قرار تركيا دخول الحرب ضد داعش فى إطار التحالف الدولى بكل ما حظى به من احتفاء أمريكى على الصعيد الرسمى والإعلامى لم يخرج إدارة هذه الحرب من دائرة التخبط وخلق بؤرة جديدة للصراعات، خصوصا فى الدول التى تدور على أرضها هذه الحرب.
الرئيس التركى أردوغان التقط فرصة القرار لتحقيق مكاسبه الخاصة على الصعيد الداخلى والخارجى، أردوغان يجد فى القرار التركى الحل المناسب لتخفيف آثار «صفعة» التراجع الشعبى فى نتائج الانتخابات الأخيرة والتى أنهت حكم حزبه المتفرد، كما مكنت الحزب الكردى القومى «حزب الشعب الديمقراطي» من حصد ٦٠ مقعدا فى البرلمان، بالإضافة إلى أحزاب أخرى، مما يشكل عائقا أمام حزب العدالة لتشكيل حكومة ائتلافية مع معارضة كل الأحزاب التركية لسياسات أردوغان، قرار الحرب قد ينجح إما فى خفض أصوات الأحزاب المعارضة بذريعة هذا الهدف باستثناء الحزب الكردى، أو يكون فرصة أردوغان المناسِبة لخلط الأوراق وإفشال ما تحقق للأحزاب الأخرى فى الانتخابات الأخيرة، والتى أظهرت حزبه فى صورة العاجز عن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
اتخاذ قرار الحرب ذريعة لعودة شن الهجمات العسكرية على شمال العراق ضد حزب العمال الكردستانى، رغم دوره فى تطويق تمدد داعش تحديدا فى طرد التنظيم من منطقة «جبل سنجار»، وإنقاذ الأزيديين والعديد من مناطق الشمال بمباركة أمريكية من المؤكد سيخلق المزيد من التخبط على «أرض المعركة».
البداية كانت مع التصريحات الاحتجاجية الصادرة عن مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان، خصوصا مع تناقضات الموقف الأمريكى ببين إشادة وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر، خلال لقائه مع برزاني، بالدور النموذجى الذى يؤديه مقاتلو الأكراد «البيشمركة» فى الحرب ضد داعش، بينما يصدر فى اليوم التالى تصريح رسمى أمريكى يُصنِّف حزب العمال كمنظمة إرهابية! مانحا تركيا حق الدفاع عن أمنها، وهو ما دعا برزانى إلى تغيير خطابه ومطالبة حزب العمال بالرحيل عن شمال العراق.
تركيا أيضا تعتمد فى إطلاق يدها العسكرية فى شمال العراق على أحد بنود معاهدة وقعت مع صدام حسين قبل ٢٠٠٣، تسمح لها بالتوغل مسافة ٢٥كم داخل الحدود العراقية لمطاردة حزب العمال.
بصرف النظر عن تداعيات فتح تركيا جبهتى حرب، إحداهما مع حزب العمال الكردستاني، مما قد يؤدى إلى انسحابات فى صفوف قوات «البيشمركة» المتحالفة مع أمريكا فى الحرب على داعش، وهو ما حدث مؤخرا مع انسحاب هذه القوات من الطريق الدولى الرابط بين محافظتى كركوك-نينوى، ليقع بسهولة فى يد داعش ويصبح هذا المحور خط إمداد مثاليا لنقل معدات وإمدادات ومقاتلى داعش بين سوريا-العراق.
عودة اشتعال الصراع التركي-الكردى سيلقى بظلاله على كل الدول المحيطة التى تحتوى أقليات ضمن شعوبها، على الصعيد الأمنى يتصاعد القلق التركى من أن النجاحات التى حققتها على داعش قوات «البشمركة» فى العراق و«وحدات حماية الشعب» الكردية فى سوريا قد تغذى الطموحات الكردية وترفع سقف طموحاتهم السياسية إلى الداخل التركى، مع وجود تمثيل برلمانى وحالة حشد شعبى دفعت أكراد تركيا إلى القيام بعدة أنشطة احتجاجية على القصف التركى لحزب العمال، وليس مستبعدا تحول هذه المظاهر إلى عمليات عنف تهدد الأمن التركى دوليا. آثار الرفض الأمريكى للمقترح التركى بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا المزيد من القلق خصوصا أن السيطرة على هذه المنطقة تمثل للطموحات التركية حائط الصد المنيع أمام إقامة دولة كردية تمتد من العراق إلى سوريا.
القرار التركى لا يأتى بمعزل عن مناورات التنافس على المصالح تحت لواء الحرب الدائرة على أرض العراق ضد داعش، إذ لا تنقطع الاتهامات التركية ضد قيام إيران بدعم وتمويل الجناح العسكرى لحزب العمال، مما قد يزيد من اندفاع الحزب نحو «الحضن الإيراني» ويهدد بنقل هذا الصراع إلى العراق الذى يعانى من تحديات أمنية وسياسية وعسكرية تجعله فى غنى عن المزيد من الصراعات الإقليمية على أرضه والتى ستزيد من التخبط الأمنى والعسكرى الذى تعانى منه خطط إدارة الحرب ضد داعش فى العراق.
الاتفاق النووى الأمريكي-الإيرانى استدعى بدوره المزيد من القلق التركي كما حدث مع كل الدول المعنية فى المنطقة، مما دفعها إلى تغيير موقفها الرافض للدخول ضمن قوات التحالف الدولى، ودعاها إلى البحث عن «صفقتها الخاصة» التى ستحقق لها على الصعيد الخارجى عودة الدفء إلى العلاقات التركية-الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى، وفتح نافذة حوار مع المملكة السعودية قد تؤتى ثمارها إذا ما قررت تركيا القيام بمراجعات سياسية بعيدا عن «كوابيس» الخلافة العثمانية الإسلامية التى قلصت شعبية أردوغان وحزبه، وأدخلت تركيا فى أزمات سياسية بعدما أوقعت «أوهام» الزعامة أردوغان تحت سيطرة حالة الغضب الجنونية التى تنتابه كلما بدأت مصر جنى ثمار قرارها الشعبى الذى أصرت على تحقيقه يوم ٣٠ يونيو.
الرئيس التركى أردوغان التقط فرصة القرار لتحقيق مكاسبه الخاصة على الصعيد الداخلى والخارجى، أردوغان يجد فى القرار التركى الحل المناسب لتخفيف آثار «صفعة» التراجع الشعبى فى نتائج الانتخابات الأخيرة والتى أنهت حكم حزبه المتفرد، كما مكنت الحزب الكردى القومى «حزب الشعب الديمقراطي» من حصد ٦٠ مقعدا فى البرلمان، بالإضافة إلى أحزاب أخرى، مما يشكل عائقا أمام حزب العدالة لتشكيل حكومة ائتلافية مع معارضة كل الأحزاب التركية لسياسات أردوغان، قرار الحرب قد ينجح إما فى خفض أصوات الأحزاب المعارضة بذريعة هذا الهدف باستثناء الحزب الكردى، أو يكون فرصة أردوغان المناسِبة لخلط الأوراق وإفشال ما تحقق للأحزاب الأخرى فى الانتخابات الأخيرة، والتى أظهرت حزبه فى صورة العاجز عن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
اتخاذ قرار الحرب ذريعة لعودة شن الهجمات العسكرية على شمال العراق ضد حزب العمال الكردستانى، رغم دوره فى تطويق تمدد داعش تحديدا فى طرد التنظيم من منطقة «جبل سنجار»، وإنقاذ الأزيديين والعديد من مناطق الشمال بمباركة أمريكية من المؤكد سيخلق المزيد من التخبط على «أرض المعركة».
البداية كانت مع التصريحات الاحتجاجية الصادرة عن مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان، خصوصا مع تناقضات الموقف الأمريكى ببين إشادة وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر، خلال لقائه مع برزاني، بالدور النموذجى الذى يؤديه مقاتلو الأكراد «البيشمركة» فى الحرب ضد داعش، بينما يصدر فى اليوم التالى تصريح رسمى أمريكى يُصنِّف حزب العمال كمنظمة إرهابية! مانحا تركيا حق الدفاع عن أمنها، وهو ما دعا برزانى إلى تغيير خطابه ومطالبة حزب العمال بالرحيل عن شمال العراق.
تركيا أيضا تعتمد فى إطلاق يدها العسكرية فى شمال العراق على أحد بنود معاهدة وقعت مع صدام حسين قبل ٢٠٠٣، تسمح لها بالتوغل مسافة ٢٥كم داخل الحدود العراقية لمطاردة حزب العمال.
بصرف النظر عن تداعيات فتح تركيا جبهتى حرب، إحداهما مع حزب العمال الكردستاني، مما قد يؤدى إلى انسحابات فى صفوف قوات «البيشمركة» المتحالفة مع أمريكا فى الحرب على داعش، وهو ما حدث مؤخرا مع انسحاب هذه القوات من الطريق الدولى الرابط بين محافظتى كركوك-نينوى، ليقع بسهولة فى يد داعش ويصبح هذا المحور خط إمداد مثاليا لنقل معدات وإمدادات ومقاتلى داعش بين سوريا-العراق.
عودة اشتعال الصراع التركي-الكردى سيلقى بظلاله على كل الدول المحيطة التى تحتوى أقليات ضمن شعوبها، على الصعيد الأمنى يتصاعد القلق التركى من أن النجاحات التى حققتها على داعش قوات «البشمركة» فى العراق و«وحدات حماية الشعب» الكردية فى سوريا قد تغذى الطموحات الكردية وترفع سقف طموحاتهم السياسية إلى الداخل التركى، مع وجود تمثيل برلمانى وحالة حشد شعبى دفعت أكراد تركيا إلى القيام بعدة أنشطة احتجاجية على القصف التركى لحزب العمال، وليس مستبعدا تحول هذه المظاهر إلى عمليات عنف تهدد الأمن التركى دوليا. آثار الرفض الأمريكى للمقترح التركى بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا المزيد من القلق خصوصا أن السيطرة على هذه المنطقة تمثل للطموحات التركية حائط الصد المنيع أمام إقامة دولة كردية تمتد من العراق إلى سوريا.
القرار التركى لا يأتى بمعزل عن مناورات التنافس على المصالح تحت لواء الحرب الدائرة على أرض العراق ضد داعش، إذ لا تنقطع الاتهامات التركية ضد قيام إيران بدعم وتمويل الجناح العسكرى لحزب العمال، مما قد يزيد من اندفاع الحزب نحو «الحضن الإيراني» ويهدد بنقل هذا الصراع إلى العراق الذى يعانى من تحديات أمنية وسياسية وعسكرية تجعله فى غنى عن المزيد من الصراعات الإقليمية على أرضه والتى ستزيد من التخبط الأمنى والعسكرى الذى تعانى منه خطط إدارة الحرب ضد داعش فى العراق.
الاتفاق النووى الأمريكي-الإيرانى استدعى بدوره المزيد من القلق التركي كما حدث مع كل الدول المعنية فى المنطقة، مما دفعها إلى تغيير موقفها الرافض للدخول ضمن قوات التحالف الدولى، ودعاها إلى البحث عن «صفقتها الخاصة» التى ستحقق لها على الصعيد الخارجى عودة الدفء إلى العلاقات التركية-الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى، وفتح نافذة حوار مع المملكة السعودية قد تؤتى ثمارها إذا ما قررت تركيا القيام بمراجعات سياسية بعيدا عن «كوابيس» الخلافة العثمانية الإسلامية التى قلصت شعبية أردوغان وحزبه، وأدخلت تركيا فى أزمات سياسية بعدما أوقعت «أوهام» الزعامة أردوغان تحت سيطرة حالة الغضب الجنونية التى تنتابه كلما بدأت مصر جنى ثمار قرارها الشعبى الذى أصرت على تحقيقه يوم ٣٠ يونيو.