الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

في ذكرى"العاشر من رمضان".. يجب استلهام روح أكتوبر لمكافحة الإرهاب في سيناء.. النصر تحقق بالاستعداد الجيد واليقين بالله.. والإرادة السياسية أهم خطوة في التخطيط العبقري للمعركة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تأتي ذكرى العاشر من رمضان هذا العام والتي صادفها انتصار 6 أكتوبر 1973، عام 1393هـ في أجواء مختلفة ربما عن السنوات الماضية وخلال العقود الأربعة وقد عادت أرض سيناء عزيزة إلينا بعد تحريرها من أيدي المحتل الصهيوني الذي اغتصبها ما يزيد عن 6 سنوات، استطاع الجيش المصري بجنوده وقياداته استلهام روح ودروس رمضان "شهر الصبر" ليضربوا أروع المثل في إنجاز نصر غال على قلوب المصريين والمسلمين حيث كانت الحرب قومية ذات بعد ديني جسد العداء بين المسلمين واليهود، وربما كانت أحداث التاريخ الإسلامي ملهما قويا فيتلك الأيام العصيبة من تاريخ مصر، ففي السنة الثامنة من الهجرة وفي مثل هذا اليوم بدأ الرسول صلوات الله وسلامه عليه وجشه العرمرم في التحرك نحو مكة ليفتحها ويحرر البيت الحرام من الأوثان وقد مكنه الله من ذلك دون قتال، فكانت البشرى بالنصر لأن الله وعد عباده المؤمنين بالنصر طالما اخلصوا العمل وأخذوا بالأسباب وتوكلوا عليه.
يؤكد الدكتور طارق عبد الحميد الداعية والباحث الإسلامي أن انتصار العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر 1973 لم تكن لسبب واحد بل لأسباب منها أنه كان في شهر من أفضل الشهور عند الله حيث اختصه بنزول القرآن على نبيه (ص) وثواب العمل والعبادات فيه مضاعف لما فيه من العناء والتعب أثناء الصيام، وكان هذا من أهم العوامل النفسة التي ربما تأكدت في نفس الجندي المصري قبيل خوضه المعركة، لأن اليقين بالله والإيمان بوعد الله تعالى في قوله "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم"، وهو ما كان بمثابة البشرى من الله بالنصر.
وبين عبد الحميد أن هناك ذكريات وانتصارات أخرى في هذا الشهر الكريم تضاف إلى سجل انتصارات المسلمين خاصة في نفس اليوم، فكان في يوم العاشر من رمضان في السنة الثامنة من الهجرة أن بدأ الجيش الإسلامي وعلى رأسه أعظم قائد للإنسانية محمد "ص" التحرك قبلالة مكة المكرمة ليفتحها ويحررها من الشرك والكفر بعد أن استغاث بع بعض حلفائه حيث عمد المشركون إلى قتلهم ومطاردتهم.
ومن الناحية العسكرية أوضح لنا اللواء طيار محمد زكي عكاشة الخبير العسكري وقائد سرب في حرب أكتوبر أن معركة تحرير التراب المصري كانت وتظل درسا مشرفا يدرس في أكاديميات اعلوم العسكرية بخططه وتجهيزاته، وما ترتب عليه من تغييرات في المنطقة، مشيرا إلى أن هناك دروسا عظيمة مستفادة من هذا النصر العظيم أهمها الإرادة السياسية في تحقيق الأهداف حيث كانت قدرت الجيش المصري بعد هزيمة 1967 تكاد تكون معدومة لكن القرار السياسي للرئيس عبد الناصر بإعادة بناء الجيش المصري وقد قام بإجرار تغييرات في القيادات وهو ما كان يعتبر أهم خطوة بدأ بها الإعداد لنصر أكتوبر المجيد.
وعبر عكاشة عن فخره بخطط الجيش المصري وانجازاته العسكرية فيما عرف بمرحلة حرب الاستنزاف والتي كانت بروفة مهمة لحرب السادس من أكتوبر 1973 والعاشر من رمضان عام 1393هـ، حيث تكبد خلالها العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، وكانت فترة كافية لإعادة بناء قدرات الجيش المصري أخذا بأساليب وطرق التخطيط الحديث في العلوم العسكرية فكانت المناورة والتغطية المخابراتية الناجحة التي جعلت العدو يتغافل عن استعداد الجيش المصري للحرب، إضافة إلى التدريبات الشاقة لجميع الأسلحة والتخصصات قبل المعركة.
وشدد الخبير العسكري أن أجنحة وأسلحة الجيش المصري عملت بشكل متناغم في سمفونية عزف جماعي عبرت عن روح الجندي المصر وصلابته وعزمه ورغبته في تحقيق النصر بعون الله وتوفيقه، منوها إلى أن اختيار قرار الحرب في شهر رمضان كان له أثر عظيم على نفوس الجنود فإذا تحقق النصر فهو في شهر مبارك الثواب فيه مضاعف وإذا كانت الشهادة فهو الفوز بالجنة، ما جعل الجنود لا يهابون الموت في سبيل تحرير تراب مصر الغالي، مطالبا باستحضار روح العاشر من رمضان والاستفادة من دروسه في مكافحة الإرهاب الذي عاد من جديد ليطل برأسه من سيناء.