الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قوم يا مصرى.. على طريقة أبو الغار!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مقال كتبه الدكتور محمد أبو الغار ونشرته «المصرى اليوم» تحت عنوان (من مصريين وطنيين إلى الرئاسة) كثير من المغالطات التى يستوجب توضيحها أو تفنيدها، وسأكتفى بقدر يسير منها يعبر عن مجمل ما جاء فيها. المقال هو حوار دار بينه وبين مجموعة من الأصدقاء المصريين الذين يعيشون فى أمريكا فى ولاية ماريلاند منذ أربعين عاما، وكلهم محبون لمصر حسب قوله، كان يسمع منهم ولا يرد على كلامهم أو يوضح ما به من لبس وسوء فهم ناتج عن تعرضهم للميديا الأمريكية وبعض المنظمات التى تناصب مصر العداء، والدكتور أبو الغار يعرفها جيدا بحكم أنه كان رئيسا لحزب معارض فى مصر نشأ بعد ٢٥ يناير، ونافس فى انتخابات برلمانية وشارك فى صياغة دستور مصر الذى حاز على نسبة عالية فى الاستفتاء عليه! بداية يقول أبو الغار: «إن أصدقاءه حذروه من الكتابة فى «المصرى اليوم» وقول الرأى بصراحة، لأنهم يشعرون أن النظام أصبح يطيح بالجميع حتى أكثر الناس وطنية، ولم يعد يحتمل أى نقد أو حتى نصيحة».. ومع ذلك ها هو المقال منشور على «المصرى اليوم» ويستطيع أبو الغار أن يقول لنا إذا كان هناك من منعه أو لمح لذلك أو طلب من «المصرى اليوم» عدم نشر المقال، وكان يتوجب عليه – أبو الغار – أن يرد عليهم بأن ذلك لا يحدث فى مصر الآن! وقال أبو الغار: «أصدقائى عندهم ذهول من القبض على آلاف دون مدد محددة ودون سبب واضح، مما يثير غضبًا شديدًا على النظام ولا يحقق ردعًا. قال أحدهم: انظروا للتاريخ القريب، كلما ارتفع عدد المساجين السياسيين كان الحاكم ضعيفًا، واهتزاز كرسيه واردًا، وهم لا يريدون ذلك»!.. الحقيقة أن هذه الجملة هى من الجمل المستنسخة من تقارير أصحاب دكاكين حقوق الإنسان وتجار السبوبة، وهى من الجمل المكررة على ألسنة مقدمى برامج شبكات تليفزيونية إخوانية وأخرى أمريكية منحازة لفريق صناع المؤامرة على مصر، وكان من الواجب أن يناقشهم الدكتور السياسى مؤسس الحزب فى مصادر هذه المعلومات، وأن يدلى بدلوه بما لديه من معلومات صحيحة لا ينكرها حزبه ولا رئيسه الحالى، والحقيقة أيضا أن حب مصر ليس بالكلام، ولا بالشعارات.. حب مصر بالأفعال، وكنا سنصبح سعداء إذا عرفنا ماذا قدم أصحابه الذين يعيشون أكثر من أربعين سنة فى أمريكا لمصر فعلا لا قولا! وقال أبو الغار إن الأصدقاء «تحدثوا كثيرًا عن الشفافية، وأن مصر أصبحت معدومة الشفافية، والرئيس يتفاوض على وضع جزر البحر الأحمر ويوقِّع اتفاقًا مع السعودية وبموافقة دول أخرى دون علم مجلس وزرائه ولا برلمانه ولا شعبه».. الدكتور لم يستطع أن يرد ويقول إن مجلس الوزراء كان يعقد اجتماعات لمدة تزيد على ١١ شهرا لهذا الأمر، وأن الاتفاقية أمام البرلمان وسيناقشها باعتباره ممثلا عن الشعب، وله فيها الكلمة الأخيرة، ولم يرد عليهم أيضا بأن مثل هذه الأمور لا تعتمد على النواحى العاطفية والقناعات الشخصية والهوى، إنما يحكمها القانون الدولى والتاريخ الموثق والمستندات! وقال أبو الغار: «وقال أحدهم إن الطاقة النووية قد تكون أفضل الطرق لتوليد الطاقة فى ظروف مصر الحالية، ولكنه يريد شرحًا أكثر عن معدلات الأمان، وعن أن العرض الروسى هو الأفضل من الناحية الفنية والتمويلية. هم يعتقدون أننا مقبلون على كارثة اقتصادية رهيبة لن يستطيع أحد منعها ما لم تتكون وبسرعة لجنة من المصريين ذوى الخبرات العالمية لمحاولة إنقاذ الموقف، وهو أمر يعتقد أنه من الصعب أن يحدث فى ظل تفكير الإدارة الحالية».. فى هذه النقطة ربما أعرف دوافع قولها لكن هل كان المطلوب هو عرض كل تفاصيل الاتفاق على العالم كله وخصوصا أصدقاء الدكتور أبو الغار؟ وهل عقول علمية مثلهم - كما يزعم أبو الغار - ما زالت ترى أن الروس فاشلون فى المفاعلات النووية بسبب تشيرنوبل، وأن الحياة توقفت عندهم عند هذا الزمن أم أن الرغبة الأمريكية – التى يروجون لها - فى أن ترسو عليها المناقصة هى سبب هذا التقول على الروس والمشروع؟ ثم أليس من الأولى باعتبارهم يحبون مصر أن يحضروا ويقدموا رؤيتهم لنجاة مصر من الكارثة الاقتصادية التى يبشرون بها حتى يعلموا –على الأقل- أن مصر ليست كما يتصورون، وأن فيها من العلماء من يقدمون المشورة للرئيس وكلهم ملء السمع والبصر فى العالم. أما خلاصة الخلاصة، التى أرادها أبو الغار من المقال وكل هذا (الرغى) هى قوله: «لن أدخل فى شرح حزنهم الشديد على تدهور حقوق الإنسان فى مصر ولا عن التضييق على الحريات ووسائل الإعلام»، لم يسألهم أبو الغار لماذا قامت أمريكا بترحيل مواطن مصرى كتب تغريدة عن ترامب المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية، ولم يسألهم عن حقوق الإنسان عندما يسحل ويقتل لمجرد أنه أسود، ولماذا يطلق النار على من يفكر فى الاقتراب من البيت الأبيض أو الكونجرس، ولماذا ولماذا.. أسئلة كثيرة لم يستطع طرحها عليهم.. لأن الهدف لم يكن طرح الأسئلة.. الهدف كان توصيل رسالة مسمومة غير مباشرة.. وفى نهاية المقال يقول أبو الغار: «قوم يا مصرى.. مصر بتناديك».. طبعا سيقوم المصرى وستقوم مصر.. ولكن ليس على طريقة أبو الغار أو أصدقائه فى أمريكا.