السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كاتب بريطاني: مقارنة "نتنياهو" بـ"تشرشل" خطر على الأول

رئيس وزراء الاحتلال
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نوّه الكاتب البريطاني جدعون راخمان عن أن بنيامين نتنياهو بخطابه أمام الكونجرس يصبح أول قائد أجنبي يتحدث أمام هذا الصرح للمرة الثالثة منذ رئيس وزراء المملكة المتحدة الراحل وينستون تشرشل.
ورجح، في مقال نشرته الـ "فاينانشيال تايمز"، أن رئيس الكونجرس جون بينر إنما أراد تسجيل تلك المناسبة بتقديمه تمثالا لـ"تشرشل" هدية لنتنياهو.
وقال راخمان إن نتنياهو قد يكون مغرورا لدرجة أن يعتقد بالفعل أن المقارنة بينه وتشرشل في محلها؛ إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يظن نفسه تشرشل في ثلاثينيات القرن الماضي، وأنه "صوت صارخ في البرية ينذر العالم المتواطئ من شرّ ريحٍ صرصر عاتية" هي في هذا السياق طموح إيران النووي.
ورأى الكاتب أن السياسيين كافة ينبغي أن يحذروا مقارنة أنفسهم بـ"تشرشل"، مشيرا إلى أن الرئيس الأسبق جورج بوش الابن هو الآخر تلقى تمثالا لـ"تشرشل" هدية من الحكومة البريطانية واحتفظ بها في المكتب البيضاوي أثناء اجتياح العراق، لكن هذا لم يغير من الأمر شيئا.
وقال راخمان إن مقارنة نتنياهو بـ تشرشل إلى جانب كونها تضليلا خادعا للذات، فهي تحمل في طياتها خطورة على نتنياهو نفسه لسببين:
الأول، أن تشرشل، على خلاف نتنياهو، كان يتمتع بتأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي وإعجابهما معا، لكن بقبوله دعوة الجمهوريين لانتقاد سيسات رئيس ديمقراطي في عُقر داره، فإن نتنياهو يكون أقحم نفسه في قلب السياسات الداخلية الأمريكية.
ولفت راخمان إلى أن إحدى أهم نقاط القوة التي تحظى بها إسرائيل في أمريكا تكمن في كونها تحظى بتأييد قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكن نتنياهو يكشف كل يوم عن تحالفه مع الجمهوريين في الكونجرس (إحدى أعظم نقاط القوة الإسرائيلية في أمريكا تتمثل في دعم الملياردير الأمريكي اليهودي شيلدون أديلسون، الذي هو أيضا داعم أساسي للمرشحين الرئاسيين الجمهوريين).
ونبّه راخمان إلى أن هذا الموقف الحزبي دمّر الدعم الذي تحظى به إسرائيل من الديمقراطيين ممن قاطع بعضهم خطاب نتنياهو.
واعتبر راخمان أن نتنياهو غبي باستعدائه الرئيس الأمريكي والديمقراطيين من خلفه، وأكد أن تشرشل ما كان ليفعل ذلك أبدا.
ثاني أسباب الخطورة التي تنطوي عليها مقارنة نتنياهو بـ"تشرشل" يتمثل في أن الأخير لم ينجح في إغواء أمريكا بالحرب لصالح بريطانيا؛ ذلك أنه ابتداء من 1940 فما بعدها، حاول تشرشل جاهدا إقناع الرئيس فرانكلين روزفلت لكنه علم أنْ ليس في مقدوره إقناع أمريكا الفاترة بالدخول في حرب ضد هتلر، وأكد راخمان أن الهجوم الياباني على ميناء "بيرل هاربور" وقاعدته العسكرية كان سبب دخول أمريكا في الحرب، وليس قدرة تشرشل على إقناع واشنطن.
وأوضح صاحب المقال أن أهمية هذه الحقيقة التاريخية في هذا السياق هي أن مشهد خطاب نتنياهو أمام الكونجرس يخفي في كواليسه العديد من الأسئلة الأساسية عن الحرب والسلام: أن الإسرائيليين والأمريكيين يتفقون على أن إيران لا ينبغي أن تمتلك أسلحة نووية لكن لكلّ طريقته لتحقيق ذلك: فبينما تتخذ إدارة أوباما مسار الدبلوماسية، يحاول نتنياهو ترْك أوباما أمام خيار واحد هو الحرب مع إيران.
وقال راخمان إن إسرائيل تلعب لعبة خطرة إذْ تظهر في الصورة، ولو بشكل غير مباشر، وهي تضغط على أمريكا للدخول في حرب أخرى بمنطقة الشرق الأوسط.
واختتم بالقول: "إن الولايات المتحدة لا تتخذ قرار حرب أو سلام إلا بدوافع تنبع من داخل أمريكا وفي التوقيت الذي تحدده أمريكا"، وهو ما اكتشفه تشرشل في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي.