الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

باحث آثري يستعرض أعداء مصر من الهكسوس للحيثيين

 الهكسوس
الهكسوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الباحث الآثري أحمد عامر، أن الله سبحانه وتعالى منح مصر حدودًا طبيعية تحميها من أي أخطار سواء كانت طبيعية أو من هجمات المغيرين عليها، إلا أن حضارتها المشرقة وخيراتها الوفيرة جعلت من أرضها وثرواتها مطمعًا لمن حولها منذ بداية التاريخ.
وإعتبر المصريون وطنهم هو مركز العالم المسيطر في الوقت الذي رأوا فيه بقية الشعوب المحيطة هم وجميع أربابهم بمثابة تابعين لمصر وأربابها فقد كانت مصر من وجهة نظرهم هي موطن "الماعت" أي الحق والعدل والنظام في حين أن الأقوام الأجنبية المحيطة بها هي أراضي الفوضي وعدم النظام والتي يسيطر عليها المعبود "ست" إله الشر، وقد صور ملوك الفراعنة الأقوام الأجنبية بشكل رمزي على شكل أقواس يطأ الملك قدميه عليها في دلالة على السيطرة والغلبة عليهم.
وفي تصريحات صحفية اليوم أشار "عامر" إلى أن "الهكسوس" كانوا من أشهر وأشد أعداء مصر القديمة فمع تعرض مصر لحالة من الضعف والهوان بعد نهاية الدولة الوسطي بدأ بعض الأقوام من آسيا بالاستقرار في مصر والتغلغل في شئونها عرفوا تحت مسمى "الهكسوس"، وكلمة "الهكسوس" لسيت اسمًا ساميًا أو آريًا ولكنها كلمة مصرية وهي تحريف للقب معروف منذ الأسرة الثانية عشرة وهو "حقاو خاسوت" وتعني حاكم البلاد الأجنبية،وقد أجمعت النصوص المصرية على كون "الهكسوس" قومًا مخربين أذلوا مصر وخربوا معابدها وهي نظرة المصريين لهم بدافع الوطنية الخالصة أو بدافع زهو الملوك أو فخرهم بإصلاح ما أفسدته تلك الأقوام،أما عن سوء معاملتهم فهذا أمر طبيعي فقد عامل "الهكسوس" المصريين في بادئ الأمر بغلظة وأهانوا معبوداتهم كما إحتفظوا بعادتهم وتقاليدهم ولكن سُرعان ما قلدوا ملوك مصر في أزيائهم وألقابهم وتقاليدهم الملكية وتكلموا لغة المصريين وعبدوا معبوداتهم ومع ذلك لم يتمكنوا من القضاء على الروح الوطنية من البلاد بل على العكس كانت تلك الروح تقوي مع الأيام فقد حمل لواء المقاومة مجموعة من الأمراء الوطنيين من طيبة الذين أبوا أن تظل بلادهم مُدنسة تحت أقدام عدو غاشم وبدأت الحروب بين الطرفين على يد أحد ملوك طيبة وهو الملك "سقنن رع" وولدية "كامس" و"أحمس" وقاد أحمس الجيوش وهزم "الهكسوس" في أكثر من موقع حتى قاد المعركة النهائية ونجح في التغلغل في آسيا،والتي عُرفت في مصادر التاريخ باسم حرب التحرير.
وذكر أن مصر القديمة عرفت عدوًا آخر مع بناء إمبراطوريتها وهم "الحيثيون" تلك الأقوام الهندوأروبية التي كونت مملكة قوية في القرن ال 16ق.م وقد دخلت في سجال عنيف بدأ في عصر الملك "تحتمس الثالث" الذي قاد حروبًا شعواء ضد الأمراء الموالين لها وسجل التاريخ معركة شهيرة تُدرس حتى الآن في الأكاديميات العسكرية حتى يومنا هذا وهي معركة "مجدو" التي نجح فيها الملك "تحتمس الثالث" في محاصرة تلك المدينة المحصنة وسحق هولاء الأُمراء بعد حصار دام سبعة اشهر، وقد استمر هذا الصراع بين مملكتي مصر والحيثيين حتى بلغت ذروتها في عهد الملك "رمسيس الثاني" الذي قاد ضدهم واحدة من أشهر معارك مصر القديمة وهي "معركة قادش" تلك المعركة التي قاد فيها الملك رمسيس الثاني جيشًا قوامه عشرون ألفًا من الجنود والضباط وقسم جيشها إلى أربعة فيالق أطلق عليهم أسماء آلهة مصر الرئيسية وهم "آمون"و"رع"و"بتاح"و"ست" وعلي الرغم من استخدام "مواتلي" ملك الحيثيين أساليب غير شرعية وتضليل المصريين بمجموعة من الجواسيس وحاصر فيلق "آمون" لكن وصول باقي الجيش المصري جعله يدير دفة المعركة ويحول هزيمته إلى نصر مؤزر وقد سُجل هذه الانتصار على جدران معبد رمسيس بأبيدوس والكرنك بمعبد الأقصر.
كما سرد تلك الملحمة العظيمة أحد كتبة الملك ويُدعي "بنتاؤور" الذي قام الملك بنفسه بإملائه أحداث المعركة خلال العام التاسع من حُكمه وهي محفوظة في ثلاث برديات، وبعد عهد الملك "رمسيس الثاني" جاء لون آخر من الهجرات الهندوأوربية عرفت باسم "شعوب البحر" وقد إحتلت جزر البحر المتوسط، وقد تألفت من مجموعات كبيرة من قبائل متعدده حيث جاء البعض منهم ومعهم نساؤهم وأطفالهم على عربات تجرها ثيران والبعض الآخر على سفن حربية إلا أن الملك "رمسيس الثالث" تمكن من صدهم وإحباط هجماتهم الإستيطانية ونجح في القضاء على أسطول "شعوب البحر" وتدمير جيشهم البري، وبذلك لم تنقذ مصر نفسها فحسب بل أنقذت غرب آسيا معها وقد حفظت لنا جدران معبد مدينة "هابو" صورًا مفصلة لتلك المعارك البرية والبحرية.
وأشار "عامر" إلى أنه على مر العصور والعسكرية المصرية تحمي حدود مصر من أعدائها وتُسجل على صفحات التاريخ معارك خالدة على يد أبنائها البواسل ورجالها الأشداء أحدثها حرب أكتوبر المجيدة عام 73 التي استعاد رجال مصر كرامتها ودحروا العدو الإسرائيلي من أرض سيناء الحبيبة لتعود إلى أحضان الوطن الأم مرة أخرى بعد سلسلة من المعارك العنيفة التي ظهرت فيها بسالة الجندي المصري أعظم أجناد الأرض وتخطيط قادته عباقرة التخطيط العسكري الذين دُرست خططهم في تلك الحرب في أغلب الأكاديميات العسكرية في العالم.