السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

شعار حماس لتحرير القدس «يا مين يجيبلي حبيبي يالا للي»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بهذه الطريقة الاتكالية المهينة يتعامل جنرالات وقادة تنظيم حماس مع القضية الفلسطينية، هم ينتظرون من الآخرين تحرير الأراضى المغتصبة، لأنهم ببساطة مشغولون بما هو أهم من القدس والمسجد الأقصى وبقية الأماكن المقدسة فى أرض الآلام والأوجاع المزمنة وحزن العرب التاريخى.
واقع الحال يقول إن ملهمهم وزعيمهم «خالد مشعل» صار سمسارا يطوف ليل نهار على حانات الحكام وموائد اللئام عارضا بضاعته «كتائب عزالدين القسام» لخدمة الإرهاب فى المنطقة العربية، فالمناضل الذى دأب على التنقل بين العواصم احترف عقد الصفقات وتدبير المؤامرات بالاتفاق مع حاكم قطر، لتنفيذ مهام أخرى فى عدد من البلدان العربية لدعم مخططات إسقاطها من العراق إلى سوريا مرورا باليمن لإقامة دولة الخلافة المزعومة، تاركا قضية بلده للنخوة العربية.
فعلى خلفية جريمة اليهود والعبث بالمسجد الأقصى، وبقية صنوف الخراب والدم التى حدثت قبل أيام قليلة فى القدس، بالتزامن مع يوم وقفة المسلمين على جبل عرفات، انتظر المهمومون بالشأن الفلسطينى أن تنقل لهم الفضائيات خاصة «الجزيرة» تصريحا عنتريا للمدعو «خالد مشعل» أو يرون مشهدا واحدا من داخل غزة به استعراض عسكرى يرتدى أفراده من كتائب القسام الكوفيات الشهيرة والأقنعة السوداء حاملين الأسلحة المتطورة، متوعدين بالثأر كما كان معتادا منهم قبل ذلك ولو على سبيل الـ «شو» الإعلامى.. لكن هذا لم يحدث!!
فالتصريحات التى صدرت من القيادى الحمساوى «إسماعيل هنية» بمناسبة الهجمة البربرية على الأقصى، لا تخرج من دائرة البحث عن منقذين مجهولين على طريقة «يا مين يجيبلى حبيبي»، فالرجل خرج بدعوة غريبة، مفادها «ضرورة تشكيل جيش القدس فى كل بلد عربى وإسلامى لتحرير الأقصى»، هو يطلب من الغير.
هذه الرغبة فى مجملها مثيرة للغثيان، لأنها تكشف حقيقة الدور الذى تلعبه حماس وجناحها العسكرى «كتائب القسام»، وهو دور ليس مقاوما كما كنا نظن، خاصة أن التصريح لا يحفز على إيقاظ النخوة العربية، إنما هى رغبة فى تشكيل جيوش داخل البلدان على طريقة التنظيمات الإرهابية، أما إذا كان نوعا من دغدغة المشاعر للالتفاف حول رغبته، فهذا أمر آخر.. ثم ألم يسأل القيادى الحمساوى نفسه قبل أن يطرح رؤيته.. ما الذى قدمه قادة حماس للمقاومة الفلسطينية بصورة جدية وما الذى فعلوه للشعوب العربية؟
هنا لا أتبرأ أنا أو غيرى من القضية الفلسطينية فهى الأكثر حضورا وطغيانا على ما سواها لدى المصريين جميعا، لكننى لا أنكر أنى أشجع على نبذ ما يفعله قادة حماس، لأنهم يتاجرون بالمقاومة، خاصة أن الواقع على الأرض يشير إلى حقيقة لا يمكن لعاقل تجاهلها، مفادها أن التنظيم وعناصره المسماة بكتائب عزالدين القسام، تحولوا بفعل قادتهم إلى مرتزقة يقومون بتنفيذ مهام خارج الأرض المحتلة على غرار مرتزقة «بلاك ووتر» ولا يقومون بتوجيه أى ضربات نحو إسرائيل لأن «تخين» قطر لا يريد ذلك.
فالنضال الحمساوى تحول إلى بيزنس تعقد صفقاته بهدف الحصول على تمويلات لصالح أعمال التدريب التى يتلقاها الإرهابيون فى غزة والإنفاق على التكفيريين وتوصيل المؤن لهم.. وهنا أتساءل عن أى مقاومة يتحدث خالد مشعل ومحمود الزهار وإسماعيل هنية؟.. هل المقاومة هى تدريب التكفيريين للقيام بأعمال إرهابية ضد الجيش والشرطة فى مصر؟.. أم فى فتح السجون بالاتفاق مع الإخوان وتركيا لنشر الفوضى؟
فهؤلاء لا يملون من التصريحات العنترية فى أعقاب كل جريمة، عن النضال والمقاومة لتحرير القدس من الدنس الإسرائيلي، لكن لسان حالهم ولسان حال بعض الحكام العرب فى الحديث عن المقاومة يقول سنقاتل لكن «حتى آخر جندى مصرى» بما يشير إلى أن تحرير الأراضى الفلسطينية مهمة مصرية خالصة.. أما هم فلا يجيدون سوى الصراخ أمام الميكروفونات والكاميرات والعمل كفرق مرتزقة تؤدى ما أوكل إليها من عمليات إرهابية لكن هذا لا يمنع انتظارهم لمن يأتى لهم بالنصر دون أن يقاتلوا أو يقاوموا.. القراءة الدقيقة لتفاصيل ما يجرى على الساحة الإقليمية وما يدور فى الأراضى المحتلة من محاولات للعبث بالمسجد الأقصى، وتغيير الملامح التاريخية للمدينة المقدسة، يدحض كافة الأصوات التى تنعق فى الفضائيات المدعومة من الحكومات وأجهزة الاستخبارات عن المقاومة، ويؤكد فى ذات الوقت أن حماس وقادتها ليسوا سوى أدوات لتمرير المشروع الصهيونى فى المنطقة العربية.
فضلا عن أن مساحة التلاقى غير الأخلاقى بين واشنطن وتنظيم الإخوان وفرعه «حماس» ومعهم حكام قطر «حمد، تميم، موزة» لا تصب فى صالح القضية الفلسطينية بالأساس، لكنها تذهب للإبقاء على ما أطلق عليه اصطلاحا «المقاومة».. تحت هذه اللافتة المحفزة على التعاطف معها فى أوساط الرأى العام العربى يتم الحصول على التسليح واستخدام العناصر المدربة فى العمليات الإرهابية، لعل أبرزها وأشهرها تلك الموجهة ضد الدولة المصرية، إلى جانب الاتفاق على توريد أفراد الكتائب كمرتزقة فى اليمن وليبيا والعراق وسوريا بهدف تمزيق المنطقة إلى دويلات صغيرة يسهل التهامها والسيطرة عليها.