دهس بموته الفاجع كبرياءنا الزائف.. سخرت براءته الملائكية من كل أغنيات الفخر والشرف العربى التى طالما رددناها،لاستدعاء الهمم وإيقاظ النخوة. أتحدث عن الطفل السورى « أيلان الكردى « الذى خرج مع أسرته هربا من جحيم الدمار والخراب فى بلاده باحثين عن مأوى فكان مصيرهم الغرق.
لم يصرخ «إيلان» عندما تقاذفته الأمواج وألقت به على شواطئ تركيا، فهو يعلم رغم طفولته البريئة، أننا أموات ولن نسمع صراخه، ليس لعدم قدرته على البوح بالحقيقة المرة، لكن يبدو أنه أدرك المقولة الراسخة فى أدبياتنا عن اللامبالاه «أسمعت إذ ناديت حيًا، لكن لا حياة لمن تنادى».
فقط رحنا نتداول صورته بالتعليق على مواقع التواصل الاجتماعى وكأننا نتباهى بعجزنا الأبدى، كما تجلت عبقرية السخرية من الواقع عبر ابتكار المشاهد المعبرة عن افتقاد الشهامة لدى الحكام العرب بوضع صورة الطفل على طاولة اجتماع فى الجامعة العربية.
استحضرنا من مفردات اللغة ما يريح صدورنا، توهمنا أن موت الطفل السورى هز ضمير العالم، عزفنا على تلك النغمة وصدقنا الوهم أو الأكذوبة التى احتلت صدارة الصحف ووسائل الإعلام الدولية، رغم علمنا أن العالم لم يهتز ولن يهتز أبدا لأنه بلا ضمير، خاصة إذا علمنا أن ما جرى ويجرى من كوارث إنسانية فى سوريا وبقية الأقطار العربية من تدبير هذا العالم، الذى ترفع حكوماته شعارات الحرية والدفاع عن حق الإنسان فى الحياة، كما أن هذه الفظائع لم تكن بعيدة عن مباركة أنظمة الحكم العربية، التي ألقت بمصائر شعوبها فى سلة اللاعب الأمريكي.
إيلان» ليس طرفًا فى الصراع المحتدم داخل سوريا الذى تديره قوى دولية لها مصالح استراتيجية، وأطراف عربية ترغب فى تصفية حسابات شخصية، لكنه تعبير عن وطن يتمزق بفعل المصالح والتدابير الاستخباراتية.هو لم يكن صاحب القرار فى الفرار بحثًا عن مأوى، لكن موته بتلك الصورة أصبح بقدرة قادر إحدى أوراق الإدانة لنا كعرب، ولبعض الحكام المتورطين فى كل ما يجرى من مذابح وجرائم إرهابية داخل سوريا انتقامًا من النظام الحاكم.
ما لفت نظرى من تداعيات واقعة غرق الطفل «إيلان «، هو الاستمرار البغيض فى ترديد النغمة التى ترعاها التنظيمات الإرهابية والأنظمة الراعية والداعمة لها، فعلى الفور جرى استغلال الجريمة أكرر أنها جريمة بكل ما بها من بشاعة للترويج ضد النظام الحاكم فى سوريا فى تجاهل عمدى لحقيقة ما يحدث على الأراضى السورية من فظائع إنسانية يرتكبها تنظيم داعش والأتراك.
أنا هنا لا أدافع عن بشار الأسد ونظامه ولن أدافع عنه، كما أننى لم أضبط نفسى يومًا متلبسًا بالتعاطف معه رغم قناعاتى الراسخة بأن ما يحدث فى سوريا هو صناعة أمريكية أوروبية عربية خالصة، امتزج فيها النفوز الدولى بالمال العربى لتحقيق مخططات استراتيجية معدة سلفا، فالقراءة الموضوعية لما يحيط بالمشهد السورى من تشابكات، لايمكن إقصاؤها بعيدًا عن تعقيدات المصالح الدولية فى المنطقة، فالجميع يعلم أن تنظيم داعش الإرهابى توغل داخل الدولة التى كانت مهمة فى محيطها الإقليمى، استنزف قدرات جيشها خلال ٥ سنوات فى حروب ومطاردات، لكن فى المقابل راحت معظم الأنظمة العربية تبارك ما يجرى من أعمال تخريبية تحت لافتة ثورات الربيع العربى من أجل التغيير، والغريب أن أصحاب المصالح وتابعيهم تعاملوا مع الإرهاب فى سورية على أنه نوع من أشكال المعارضة للنظام، وبدأوا فى دعم ما يطلق عليه «الجيش السورى الحر». فمثل هذه المصطلحات تحفز على طرح علامات الاستفهام.
هل هناك معارضة تهدم بنيان الدولة ؟.
وهل توجد دولة فى العالم لديها جيشان أحدهما جيش وطنى والآخر جيش حر ؟
إن غرق الطفل «إيلان» وموته بتلك الصورة يشير إلى تجرد بعض الأنظمة العربية من الإنسانية، فقد كانت صورته وهو ملقى على الشاطئ صفعة على وجوهنا جميعًا.
موته كشف زيفنا وأكاذيبنا فى خلط الأوراق لإدانة بشار بمناسبة وبدون مناسبة، فهو وأسرته يقيمون فى الشمال السوري «إقليم كوباني» المتاخم للحدود التركية، وهذه المنطقة تقع تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابى الذى يقتل ويحرق ويدمر بلا هوادة لبث الرعب فى النفوس تحت لافتة الدين، بما يعنى أنها خارج سيطرة النظام الحاكم أو الجيش السورى، وهذا وحده يدحض كل المحاولات التى من شأنها قيام بشار وجيشه بقتل المدنيين وإجبارهم على النزوح واللجوء للعواصم الغربية. فهل نفيق مما نحن فيه ؟
المثير أن وسائل الإعلام المشبوهة راحت تتبارى فى إلقاء الاتهامات ضد الدولة السورية، بغرض توظيف تلك الواقعة المأساوية داخل الإطار الذى يخدم توجهاتهم فقط، فى تجاهل عمدى للحقائق التى تدور على الأرض أما الهدف فهو التحريض الدولى ضد النظام.
المشهد السورى فى ظاهره يشير إلى وجود اتفاق عربى تجاه بعض القضايا والتناقض فى أمور أخرى. لعل أبرز مظاهر الاتفاق، هى المتعلقة بالموقف الحاسم تجاه الرغبة فى الحفاظ على تماسك الدولة فى إطار حربها ضد الإرهاب، فضلًا عن بذل الجهد بما يقود لعدم تقسيمها وفق المخططات الصهيونية لعدة دويلات ضعيفة متناحرة مذهبيًا وطائفيًا وعرقيًا، بما يقود فى النهاية إلى إرباك المنطقة العربية بأكملها، عبر الصراعات التى ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية.
أما الموقف المصرى تجاه سورية، فتقف وراءه أبعاد قومية واستراتيجية متنوعة. منها الحفاظ على الجيش باعتباره أولوية رئيسية فى التحرك السياسى المصرى على المستويين الإقليمى والدولى، إلى جانب أن الدولة السورية هى امتداد جغرافى وسياسى للأمن القومي المصري، فهى إحدى دول الطوق التى تلعب دورًا محوريًا فى الصراع العربى الصهيونى.
لم يصرخ «إيلان» عندما تقاذفته الأمواج وألقت به على شواطئ تركيا، فهو يعلم رغم طفولته البريئة، أننا أموات ولن نسمع صراخه، ليس لعدم قدرته على البوح بالحقيقة المرة، لكن يبدو أنه أدرك المقولة الراسخة فى أدبياتنا عن اللامبالاه «أسمعت إذ ناديت حيًا، لكن لا حياة لمن تنادى».
فقط رحنا نتداول صورته بالتعليق على مواقع التواصل الاجتماعى وكأننا نتباهى بعجزنا الأبدى، كما تجلت عبقرية السخرية من الواقع عبر ابتكار المشاهد المعبرة عن افتقاد الشهامة لدى الحكام العرب بوضع صورة الطفل على طاولة اجتماع فى الجامعة العربية.
استحضرنا من مفردات اللغة ما يريح صدورنا، توهمنا أن موت الطفل السورى هز ضمير العالم، عزفنا على تلك النغمة وصدقنا الوهم أو الأكذوبة التى احتلت صدارة الصحف ووسائل الإعلام الدولية، رغم علمنا أن العالم لم يهتز ولن يهتز أبدا لأنه بلا ضمير، خاصة إذا علمنا أن ما جرى ويجرى من كوارث إنسانية فى سوريا وبقية الأقطار العربية من تدبير هذا العالم، الذى ترفع حكوماته شعارات الحرية والدفاع عن حق الإنسان فى الحياة، كما أن هذه الفظائع لم تكن بعيدة عن مباركة أنظمة الحكم العربية، التي ألقت بمصائر شعوبها فى سلة اللاعب الأمريكي.
إيلان» ليس طرفًا فى الصراع المحتدم داخل سوريا الذى تديره قوى دولية لها مصالح استراتيجية، وأطراف عربية ترغب فى تصفية حسابات شخصية، لكنه تعبير عن وطن يتمزق بفعل المصالح والتدابير الاستخباراتية.هو لم يكن صاحب القرار فى الفرار بحثًا عن مأوى، لكن موته بتلك الصورة أصبح بقدرة قادر إحدى أوراق الإدانة لنا كعرب، ولبعض الحكام المتورطين فى كل ما يجرى من مذابح وجرائم إرهابية داخل سوريا انتقامًا من النظام الحاكم.
ما لفت نظرى من تداعيات واقعة غرق الطفل «إيلان «، هو الاستمرار البغيض فى ترديد النغمة التى ترعاها التنظيمات الإرهابية والأنظمة الراعية والداعمة لها، فعلى الفور جرى استغلال الجريمة أكرر أنها جريمة بكل ما بها من بشاعة للترويج ضد النظام الحاكم فى سوريا فى تجاهل عمدى لحقيقة ما يحدث على الأراضى السورية من فظائع إنسانية يرتكبها تنظيم داعش والأتراك.
أنا هنا لا أدافع عن بشار الأسد ونظامه ولن أدافع عنه، كما أننى لم أضبط نفسى يومًا متلبسًا بالتعاطف معه رغم قناعاتى الراسخة بأن ما يحدث فى سوريا هو صناعة أمريكية أوروبية عربية خالصة، امتزج فيها النفوز الدولى بالمال العربى لتحقيق مخططات استراتيجية معدة سلفا، فالقراءة الموضوعية لما يحيط بالمشهد السورى من تشابكات، لايمكن إقصاؤها بعيدًا عن تعقيدات المصالح الدولية فى المنطقة، فالجميع يعلم أن تنظيم داعش الإرهابى توغل داخل الدولة التى كانت مهمة فى محيطها الإقليمى، استنزف قدرات جيشها خلال ٥ سنوات فى حروب ومطاردات، لكن فى المقابل راحت معظم الأنظمة العربية تبارك ما يجرى من أعمال تخريبية تحت لافتة ثورات الربيع العربى من أجل التغيير، والغريب أن أصحاب المصالح وتابعيهم تعاملوا مع الإرهاب فى سورية على أنه نوع من أشكال المعارضة للنظام، وبدأوا فى دعم ما يطلق عليه «الجيش السورى الحر». فمثل هذه المصطلحات تحفز على طرح علامات الاستفهام.
هل هناك معارضة تهدم بنيان الدولة ؟.
وهل توجد دولة فى العالم لديها جيشان أحدهما جيش وطنى والآخر جيش حر ؟
إن غرق الطفل «إيلان» وموته بتلك الصورة يشير إلى تجرد بعض الأنظمة العربية من الإنسانية، فقد كانت صورته وهو ملقى على الشاطئ صفعة على وجوهنا جميعًا.
موته كشف زيفنا وأكاذيبنا فى خلط الأوراق لإدانة بشار بمناسبة وبدون مناسبة، فهو وأسرته يقيمون فى الشمال السوري «إقليم كوباني» المتاخم للحدود التركية، وهذه المنطقة تقع تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابى الذى يقتل ويحرق ويدمر بلا هوادة لبث الرعب فى النفوس تحت لافتة الدين، بما يعنى أنها خارج سيطرة النظام الحاكم أو الجيش السورى، وهذا وحده يدحض كل المحاولات التى من شأنها قيام بشار وجيشه بقتل المدنيين وإجبارهم على النزوح واللجوء للعواصم الغربية. فهل نفيق مما نحن فيه ؟
المثير أن وسائل الإعلام المشبوهة راحت تتبارى فى إلقاء الاتهامات ضد الدولة السورية، بغرض توظيف تلك الواقعة المأساوية داخل الإطار الذى يخدم توجهاتهم فقط، فى تجاهل عمدى للحقائق التى تدور على الأرض أما الهدف فهو التحريض الدولى ضد النظام.
المشهد السورى فى ظاهره يشير إلى وجود اتفاق عربى تجاه بعض القضايا والتناقض فى أمور أخرى. لعل أبرز مظاهر الاتفاق، هى المتعلقة بالموقف الحاسم تجاه الرغبة فى الحفاظ على تماسك الدولة فى إطار حربها ضد الإرهاب، فضلًا عن بذل الجهد بما يقود لعدم تقسيمها وفق المخططات الصهيونية لعدة دويلات ضعيفة متناحرة مذهبيًا وطائفيًا وعرقيًا، بما يقود فى النهاية إلى إرباك المنطقة العربية بأكملها، عبر الصراعات التى ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية.
أما الموقف المصرى تجاه سورية، فتقف وراءه أبعاد قومية واستراتيجية متنوعة. منها الحفاظ على الجيش باعتباره أولوية رئيسية فى التحرك السياسى المصرى على المستويين الإقليمى والدولى، إلى جانب أن الدولة السورية هى امتداد جغرافى وسياسى للأمن القومي المصري، فهى إحدى دول الطوق التى تلعب دورًا محوريًا فى الصراع العربى الصهيونى.