يبدو أن الليمون له نصيب وافر من الحديث عن السياسة.. شئونها وشجونها.. ويبدو أن مصطلحًا آخر له علاقة بالليمون يفرض نفسه على الأحزاب السياسية - بكل تنويعاتها وأطيافها وأيديولوجياتها - التي تخوض غمار حرب ليس من أجل الوطن، ولكن من أجل مكاسب ذاتية ومنافع شخصية أقلها الظهور بكثافة على مسرح السياسة والوقوف طويلًا تحت كشافات الأضواء الساطعة، كما تخوض أيضًا (الأحزاب) صراعًا ليس من أجل الوطن، وإنما من أجل تصفية حسابات مع أنظمة ثار عليها الشعب مرتين.. فساد نظام مبارك وفاشية وخيانة نظام الإخوان مما يعطي الفرصة لهذه الأنظمة الرد والدفاع عن نفسها فتنطلق حملات التشويه والاتهامات بين كل الأطراف ويتفرغ كل منهم للآخر للبحث عن مبررات دفاع ووسائل هجوم.. كل ذلك والوطن يئن تحت ظروف صعبة أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ويواجه مؤامرات ومخططات عربية وإقليمية ودولية!!
العدد في الليمون، هو توصيف لحالة الأحزاب والتيارات السياسية الكثيرة التي ما إن تتفق حول قضية – إذا حدث ذلك – حتى تعلن الاختلاف قبل انتهاء الاجتماع أو عقبه مباشرة، وتخرج تصريحات الخلاف إلى الفضاء ويتبادل الجميع الاتهامات.. هذا أفشل الاجتماع، وهذا لم يوافق رأينا، وهذا تحفظ.. وهذا تشكك في المسألة كلها!! ويعود الجميع إلى نقطة الصفر.. كل هذا والوقت يداهم الجميع بلا طائل ولا عائد.. كل فريق يضع مصلحته أولًا ثم يأتي أي شيء بعد ذلك حتى وإن كان الوطن.
كل هذه الأحزاب التي لا تملك غير الاسم وشقة ولافتة تثير لغطًا وجدلًا وضوضاء وصخبًا، وكأن الملايين من الأعضاء في جداول عضويتها، لا تمل ولا تكل من الشكوى أنها لم تأخذ فرصتها في الشارع ولن تستطيع أن تنافس على مقاعد البرلمان، ولا تنال حظها من الظهور الإعلامي علي شاشات الفضائيات.
الشاهد أن الرئيس السيسي عندما اجتمع بهم على مرحلتين وطلب منهم تشكيل قائمة وطنية موحدة تعمل لصالح الدولة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر فيه البلاد لم يقصد – في تقديري – البحث لنفسه عن ظهير سياسي أو بطانة يتدثر بها من تقلبات البرلمان، كما يقول لسان حال البعض.. لكنه يريد بهذا الطرح أن يصطف الجميع لبناء الدولة واستكمال مؤسساتها على قاعدة الوطنية والانتماء للدولة وليس لفرد عقب دعوة الرئيس – أو بالأحرى نصيحة الرئيس – تلقف البعض الدعوة وسعى لتشكيل قائمة وطنية، وأظن أن الاستجابة لم تكن نابعة من الحرص على مصلحة الوطن بقدر ما كانت (نحن استجبنا وعملنا اللي علينا)!! ولهذا اختلفوا وذهبت ريحهم ووقفت مصلحة كل حزب أو تيار أو جبهة حجر عثرة أمام الاتفاق على قائمة وطنية تخرج بالبلاد من مأزق التشرذم والتشظي، وفشلت المحاولات، وأظنها ستفشل لو حاول بعض آخر تكرار المحاولة وسيكون مبرر الفشل هو عنصر الوقت الذي أصبح ضاغطًا على الجميع ونحن قاب قوسين أو أدنى من بداية العملية الانتخابية التي سوف تفرز برلمانًا جديدًا هو الأخطر والأهم في التشريع خلال السنوات الخمس المقبلة لبناء مصر الجديدة التي نحلم بها.
العيب ليس في الشعب.. العيب في أحزابه - التي بعدد الليمون - التي تدعي المدنية وتختلف مع بعضها البعض، وهي تواجه الأحزاب الدينية التي يُجرّم الدستور وجودها فتبدو ضعيفة غير قادرة على صناعة موقف محدد وواضح تجاه الدولة، والعيب في نخبته السياسية التي تتغنى بحب مصر قولًا وليس عملًا!!.
العدد في الليمون، هو توصيف لحالة الأحزاب والتيارات السياسية الكثيرة التي ما إن تتفق حول قضية – إذا حدث ذلك – حتى تعلن الاختلاف قبل انتهاء الاجتماع أو عقبه مباشرة، وتخرج تصريحات الخلاف إلى الفضاء ويتبادل الجميع الاتهامات.. هذا أفشل الاجتماع، وهذا لم يوافق رأينا، وهذا تحفظ.. وهذا تشكك في المسألة كلها!! ويعود الجميع إلى نقطة الصفر.. كل هذا والوقت يداهم الجميع بلا طائل ولا عائد.. كل فريق يضع مصلحته أولًا ثم يأتي أي شيء بعد ذلك حتى وإن كان الوطن.
علينا أن نعترف أننا أمام أزمة أو حالة مرضية مزمنة منذ عودة الأحزاب منتصف سبعينيات القرن الماضي أي ما يقرب من أربعة عقود تصنع فيها أمم كثيرة تقدمًا سريعًا، لكننا – للأسف – لم نجن من التجربة غير اسمها فقط أحزاب سياسية بلا حياة حقيقية، لذلك ظلت تعاني منذ النشأة من حالة ضمور جسدي فلم تكبر أو تتمدد، وظلت في حاجة إلى تنفس صناعي لتبقى على قيد الحياة ثم تحول بعضها أو أكثرها إلى أحزاب كرتونية.. وعرفنا الحزب الصحيفة، والحزب الشقة، والحزب اللافتة، والحزب العائلة، وحزب المؤتمر الواحد والسرادق الواحد.. وهلم جرا.
بعد 25 يناير انفجرت ماسورة الأحزاب السياسية علي كل شكل ولون، وخرجت للحياة أحزاب سياسية يعجز خبراء السياسة وشئون الأحزاب حصرها أو حفظ أسمائها للدرجة التي جعلت البعض منهم يردف كلامه عن عدد هذه الأحزاب بكلمة (تقريبًا) خوفًا من الخطأ فيخرج علينا رئيس حزب ليقول.. نحن هنا لماذا تتجاهلوننا؟. كل هذه الأحزاب التي لا تملك غير الاسم وشقة ولافتة تثير لغطًا وجدلًا وضوضاء وصخبًا، وكأن الملايين من الأعضاء في جداول عضويتها، لا تمل ولا تكل من الشكوى أنها لم تأخذ فرصتها في الشارع ولن تستطيع أن تنافس على مقاعد البرلمان، ولا تنال حظها من الظهور الإعلامي علي شاشات الفضائيات.
الشاهد أن الرئيس السيسي عندما اجتمع بهم على مرحلتين وطلب منهم تشكيل قائمة وطنية موحدة تعمل لصالح الدولة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر فيه البلاد لم يقصد – في تقديري – البحث لنفسه عن ظهير سياسي أو بطانة يتدثر بها من تقلبات البرلمان، كما يقول لسان حال البعض.. لكنه يريد بهذا الطرح أن يصطف الجميع لبناء الدولة واستكمال مؤسساتها على قاعدة الوطنية والانتماء للدولة وليس لفرد عقب دعوة الرئيس – أو بالأحرى نصيحة الرئيس – تلقف البعض الدعوة وسعى لتشكيل قائمة وطنية، وأظن أن الاستجابة لم تكن نابعة من الحرص على مصلحة الوطن بقدر ما كانت (نحن استجبنا وعملنا اللي علينا)!! ولهذا اختلفوا وذهبت ريحهم ووقفت مصلحة كل حزب أو تيار أو جبهة حجر عثرة أمام الاتفاق على قائمة وطنية تخرج بالبلاد من مأزق التشرذم والتشظي، وفشلت المحاولات، وأظنها ستفشل لو حاول بعض آخر تكرار المحاولة وسيكون مبرر الفشل هو عنصر الوقت الذي أصبح ضاغطًا على الجميع ونحن قاب قوسين أو أدنى من بداية العملية الانتخابية التي سوف تفرز برلمانًا جديدًا هو الأخطر والأهم في التشريع خلال السنوات الخمس المقبلة لبناء مصر الجديدة التي نحلم بها.
العيب ليس في الشعب.. العيب في أحزابه - التي بعدد الليمون - التي تدعي المدنية وتختلف مع بعضها البعض، وهي تواجه الأحزاب الدينية التي يُجرّم الدستور وجودها فتبدو ضعيفة غير قادرة على صناعة موقف محدد وواضح تجاه الدولة، والعيب في نخبته السياسية التي تتغنى بحب مصر قولًا وليس عملًا!!.