كتب سعد الدين إبراهيم مقالا نشره في «المصرى اليوم»، الأسبوع الماضى، تحت عنوان (خرافة هدم الدولة المصرية)، كلام يستوجب الرد عليه ليس بسبب أهمية كاتبه ولكن بسبب التدليس والتلبيس والإصرار على تغييب الوعى المصرى وهدم ثوابته الوطنية، والحقيقة أن الرجل وهو أستاذ اجتماع سياسي مارس أدوارا ملتبسة، وكان -وما زال- العراب الأول للجماعة الإرهابية الذي يصر إصرارا عجيبا وغريبا على طرح مبادرات مشبوهة سرعان ما يتملص منها، مدعيا أنها من بنات أفكاره ولصالح الوطن وليس لشيء آخر، متسترا وراء جلده السميك، فلا يشعر بردود الفعل على ما يطرح ولا يعبأ بالمحافظة على صورته أمام الرأى العام المصرى، ويبدو أنه يعتز ويزهو بدوره وهو يمارس حالة من الخرف المتواصل.. هكذا هم أصحاب الجلود السميكة! إبراهيم كتب يقول: «نُخالف الرئيس السيسى حينما يُحذر مرارًا وتكرارًا من هدم الدولة المصرية، ويُردّد أركان نظامه نفس الأسطوانة».. عالم الاجتماع السياسي يرى أن التحذير لا محل له من الإعراب ومبالغ فيه، لأن أعداء مصر التقليديين صاروا أصدقاء (بريطانيا وأمريكا)، بل تتسابقان لدعم مصر اقتصاديا بمليارات الدولارات.. كلام يحتاج إلى ضبط ومراجعة! ويضيف: «وحتى إسرائيل، لم تر مصر منها أي سلوك عدوانى ظاهر»، وهذا أيضا كلام يحتاج توضيحا ومراجعة! المهم أن إبراهيم أراد أن يدس السم في العسل، ويمرر كلمات يصر بها على تغييب الوعى المصرى، فقال: «فحتى جماعة الإخوان المسلمين التي حكمنا منها واحد، هو د. محمد مرسي، لم تدع إلى هدم الدولة المصرية، ولم تحاول هدمها».. سعد يريد تقديم صورة جديدة للجماعة يزيل بها الصورة القديمة التي رسخت في الوجدان المصرى، والتي من أجلها استشعر الشعب المصرى الخطر الداهم على الدولة المصرية فقام بثورة ٣٠ يونيو لإعادة بنائها من جديد.. طريقة خبيثة يستخدمها سعد الدين لهدم الوعى المصرى! الأهم أن سعد ذهب إلى منطقة تشكل عقيدة راسخة عند المصريين لم يستطع كائنا ما كان أن يغيرها أو يقترب منها غير أعداء هذا الوطن من الخارج أو الداخل، والعدو يبرر لنفسه ما يقول ويلوى عنق الحقيقة حتى وإن كانت كالشمس في كبد السماء! غير أن سعد أتى بما لم يأت به شياطين الجن والإنس، ولا خطر على قلب مصرى واحد يحب هذا الوطن وينتمى إليه، ولم يسبقه إليه أحد من قبل.. تفكير الشياطين يتواضع أمام ما أتى به سعد..! سعد شطح بعيدا، فقال بالنص في مقال الإفك: «نعم، يمكن لشخوص مَن تتكون منهم الحكومة، بمن فيهم رئيسها أو كبيرها أن تتغير، أو حتى تسقط، ولكن ذلك لا يعنى لا سقوط الوطن، ولا سقوط الدولة».. ثم يدس السم بهدوء بعد حقنة تخدير تاريخية فيقول: «ومن احتلوا مصر من خارجها في أزمان سابقة، من الهكسوس إلى الإنجليز، أرادوها كاملة، بإدارتها وسُكانها وخيرها. والبعض يعتبر أن الجيش المصرى هو آخر قوة احتلال لمصر في القرن الحادى والعشرين. ولن يقتنع هذا البعض بغير ذلك، إلا حينما يكون الجيش خاضعًا لسُلطة مدنية».. هنا بيت القصيد، وهنا يصر سعد على هدم الوعى المصرى، ومن ثم هدم الدولة المصرية.. سعد يصف الجيش المصرى بالمحتل، وأنه آخر قوة احتلال لمصر.. قطع لسانك.. الجيش المصرى الذي يتكون من الشعب المصرى يحتل مصر.. جديدة دى يا سعد.. سحر أسود من نوع جديد.. سعد يساوى بين الهكسوس والاحتلال الإنجليزى والجيش المصرى في احتلال مصر..! سعد يريد بوضوح هدم الدولة والطريق الوحيد هو هدم الجيش المصرى، بعد أن فشلت مبادراته المشبوهة.. المؤامرة لن تتوقف، وأدواتها وطابورها الخامس لن يعدموا الوسائل الجديدة والمبتكرة، وجلودهم السميكة لن يعالجها غير السلخ!
آراء حرة
سعد الدين إبراهيم ومبادراته المشبوهة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق