الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

"سمير نوح" المقاتل الذي شارك في أول عملية لأسر الإسرائيليين


المقاتل سمير محمد
المقاتل سمير محمد أحمد نوح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ـ شارك في 35 عملية مع المجموعة 39 قتال خلال حرب الاستنزاف.
ـ شاهد عيان على بطولات الجنود المصريين في ميدان الحرب.
ـ “,”نوح“,”: ثأرنا للفريق “,”عبدالمنعم رياض“,” بعد استشهاده بشهر بالإغارة على لسان التمساح وتدمير حصن العدو.


المقاتل “,”سمير محمد أحمد نوح ولد في مدينة القناطر الخيرية محافظة القليوبية في 15 يوليو 1949، وتقدم للتطوع بالقوات البحرية بعد حصوله على دبلوم الصنايع عام 1965 لكي يحقق حلمه في الالتحاق بالقوات المسلحة والدفاع عن الوطن والترقي في المناصب حتى يصل لصفوف الضباط، وبعد معاناة مع التدريبات الشاقة تم اختياره للانضمام لقوات الصاعقة البحرية وحصل على فرقة فيها عام 1966 ثم انضم لفرقة القفز بالمظلات ثم فرقة معلمي الصاعقة.


وعقب عدوان 1967 كان بدرجة عريف وتم اختياره بواسطة النقيب بحرى “,”إسلام توفيق قاسم“,” ضمن عدد من زملائه بالقوات الخاصة البحرية ليكونوا القوام الرئيسي للمجموعة 39 قتال بقيادة العقيد “,”إبراهيم الرفاعي“,” عام 1968، ثم تم ضم عدد من رجال الصاعقة إلى المجموعة بقيادة الملازم “,”محسن طه“,”، وفصيلة من الصاعقة كانت تضم الرائد أركان حرب “,”عصام الدالي“,” والنقيب “,”محيي نوح“,”، والملازم أول “,”محمد فؤاد مراد“,” والملازمين “,”خليل جمعة خليل“,” و“,”رفعت الزعفراني“,”، و“,”أحمد رجائي عطية“,”. حيث تم تدريبهم تدريبا شاقا ومكثفا على جميع أنواع الإبرار بريا وبحريا وجويا، وعلى استخدام جميع أنواع الأسلحة، والنسف والتدمير، والسباحة والغطس، وقيادة القوارب.



ويقول المقاتل “,”سمير نوح“,”: شاركت في 35 عملية من عمليات المجموعة 39 قتال خلال حرب الاستنزاف شملت عمليات إغارة على مواقع العدو الحصينة على خط بارليف، وعمليات الكمائن ضد دوريات العدو منها أول كمين شرق النصب التذكاري للجندي المجهول يوم 26 أغسطس 1968 والذي تم خلاله أسر أول أسير إسرائيلي على الجبهة المصرية خلال حرب الاستنزاف وهو العريف “,”يعقوب رونيه“,” وهي العملية التي اعتبرها وزير الدفاع الإسرائيلي “,”موشي ديان“,” وقتها إهانة للجيش الإسرائيلي وطلب محاكمة الكوماندوز المصري الذي نفذ العملية.


ومن العمليات البطولية التي قام بها “,”سمير نوح“,” مع فرقته في أثناء حرب الاستنزاف هي عمليات زرع ألغام على طرق المواصلات والمدقات داخل عمق سيناء، وعمليات استطلاع ورصد وتصوير المواقع الإسرائيلية تمهيدًا لضربها، وهكذا في مسلسل مستمر من العمليات حتى حرب أكتوبر 1973 ثم خلالها قصف مستودعات البترول في مناطق بلاعيم، وشراتيب، ومطار الطور العسكري عدة مرات، ومهاجمة مواقع العدو برأس محمد، بالقرب من شرم الشيخ في أقصى جنوب سيناء، ما أربك العدو وشل تفكيره لوصول القوات المصرية إلى هذه النقطة، ثم محاصرة مدرعات العدو وتدميرها في الثغرة بمنطقتي الدفرسوار ونفيشة، ومنعها من دخول مدينة الإسماعيلية وإفشال خططها.


ومن العمليات التي يفتخر بها “,”سمير نوح“,” في أثناء وجودة على الجبهة في صفوف الجيش المصري، هي عملية إمداد قوات الجيش الثالث بالمؤن من منطقة العين السخنة بعد حصاره، إضافة إلى عملية الإغارة على لسان التمساح في أبريل 1969 بقيادة الشهيد “,”إبراهيم الرفاعي“,” قائد المجموعة، حيث تم العبور بقوارب الزودياك المجهزة بمواتير في التاسعة مساء، وكان بطلنا ضمن مجموعة الاقتحام الرئيسية تحت تمهيد مدفعي من المدفعية المصرية من منطقة الإسماعيلية، وعقب وصول المجموعة إلى ضفة القناة الشرقية اتصل “,”الرفاعي“,” بالقيادة لإيقاف قصفة المدفعية.


ويقول “,”نوح“,”: “,”بدأ الهجوم على الموقع الحصين وكنت ضمن المجموعة التي تسلقت ظهر الموقع ومن خلال فتحات التهوية تم إسقاط قنابل دخان وأخرى طرقية صوتية، ولم يستطع أفراد الموقع تحمل الاختناق في الداخل ففتحوا بوابات الحصن وخرجوا تحت ساتر من طلقات عشوائية لرشاشاتهم وكانت تلك اللحظة التي انتظرناها، فكنا في انتظارهم عند المدخل نقتل كل من يخرج، ويؤمن ظهورنا بعض الجنود حتى أبدنا كل من بالموقع، ثم بدأ الأبطال جميعًا وعلى مدى خمس ساعات في تدمير الموقع حيث نسفنا مخزن الذخيرة، وسيارة جيب مجهزة لاسلكيًا، وكل شيء موجود داخل الموقع من أجهزة وأسلحة ومعدات، ودمرنا دبابتين للعدو كانتا قادمتين لنجدة الموقع، وقد أصيب في هذه العملية كل من النقيب، محيي نوح، والمقاتل، حسن البولاقي، وقد زارهما الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، بالمستشفى العسكري بالمعادي“,”.
وكانت تلك العملية ثأرًا لاستشهاد الفريق “,”عبد المنعم رياض“,” رئيس أركان حرب القوات المسلحة في شهر مارس من العام نفسه.


وكان من بين ما تم الاستيلاء عليه من هذا الموقع رشاش عوزي تم إهداؤه إلى الرئيس “,”السادات“,” عند زيارته إلى المجموعة عام 1971 والتي منح علم المجموعة خلالها وسام الجمهورية.
ويستطرد: “,”مررت بموقف عصيب في أثناء توجهي مع الكتيبة للهجوم على منطقة شرم الشيخ بالصواريخ خلال عمليات حرب أكتوبر 1973 وكانت المجموعة تستقل ثلاثة لانشات، ولكن العدو اكتشف وجودهم وقطع عليهم الطريق وكانت التعليمات عدم الاشتباك مع زوارق العدو البلترام والالتزام بتنفيذ الخطة التي خرجنا من أجلها، فكانت أوامر قائد الكتيبة بالعودة إلى إحدى الجزر القريبة ثم معاودة الهجوم مرة أخرى في توقيت آخر، ولكن في أثناء العودة تعطل موتور القارب الذي أقله أنا وزملائي الأبطال والذى يقوم بقيادته الربان البطل، وسام عباس حافظ، وكان هذا القارب يحمل ثماني صواريخ، وعند مرور أحد لانشات العدو بالقرب منا لمطاردة لانشي “,”الرفاعي“,” وباقي الأبطال دون أن يشعر بهم لتوقفهم وعدم صدور ما يدل على وجودهم بالظلام، فأشار أحد الجنود لقائده: يا أفندم لانش للعدو قادم سأعمر المدفع وأضربه وأوجه مؤخرة المدفع نحو الصواريخ التي نحملها. ولما كان هذا المدفع يخرج كمية كبيرة من اللهب تندفع 4 أمتار خلفه فكان الهدف من ذلك توجيه صاروخ لتدمير أحد زوارق العدو في حين تتجه النيران المندفعة في اتجاه الصواريخ الثمانية فينفجر القارب بحمولته من الأبطال المصريين كي لا يقعوا أسرى في يد العدو وبالفعل طلب الجندي مني تعمير مدفعه، وتم تعمير المدفع ولم يبق سوى إطلاق الصاروخ، ولكن عناية الله ورعايته شملت أبطال مصر حيث دار الموتور فجأة وأنطلق الأبطال يناورون بعد أن تم تأمين المدفع، ولكن ما لبثت طائرات المستير الإسرائيلية أن ظهرت في الأجواء وألقت بالقنابل المضيئة فأضاءت المنطقة حول القوارب، وكانت رعاية الله مع الأبطال حيث أفلتوا من 5 هجمات جوية للعدو برعاية الله ثم مهارة المقاتل، وسام حافظ، وزملائه من قادة اللانشات في المناورة، ووصلت اللانشات المصرية بأمان الله إلى جزيرة شدوان“,”.



وعن ذكرياته مع قائد المجموعة الشهيد “,”إبراهيم الرفاعي“,” يتذكر المقاتل “,”سمير نوح“,” موقفا إنسانيا وهو عندما أراد الانتقال مع أسرته إلى سكن قريب من مقر المجموعة بمنطقة الزيتون بدلاً من سكنه بمسقط رأسه بالقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، أخبره قائده بصعوبة توفير سيارة لنقل الأثاث، فما كان من القائد إلا أن أخرج من جيبه مبلغًا كبير من المال وأعطاه له لنفقات تأجير السيارة ومصاريف الانتقال، وبعد فترة عندما دخل “,”سمير“,” مكتب قائده لرد المبلغ رفض “,”الرفاعي“,” قائلاً: “,”هذا المبلغ هدية من أخ لأخيه. فهل يرفض هدية أخيه ؟“,”. وترك بطلنا الخدمة في 16 سبتمبر عام 1996 برتبة النقيب، ولم يعمل بأي عمل بعد تركه الخدمة العسكرية.
وحصل “,”سمير نوح“,” على عدة أنواط ونياشين وأوسمة، منها نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الثانية من الرئيس الراحل “,”جمال عبد الناصر“,” في أغسطس 1968 في عملية الكمين، ونوط الجمهورية العسكري من الطبقه الأولى من الرئيس “,”السادات“,” في يوليو 1971 بعد زيارته إلى المجموعة، ونوط منظمة سيناء العربية عام 1975، ونوط الشجاعة العسكري من الطبقه الأولى، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من القوات المسلحة، وميدالية أكتوبر والعبور من القوات المسلحة عام 1973 بعد الحرب.