اشتعلت الأزمات مجددا بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بسبب الدعوة التي أطلقها البعض بضرورة الاصطفاف مع الحركات الثورية في مصر وعلى رأسهم حركة 6 إبريل، والموافقة على شروطهم المتعلقة بضرورة التخلي عن فكرة عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم مرة أخرى، فعلى الرغم من موافقة عدد من أنصار المعزول؛ وعلى رأسهم أيمن نور- زعيم حزب غد الثورة والرئيس الحالي لقناة الشرق، وسيف عبدالفتاح- أستاذ العلوم السياسية على تلك الشروط لمواجهة النظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والعمل على إسقاطه إلا أن هناك فريقا آخر من الإسلاميين رفضها، وتمسك بعودة مرسي، معلنا الحرب على الفريق الأخر المؤيد للشروط والفكرة.
أخذت الحرب بين أنصار المعزول محمد مرسي مسارا جديدا بعيدا عن مجرد الاختلاف في الرأي؛ حيث قامت الجبهة السلفية على لسان مصطفى البدري- القيادي البارز بها- بتكفير كل الداعين للتنازل عن الشرعية المزعومة لمرسي مقابل الاصطفاف مع الحركات الثورية، كما وصف اللقاءات التي تتم بين مؤيدي تلك الفكرة في الفنادق التركية الشهيرة بأنها لقاءات تخالف الشريعة الإسلامية، وتعاديها، ويجب التصدي لها بكل قوة.
لم يكن مصطفى البدري هو الوحيد الذي هاجم الفصيل الداعي للتنازل عن عودة المعزول محمد مرسي بل لحقه في هذا الهجوم الشرس الذي وصل غلى حد التكفير؛ محمد عبدالعزيز الهوري الذي شن هجوما شرسا على أيمن نور ورفاقه والمؤيدين لأفكاره من الإسلاميين، واصفا إياهم بأصحاب "اللحى الورقية"، مؤكدا أن ما فعله ياسر برهامي- نائب رئيس الدعوة السلفية- بدعم الجيش المصري كان أكثر صحة وصدقا مما يريدون أن يفعله الإسلاميون المؤيدون لمرسي بالتحالف مع أيمن نور وأصدقائه العلمانيين.
وواصل الهواري تصريحاته المتشددة معلنا دعمه لتنظيم داعش الإرهابي واصفا أفعال ذراعه في مصر المعروف باسم "ولاية سيناء" بالجهاد في سبيل الله، متهما جماعة الإخوان صراحة بمحاولة طرح نفسها أمام الإدارة الأمريكية على إنها قادرة لحل أزمة مثل تلك التنظيمات والقضاء عليها من جذورها.
وفي ضوء تلك الحرب الشرسة التي وصلت إلى حد تكفير أنصار مرسي لبعضهم البعض، أطلق طارق الزمر- رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية- مبادرة للتهدئة بين أنصار الإخوان، وتوحيد صفوفهم مرة أخرى بعد أن وصلت الاختلافات بينهم إلى مرحلة خطيرة تهدد بموجة كبرى من الانشقاقات.
