الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الأمريكيون من أصل إيراني يدعمون الاتفاق النووي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في اليوم الذي توصل فيه المفاوضون الأمريكيون والايرانيون لاتفاقهم النووي التاريخي الشهر الماضي أقام هادي بارتوي حفلا تم ترتيبه على عجل بهذه المناسبة في حديقة منزله الخلفية خارج سياتل في تعبير نادر عن التضامن بين أبرز الشخصيات الأمريكية من أصل إيراني.
كان بارتوي يستثمر في عدد من أبرز الشركات العالمية ويعمل مستشارا لبعضها ومنها فيس بوك واير بي إن بي وأوبر وقد دعا للحفل مواطنين أمريكيين آخرين من المهاجرين من إيران للاحتفال بالاتفاق الذي سيقيد حال تنفيذه البرنامج النووي لإيران مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
قال بارتوي الذي هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1984 وهو طفل صغير "جاء نحو 100 غريب لم ألتق بهم من قبل إلى منزلي للاحتفال وأدركت أن هذه لحظة فريدة كي يتضامن فيها الأمريكيون من أصل إيراني."

وبعد ذلك قام بارتوي بالترتيب لصياغة رسالة مفتوحة للشعب الأمريكي من أبرز وجهاء الأمريكيين من أصل إيراني في مجالات التكنولوجيا والأعمال والأدب والفنون والترفيه.

ونشرت الرسالة هذا الأسبوع في إعلان بصحيفة نيويورك تايمز وكان من بين الموقعين عليها مديرون حاليون وسابقون في تويتر وجوجل ودروب بوكس وسيتي جروب وغيرهم.

وأبدى هؤلاء في الرسالة تأييدهم للاتفاق النووي باعتباره "فرصة فريدة لتواصل الأمريكيين والايرانيين."

وقال بارتوي إن المشاركين الأصليين في التوقيع على الرسالة وعددهم 24 شخصية يغطون مختلف ألوان الطيف السياسي ومن المرجح أن تختلف آراؤهم في قضايا أخرى. وحتى أمس الأربعاء قفز العدد في قائمة الموقعين إلى 1500 شخص.

وقالت الرسالة "إن الدبلوماسية مع إيران تنطوي على احتمالات تتجاوز بكثير منع نشوب الحرب... فهي تتيح فرصة للامريكيين والايرانيين لخلق مستقبل أكثر إشراقا يستفيد فيه كل أولادنا."

ويعد الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست إنجازا كبيرا للرئيس الأمريكي باراك أوباما ومن المحتمل أن يمثل بداية جديدة لعلاقات إيران مع الغرب.
لكن هذا الاتفاق يواجه معارضة في الكونجرس الأمريكي ويتعين على أوباما بذل جهد لإقناع أعضائه بأهميته.

وقال معدو الرسالة والموقعون عليها إن أهميتها تكمن في كونها أول بيان موحد وغير حزبي من نوعه يصدره الأمريكيون من أصل إيراني الذين قد يتكتمون فيما يتعلق بأصولهم وخلفياتهم وعند الحديث في القضايا السياسية.

وقال حامد بيجلاري (56 عاما) المدير التنفيذي السابق في سيتي كورب والذي ساعد في إعداد الرسالة "أردنا أن نجعل من هذا الحدث مسألة شخصية."

وأضاف "ما أذهل كثيرين منا تلك الحملة الهائلة على الاتفاق من جانب جماعات ضغط كثيرة وأحسسنا أن جانبا كبيرا من تلك الحملة قائم على تضليل."

وقال بيجلاري إنه عاد إلى إيران عام 2014 للمرة الأولى منذ 35 عاما في أعقاب انتخاب الرئيس حسن روحاني على أساس برنامج يقوم على رفع العقوبات الإيرانية وتحسين العلاقات مع العالم.

وتابع "توصلت إلى استنتاج أن ذلك كان حقيقيا وأن الوقت قد حان للخروج من تلك الورطة التي ظلت قائمة لفترة طويلة. إذا ضاعت هذه الفرصة سنندم عليها على الدوام."

* اختلاف وجهات النظر السياسية
تتراوح تقديرات عدد الأمريكيين من أصل إيراني بين نصف مليون ومليون شخص وفقا لجماعة تحالف الشئون العامة للأمريكيين الايرانيين.
وتتركز تجمعات كبيرة من الأمريكيين الايرانيين في جنوب كاليفورنيا ومنطقة خليج سان فرانسيسكو ونيويورك.

انتقل كثيرون منهم إلى الولايات المتحدة في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979. وقال بعض الموقعين على الرسالة في مقابلات إن الجالية منقسمة بشدة فيما يتعلق بالسياسة في إيران.

وقال بارتوي "لا نذكر في الرسالة الرئيس أوباما لأن بعض الناس الموقعين على الرسالة ليسوا من أنصار الرئيس أوباما. وكان من المهم في رأيي ألا ننشر رسالة من الديمقراطيين أو أنصار أي نظام أو أي رأي سياسي منفرد."

ومن بين من أضافوا أسماءهم للرسالة مخترع جراحة الليزك للعيون وعضو في مجلس الشيوخ ومهندس في إدارة الطيران والفضاء (ناسا) ومؤسسون لشركات وأساتذة جامعيون.

وقال ماز جبراني الممثل الكوميدي الذي وقع الرسالة إن هذه المرة الأولى تقريبا التي تضامن فيها مثل هذا العدد من الأمريكيين من أصل إيراني.
وأضاف "ثمة جمهوريون وديمقراطيون. علماء وممثلون. كل المشارب مشاركة في ذلك."

وقال آخر من الموقعين ويدعى مارك زاندي ويعمل كبيرا للاقتصاديين لدى موديز اناليتيكس إنه رغم كثرة تعليقاته على الشئون الاقتصادية فهذه أول مرة يخوض فيها تجربة اتخاذ موقف فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.

وقد عمل زاندي مستشارا لإدارة أوباما وحملة انتخابات الرئاسة للسناتور الجمهوري جون مكين.

وقال زاندي المسجل عضوا في الحزب الديمقراطي وهو ابن لأب إيراني "لقد وقعت لأني أعتقد أن الاتفاق في صالح الولايات المتحدة."

وأضاف "ليست صفقة مثالية لكن من المؤكد أنها أفضل من عدم التوصل لاتفاق وأنها ستقلل بدرجة كبيرة احتمالات حصول إيران على سلاح نووي أو حتى رغبتها في الحصول عليه مستقبلا."

وأمام الكونجرس مهلة حتى 17 سبتمبر للبت في الاتفاق. وإذا لم يوافق الأعضاء عليه فقد يسحبون من أوباما سلطة إلغاء الكثير من العقوبات الأمريكية وتنفيذ بنود رئيسية في الاتفاق.

ومن المتوقع أن تنفق جماعات النشطاء المعارضين للاتفاق ملايين الدولارات في السعي لاقناع أعضاء الكونجرس برفض الاتفاق.

وقال دارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لشركة اكسبيديا للحجز السياحي عبر الإنترنت إنه لا يأخذ في العادة مواقف سياسية علنية لكن هذه القضية كان لها أهمية شخصية خاصة لديه.