها (مثل شكسبير و جين أوستن) على مسار حياة شخصيات معاصرة. حنين أيمن يهجت قمر وعمرو محمود ياسين إلى استعادة عبق هذا التاريخ الدرامى كان من الممكن تحقيقه عبر صياغة درامية لا تحمل هذا الارتباط المباشر كجزء من«ليالى الحلمية».. رؤية معاصرة تتناول غياب منظومة «حلمية عكاشة» التى تتجاوز مجرد كونها حيّا إلى حالة من العراقة والقيم.. عن التداعيات السلبية لاختفاء هذه الحالة اجتماعيًا وسياسيًا و اقتصاديًا.. هذه الصيغة الدرامية ستحظى بدرجة قبول أكبر لدى المشاهدين، كما ستضمن تقييمًا موضوعيًا أكثر إنصافًا للعمل بعيدًا عن كونه جزءًا سادسًا من «ليالى الحلمية».
أيضًا الربط بين «ليالى الحلمية» والجزء السادس بالتأكيد أضر بالأخير على مستوى التأليف الدرامى.. بينما يأخذ طرح القضايا الاجتماعية والسياسية بُعدًا أعمق فى أعمال عكاشة ورؤية تحليلية تشمل كل جوانب وجذور الحدث.. خلافًا لما قدمه الجزء السادس من تناول سطحى فى سرد الأحداث على طريقة نشرات الأخبار.