الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

خريف إيران

عاصفة الحزم
"عاصفة الحزم"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرًا ما يفخر أركان النظام الإيراني، بتصريحاته «النارية» ضد الولايات المتحدة الأمريكية، التي طالما وصفوها بـ «الشيطان الأكبر»، وتصدروا مشهد المدافع الأول عن حلم «الوحدة الإسلامية» بين بلدان الشرق الأوسط، والتي تثبت الأحداث يومًا بعد يوم أنه كان مجرد «تقية سياسية» من «نظام الملالي».
وخلال الأيام القليلة الماضية، استيقظت إيران على مفاجأة ارتداد «الأسهم» التي طالما وجهتها إلى بلدان المنطقة، حاملة في نصولها قوات عسكرية وتنظيمات سياسية منها: «الحوثيون في اليمن، حزب الله في لبنان، بعض الموالين في العراق»، إلى نحرها، عبر مفاجأتها من قبل العرب الذين كونوا «تحالفا عسكريا موحدا» لرد الشرعية في اليمن والحفاظ على استقرار موطن دينهم السنى المتمثل في المملكة العربية السعودية.
اعتقدت «طهران»، صاحبة التاريخ من المواجهات العسكرية مع العرب، كان آخرها الحرب العراقية، في تسعينيات القرن الماضي، أنها ستواجه طرفًا واحدًا أو اثنين، لتفاجأ بأطراف عديدة «صدقت النية والعهد» على حماية أمن المنطقة، ليدخل طرف المعادلة بجانب مصر والسعودية ودول التحالف العربى المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» كل من باكستان وأفغانستان، بجانب ما تواجهه من رفض «دولي» للاتفاق النووى الإطارى مع عدوها الأول وحليفها الحالى أمريكا.


"التحالف العربي" لإيران: "لكم تهديداتكم ولنا ميدان المعركة"
"عاصفة الحزم" تحاصر اليمن برًا وجوًا وتمنع طائرات وسفن إيران.. و"باب المندب" يخضع للبحرية المصرية
قائد بالجيش الإيراني: "الندم" مصير من يهدد "طهران" ومسئول دينى يدعو لـ "تحرير الحرمين الشريفين"
تجاهلت مصر والسعودية والقوات المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن، مواصلة قادة عسكريين ورجال دين إيرانيين، إطلاق تصريحاتهم النارية وتهديداتهم العنترية ضد القاهرة والرياض، واللتين اختارتا أن تكون التحركات الواقعية على الأرض أبلغ رد.
وتحركت قوات «عاصفة الحزم»، لفرض حصار بحرى وجوى على اليمن، ومنع الطائرات الإيرانية من الاقتراب لمجالها الجوى، فضلًا عن منع سفنها من الدخول للمياه الإقليمية اليمنية. وأعلنت السعودية، أنها لن تسمح لأى دولة خارجية أن تمد الحوثيين بالأسلحة أو أن تقدم لهم أي دعم، في الوقت الذي أعلن فيه العميد أحمد العسيرى المتحدث باسم «عاصفة الحزم»، وجود الكثير من الأدلة حول تورط إيران رسميا في دعم الحوثيين وقتل الشعب اليمني.
وفرضت البحرية المصرية سيطرتها الكاملة على منطقة جنوب البحر الأحمر، ورغم إعلان إيران إرسال قطعتين بحريتين مؤخرا لخليج عدن، لحماية مصالحها البحرية، إلا أن تلك السفن لم تدخل «باب المندب» وتراقب الوضع من بعيد.
وجاء التحرك العربى أبلغ رد على تصريحات قائد القوات البرية بالجيش الإيرانى، أحمد رضا بوردستان، والذي زعم خلال تصريحات لوكالة «فارس» الرسمية للأنباء، أن الجيش الإيرانى هو أقوى جيوش المنطقة، وقادر على هزيمة أي جيش آخر، مضيفا: «أي دولة ستفكر في تهديد المصالح الإيرانية ستندم».
وأشار «بوردستان»، أثناء مشاركته في عرض لقوات مركز «الإسناد والتدريب» بطهران، إلى أن الفترة الماضية شهدت ارتقاء بالقدرات الدفاعية للقوات المسلحة للجيش الإيرانى، لافتا إلى أن إيران ترصد كل التحركات العسكرية ليس فقط على الحدود، بل أبعد من ذلك وفى المنطقة وخارجها، وأن معطيات عملية الرصد تخضع لتحليل الخبراء الدفاعيين، في إشارة واضحة إلى الإعلان عن مناورة إستراتيجية ضخمة على الأراضى السعودية.
وكان «بوردستان» هدد من قبل بتفجير السعودية، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة «طهران تايمز»: «الجيش السعودى هو جيش مرتزقة»، بحسب زعمه، وأضاف: «أنصح السعودية بالكف عن العدوان لأنها ستمنى بهزيمة كبيرة، ونحن نشهد آثار الهزيمة عليهم، رغم أنه لم تطلق أي قذيفة صوبهم، فما بالهم لو انفجرت عدة مفرقعات في الرياض».
ولم يتوقف الهجوم الإيرانى على المسئولين العسكريين فقط، بل امتد أيضا إلى المرجعيات الدينية الشيعية، والتي تعتبر السعودية والأزهر الشريف في مصر عدوها الأول. وشن المرجع الدينى آية الله عبد الله جوادى آملى، هجوما حادا على المملكة وكرر دعوات سابقة باحتلال السعودية وبسط النفوذ الشيعى على الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، وقال زاعما في تصريحات نقلتها «وكالة فارس»: «إدارة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة يجب أن يتولاها أناس أتقياء وليس نظام آل سعود». وقال: « لا يجب التعويل على الحكومات، بل على الشعوب الإسلامية أن تفكر بتحرير الحرمين الشريفين من قبضة آل سعود وهو بمثابة الجهاد الأكبر».

باكستان.. إسلام آباد تعلن استعدادها لنقل الحرب إلى قلب «طهران»

تزايدت مؤخرًا حدة الأزمات والمشكلات التي تعانى منها إيران على حدودها الشرقية، وتحديدا مع أفغانستان وباكستان، وهى الجبهة التي ظلت آمنة لسنوات طويلة، رغم الصراعات المسلحة، وانتشار التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها «القاعدة وطالبان».
وقررت حركة «طالبان»، كسر حالة «الحياد» على الحدود الشرقية مع إيران، وإنهاء حالة السلام والاتفاق الضمنى بين الطرفين، وأعلنت استعدادها لتحويل المنطقة الحدودية إلى «جحيم»، ردا على جرائم «الحرس الثوري» في المنطقة وتهديداته المستمرة للملكة العربية السعودية والدول السنية.
وهددت «طالبان»، عبر مواقع إخبارية وحسابات تابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، بإرسال ١٠٠ «انتحاري» من الحركة إلى طهران، لتنفيذ ما وصفته بـ«العمليات الاستشهادية ضد الفرس»، ردا على تهديدها المستمر لمقدسات المسلمين، وتلويحها باستخدام القوة في وجه الرياض، مبدية استعدادها لشن «حرب مقدسة» بواسطة مقاتليها ضد إيران.
ووفقا لمصادر قبلية بباكستان، فإن «طالبان»، التي تتواجد في المنطقة الجبلية على الحدود الباكستانية والأفغانية، عقدت اجتماعًا على مستوى القيادات العليا في إقليم «وزير ستان»، بحضور ١٠٠ من قادتها وأتباعها، وأجمع الحاضرون على ضرورة حماية المقدسات، ومحاربة إيران في كل مكان تتواجد فيه، ووقف نفوذها وتمددها بالمنطقة. وجاءت تصريحات «طالبان»، بعد أيام قليلة من إعلان فصائل وحركات أفغانية مسلحة، الانضمام إلى المملكة العربية السعودية، في أي مواجهة قادمة مع إيران.


العراق.. عشائر السنة العراقية تنتفض ضدها

تواجه إيران أزمة متفاقمة في العراق، حيث فقدت ذراعها الطويلة المتمثلة في الحرس الثوري، وفشلت في إحكام سيطرتها على البلاد رغم وجود الآلاف من قوات النخبة و«فيلق القدس» التي يقودها الجنرال قاسم سليماني، الذي اختفى في ظروف غامضة.
فبينما يغيب الجيش العراقى عن المشهد، في انتظار دعم طيران التحالف الدولى بقيادة أمريكا، لمحاربة «داعش»، ذكرت مصادر عراقية لـ«البوابة» أن العشائر السنية بدأت في التكتل للانتفاض في وجه القوات الشيعية الموالية لطهران، التي دخلت تكريت وارتكبت فيها «مجزرة» بحسب تعبيرهم، بزعم طرد التنظيم.
فرغم أن إيران اعتبرت دخول الميليشيات الموالية لها إلى تكريت، انتصارا لها على «داعش»، أوضحت المصادر العراقية، أن القوات العراقية والإيرانية هربت من مديرية الرمادى بالكامل، بعد أن سيطرت على الموقف القبائل والعشائر السنية في المنطقة، وليس «داعش» كما يشاع.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اختفى تماما عن المشهد الجنرال قاسم سليماني، والذي يعتبره الإيرانيون بطلا أسطوريا، وهو الآن في مكان مجهول بعد الهزائم التي لحقت به وبقواته، ليس بسبب قوة «داعش»، بل لتكاتف العشائر السنية ورفع راية المقاومة في وجه القوات الإيرانية التي يعتبرونها قوات غازية.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، اتهمت الميليشيات الإيرانية و«الحشد الشعبي» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في تكريت والمدن السنية التي دخلتها بعد طرد قوات تنظيم داعش منها، وحذرت الحكومة العراقية من استمرار تلك الأعمال في المستقبل.
وتحاول إيران استعادة السيطرة على الأوضاع بكل السبل الممكنة.


أمريكا.. «الكونجرس» و«البنتاجون» إيد واحدة ضد النووى

تصدر موقف الكونجرس الأمريكى من الصفقة النووية الإيرانية، افتتاحيات العديد من الصحف العالمية، على اعتبار أن الصراع الدائر الآن سيُبين قدرة الجهة التشريعية على كبح جماح الملالى من جهة، ومن جهة أخرى يوضح حدود قوة الرئيس باراك أوباما، الذي تبنى سلسلة من القرارات تنم عن إساءة استخدامه لسلطاته، وبخاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية في الشرق الأوسط، وفقا لما يراه معارضوه. ففى تقرير بعنوان «صفقة الرجل الواحد»، سخرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، من أوباما الذي قالت إنه يتحايل على سلطة الكونجرس، لتمرير صفقة النووى الإيرانى، مشيرة إلى أنه إذا كانت طهران لا تزال ترعى الإرهاب في جميع أنحاء العالم، فكيف يمكن الوثوق بها على أنها شريك في اتفاق نووى.
وقالت الصحيفة، إن ارتكاب الولايات المتحدة خطأ الوثوق بإيران، سيكون الأكثر تدميرًا في العالم، منوهة بأن هناك اقتراحات لتحويل الاتفاق إلى معاهدة حتى تكون أكثر إلزاما على إيران، ووقتها يترك الأمر لدى الأمم المتحدة.
وأضافت أن الكونجرس يعمل على استعادة دوره في الشئون الخارجية التي خربها أوباما، إذ اتفقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضى، على إجراء يخول للكونجرس التصويت على صفقة إيران في غضون ٣٠ يومًا من تاريخ تقديم أوباما الأوراق الخاصة بالاتفاق للمراجعة.
وفى نفس الوقت الذي يسعى فيه الكونجرس لكبح جماح إيران، من خلال تعديل الصفقة النووية التي يعتبرها خدعة آية الله الكبرى، تتهم طهران الكونجرس بالتدخل في الاتفاق النووى، واتهم الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، الكونجرس الأمريكى بالتدخل المباشر في مصير البلاد، وأضاف أن النواب الأمريكيين يخلقون عقبات جديدة محتملة في طريق التوصل إلى اتفاق نهائى.
وفى خطاب بثه التليفزيون الإيرانى، وصف روحانى أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب، بأنهم مجموعة من المتطرفين والمرتزقة، وليس لديهم أي علاقة بالحكومة، فيما أشار التقرير إلى أن اللافت للنظر، أن الإيرانيين يصرون على رفع العقوبات الدولية، قبل الانتهاء من الاتفاق، الأمر الذي يبدو مستحيلا.
ولا يثق الكونجرس بإيران بسبب التدابير الانتقامية التي تشنها الميلشيات الشيعية ضد السنة، ودعم طهران للحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان وسوريا، و«حماس» في فلسطين، وبثها الروح العدائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وزعزعة الاستقرار بالمنطقة. وفى المقابل يستنكر البرلمان الإيرانى تصرفات الكونجرس الأمريكى، وقد علق السناتور الجمهورى جون ماكين على ذلك، بأن «الديكتاتور الإيرانى الذي لديه السيطرة الكاملة على بلاده، لن يفهم النظام الأمريكى ودور الكونجرس التشريعى».
وذكرت «وول ستريت جورنال»، أن الكونجرس ليس الجهة الوحيدة التي تعارض الصفقة الإيرانية ورفع العقوبات، إذ إن وزارة الدفاع الأمريكية أيضا تعترض وبشكل عملى، فقد كشفت العديد من التقارير أن البنتاجون ما زال يتبنى الخيار العسكري، ويعتبره من وجهة نظره مطروحا وبشدة على الطاولة.

إسرائيل.. نتنياهو يخطط لضربها ويمدها بالسلاح

كشف العديد من التقارير مؤخرا العلاقات العسكرية السرية التي تربط بين طهران وتل أبيب ولغة المصالح المشتركة بينهما على الرغم من إظهار العداء والكراهية بينهما وادعاء إيران أنها تحارب الكيان الصهيونى وتسعى لتحرير فلسطين ومحو إسرائيل من الوجود.
وكشفت مصادر دولية أن خبراء ومسؤولين إيرانيين وإسرائيليين التقوا سرا في العاصمة الأردنية عمان لإجراء مباحثات نووية نهاية العام الماضى لبحث ضرورة التعاون النووى بين البلدين والتدريب المشترك على التجارب النووية.
ونقلت وكالة روتيرز للأنباء عن «لاسينا زيربو» السكرتير التنفيذى للجنة التحضيرية لمنظمة حظر التجارب النووية الشاملة، أن إيران وإسرائيل شاركتا في اجتماعات بالأردن في نوفمبر وديسمبر الماضيين للتدريب على الكشف عن التجارب النووية السرية.
وتأتى تلك الأنباء في الوقت الذي أشارت فيه تقارير غربية إلى حصول إيران على أسلحة إسرائيلية الصنع من خلال وسطاء نمساويين.
وأكدت صحيفة «الديلى تليجراف» البريطانية ضبط شحنة أسلحة إسرائيلية مكوَّنة من قطع غيار طائرات عسكرية مهربة، كانت متوجهة إلى إيران، وتقوم وزارة الداخلية الأمريكية بالتحقيق بالشحنات العسكرية التي تم اعتراضها في اليونان، وأرسلتها السلطات اليونانية إلى الولايات المتحدة للتحقيق.
ولم تستطع السلطات الأمريكية الوصول إلى الشركة التي شحنت الأسلحة، والتي اتضح أنها مسجلة باسم مواطن بريطانى مقيم في مدينة تسالونيكى اليونانية، لكن لم يتمكنوا من العثور عليه هناك.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن السلطات الأمريكية قد تكون سرَبت المعلومات عن حوادث تهريب الأسلحة؛ بهدف تحذير إسرائيل من التدخل في المحادثات التي تجرى مع إيران.
من النسخة الورقية