أكد الشيخ نشأت زارع امام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بمحافظة الدقهلية في خطبة الجمعة الموحدة اليوم والتي تحمل عنوان "محاربة الفساد والإهمال والإرهاب مطلب شرعى وواجب وطنى"، أن الله قد خلق هذا الكون صالحا للحياة لجميع البشر بصرف النظر عن عقائدهم وأفكارهم واتجاهاتهم والوانهم وأجناسهم وأعراقهم ونهى الجميع عن الإفساد في الأرض بعد إصلاحها.. حيث قال تعالى "ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها".
وأضاف، أن الله تعالى جاء برسله وانبيائه لهذا الهدف أيضا ولكى يحاربوا الفساد بكافة أنواعه واشكاله، فسيدنا شعيب عليه السلام جاء لمحاربة الفساد الاقتصادى وسيدنا لوط عليه السلام لمحاربة الفساد الأخلاقى وسيدنا موسي لمحاربة الفساد السياسي وهكذا، وحتى القوانين الوضعية تحارب الفساد لأنه لايمكن أن يعيش البشر على الارض بأمان وسلام واستقرار إلا إذا وقفوا أمام الفساد والمفسدين، لأن الله لايحب الفساد ولا المفسدين بل القران والتشريع الإسلامي وضع اشد العقوبة للمفسدين الارض حيث إن الفساد له صور واشكال عديدة.
وأشار إلى أن أشد أنواع الفساد هؤلاء المفسدون في الأرض الذين يخربون العمران ويقتلون ويروعون الناس ويهدمون البيوت على الآمنين وينشرون الرعب والخوف بسبب صراع سياسي أنهم يحرقون مؤسسات الوطن من أجل سلطة يخربوه من أجل أن يحكموه، فاعلم أن مقاومة هؤلاء الارهابيين واجب شرعى ووطنى ومن يتستر عليهم فهو مشارك لهم في الجرم وهو قاتل يتحمل دماء الابرياء معهم.
وأوضح أن الفساد والإرهاب شران من أسباب هدم الامم والاوطان ولن تنجو أمة إلا بالتصدى بحزم وقوة لهما ومهما كان هناك تنمية وبناء وعمران فان الفساد والإرهاب يلتهم كل لك ومن صور الفساد أيضا الفساد المالى والرشوة والمحسوبية والاختلاس ونهب المال العام وهذه إذا لم تقاوم بأشد أنواع الحزم فلا وجود للمجتمع وفى مجال الصحة والإهمال من الأطباء للمرضى، وعدم العناية بهم ورداءة الأجهزة الطبية وسوء الخدمة وقد تسبب ذلك في إزهاق أروح بريئة مسكينة فقيرة وكلكم تعلمون ذلك وتعايشونه وقس على ذلك كل مؤسسات الدولة ومافيها من إهمال وتقصير وعدم محاسبة المهمل.
وتكد أن اخطر انواع الفساد أيضا فساد التدين بمعنى اعتناق تدين فاسد مغشوش يخرج لنا إرهابيون يذبحون الناس لكى يدخلوهم الجنة دين عدوانى عنصرى تكفيرى دواعشي خوارجى، وهو التدين الذي ينظر إلى كل مخالف له بكراهية وعدوانية بل يمد يده اليه لقتله والتدين سلاح ذو حدين هناك تدين سليم صحيح ينظر فيه صاحبه إلى البشرية بأكملها على أنهم من أصل واحد كلكم لادم وادم من تراب وقول القران "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا "تدين ينظر صاحبه فيه أن اختلاف العقائد ليس للعداء ولا للكراهية ولا للعنصرية ولا للتقاتل وانما للتعارف والتعايش والتكامل وتبادل المعلومات والمنافع هذا نوع من التدين الراقى الانسانى الذي يتعايش مع الجميع بصرف النظر عن اختلاف العقائد والأفكار والألوان والأجناس.
