ليس مشهد هزلى في درامة
رمضانية، بل واقع مرير يجسد تفاصيله طفلان في قرية أوسيم الأول يدعى "محمد
" شاءت الأقدار أن يخرج للعمل في "كافية نت" لمساعدة والده على
نفقات المعيشة الذي خرج على المعاش منذ فترة، وعلى الرغم من صغر سنه الذي لا يتجاز
الـ17 عامُا إلا إنه كان وسط أقرانه لا يميل إلى افتعال المشاكل، وأثناء ممارسته
لعملة في الـ"السايبر" جاء إليه "خالد " الذي لم يتجاوز الـ13
من عمرة، طالبًا استئجار "ساعة " للعب، وحينما تجاوز الوقت المفروض له
"بنصف ساعة" وقام محمد بتنبيه بادرة الأخير بدفع ثمن الساعة فقط، الأمر
الذي لم يطب إلى محمد فانهال عليه بالسباب، فاستشاط الجانى غضبًا، وانسل من وسط
الحضور وهرول مسرعًا إلى بيته ليحضر سكينا من المطبخ، مسددًا بها طعنة قاتلة استقرت
في ظهر المجنى عليه، ليخر مغشيًا عليه وسط بركة من الدماء.
تلقى المقدم هشام بهجت رئيس
مباحث مركز شرطة أوسيم، إخطار من مستشفى إمبابة العام بطفل مصاب بجروح طعني نافذ
بالظهر وحاول الأطباء إسعافه إلا إنه توفى بعد دقائق من وصوله متأثرا بإصابته،
وعلى الفور انتقل ضباط القسم إلى مكان الواقعة وبالفحص تبين أن المجنى عليه يدعى
" محمد. ع. ا " 15 عاما عامل في "سايبرنت " ومصاب بجرح نافذ في
منطقة الظهر نتج عن نزيف حاد أدى إلى وفاته، وبسؤال والد المجنى عليه أكد قيام أحد
الأطفال بالتعدي على نجله وطعنه بسكين دون أن يشعر به مما أدى إلى وفاته، وبناء
على ذلك تم إجراء التحريات اللازمة لتحديد المتهم، وبتكثيف الجهود تم ضبطه وتبين أنه
يدعى " خالد. ن. م " 13 عاما، وتمكن النقيبان "وليد عمرو، أحمد عادل
" معاونا مباحث القسم من القبض عليه وتحرير محضر بالواقعة.
وكشفت
التحقيقات التي اجرتها نيابة الأحداث" أن المتهم والمجنى عليه يقيمان في
منطقة واحدة، ولم يتعاملا معا قبل ذلك، وكان المجنى عليه من أسرة بسيطه الحال والده
خرج على المعاش منذ فترة، وقرر الخرج للعمل لمساعدة أهله في نفقات المعيشة، وقد عرض
عليه أحد أصحاب المحال العمل معه في "السايبر " الخاص به ووافق، ولم يكن
على خلاف مع أحد من قبل وعمل فترة طويلة داخل المحل.
وأضافت التحقيقات " أنه
يوم الواقعة حضر المتهم إلى " السايبر " للعب جيم بلاي استيشن، وجلس على
أحد الأجهزة وطلب من المجنى عليه أن يحدد له وقت معين للانتهاء من الجيم، وكان له
ما أراد، وانتهى الوقت المحدد ولم يشعر المتهم بذلك ومرت نصف ساعة أخرى وحضر
المجنى عليه إليه وأكد له أنه أنهى الوقت المحدد له منذ فترة مؤكدا له أنه حصل على
نصف ساعة زائدة عن الوقت المسموح به، وطلب منه الحساب ولكن المتهم دفع 5 جنيهات
مقابل الوقت الأساسي، ولم يحاسب على النصف ساعة الإضافة، فطالبه المجنى عليه بدفعها
ولكنه رفض ونشبت بينهم مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة فقام على إثرها المجنى عليه
بالتعدي على المتهم بالسب والشتم والضرب، وتدخل الحاضرون لفضها ولكن المتهم خرج
مسرعا من المحل وتوجه إلى منزله لم يتوقع أحد منه أن يعود مرة أخرى، ولكن احضر
سكينا من شقتهم، وغافل المجنى عليه وقام بالتعدي عليه بطعنه من الخلف استقرت في
منطقة الظهر، ليسقط غارقا في دمائه وسط ذهول الحاضرين وحاول المتهم الهرب ولكنه تم
القبض عليه.
