الوجه الآخر..عفاف راضي: أنا مهووسة بالغناء منذ صغرى وتعلمت على يد أساتذة كبار..الرئيس عبد الناصر استبشر بصوتي وبليغ حمدي أثر في حياتي.. أتواصل مع الأجيال الجديدة ..أغنياتي تعيش في وجدان الناس
ذاكرة الساحة الغنائية المصرية هي الأرشيف الحقيقي لتاريخ أي مطرب أو مطربة ، وشهد تاريخ الغناء وجود عدد من النجوم والنجمات الكبار الذين أثروا الساحة الفنية بعشرات الأغاني التي لا تعد ولا تحصي، وتركوا من خلالها بصمة مضيئة عبر تاريخهم، من هؤلاء المطربات كريستالة الغناء المصري المطربة عفاف راضي التي رغم ابتعادها الا انها متواجدة بإحساسها العالي وصوتها العذب.
التقت معها «البوابة نيوز» أكثر من مرة لتكشف عن الوجه الآخر وتتحدث عن تاريخها الفني وتطرقنا معها الى الجانب الإنساني وأسرار تبوح بها لأول مرة:
قالت عفاف راضي؛ مررت بالعديد من المراحل من الصبا إلي النضوج وراضية عن جميع مراحل حياتي وأكثر الشخصيات التى تأثرت بها فى حياتى هو والدى رحمة الله عليه، فكان له دور كبير فى حياتي العملية و الخاصة وكان للراحل العظيم بليغ حمدى أثر فىّ للغاية كإنسانة وفنانة.
وأضافت ظهرت وسط جيل من عمالقة الغناء، لكن نحجت أن أكون لونا خاصا بى ويرجع الفضل فى ذلك إلى العظيم الراحل بليغ حمدى، لأنه هو من بدأ معى وعرف جيدا كيف يترك بصمة ويختار لى الكلمات التى أدخل بها قلوب الناس. وتربيت علي مبادئ وعادات وتقاليد معينة لا أحيد عنها منذ صغري والزمن لن يغيرنى قط لأن تلك العادات هى أصول راسخة بداخلى مشيرة إلي أن هناك الكثير من الأشياء فى حياتها أخطأت بها ولم تتمن فعلها إطلاقا وقالت؛ لا أريد أن أذكرها أو أخوض فيها الآن.
وعن طبيعة شخصيتها قالت: أنا إنسانة صادقة وطبيعية إلى أقصى درجة ممكنة وبالنسبة لى أرى أن لكل مقام مقال، فمثلا عندما أتحدث مع مذيعة فى التليفزيون وأجلس أمامها، ردى يكون فى إطار الحديث فجرأتى متوقفة على نوع الموضوع الذى يطرح أمامى ويقف ذهنى عن التفكير مع الذى لا يفهم أو يتقبل الرأى الآخر، وبالنسبة لى أفضل الصمت كثيرا والاستماع فى أغلب الأوقات وأرد على ما أسئل فيه فقط ولا أتحدث لمجرد الكلام فقط فأنا طبيعة شخصيتى هادئة للغاية.
عن أصعب فترات حياتها قالت: مررت بأيام صعبة للغاية ، وكان أصعبها هو فراق أشخاص عزيزة فى حياتى وأحدثها مؤخرا وفاة زوجى حيث كانت وفاته فاجعة أليمة علىّ، وأيضا أصعب لحظات هى فراق والدى ووالدتى اللذين كنت أعتبرهما العمود الأساسى لحياتى، وبرحيلهما فقدت روحى.
وعن توصلها مع الأجيال الجديدة أضافت : أعيش وأتواصل مع الأجيال الجديدة بأعمالى التى قدمتها وألحانى وكلماتى وأدائى، ومنذ بدأت عملى فى مجال الغناء أرى أن الوصول إلى النجومية والشهرة شىء سهل للغاية، أما المحافظة عليهما والاستمرارية على النجاح هو أمر صعب كثيرا.
وتابعبت : لم أعان من أى تجاهل إعلامى، فأنا مبتعدة بإرادتى، ومنذ ابتعادى عن الغناء أصبحت مقلة فى الظهور الإعلامى.
وعن أقرب الأغاني إلي قلبها قالت: أقرب الأغانى إلي قلبي التي قدمتها عبر مشواري الفني : "بتسأل يا حبيبى، ولمين يا قمر، ومصر هى أمى، وأغانى الأطفال أيضا".
وعادت راضي بذاكرتها قائلة :سرقنى الغناء من طفولتى، ولم أستطع عيش مرحلة الطفولة مثل باقى الأطفال، فحرمت من تلك المرحلة الجميلة التى يستمتع بها كل طفل وطفلة، وبدأت مشوارى فى الغناء فى سن أقل من ١٦ عاما من خلال برامج الأطفال، وكنت فى الصف الخامس الابتدائى حينها، حيث كان عمرى تقريبا ١٠ سنوات، بعدها قدمت أغانى للأطفال فى الإذاعة والتليفزيون، وهذا كان يأخذ حيزا كبيرا من وقتى بالإضافة إلى دراستى فى المدرسة ومعهد الكونسيرفتوار. كل تلك العوامل فرقت فى طفولتى كثيرا، ثم درست البيانو وحصلت على البكالوريوس بتقدير امتياز، فأنا منذ صغرى أعشق الغناء فهو متواجد بداخلى، ومهووسة به منذ الصغر وتعلمت على يد أساتذة كبار أعطونى الكثير والكثير فهو عشقى الأول والأخير.
وأكدت أنه على كل شخص يريد أن يكسبني أن يكون واضحا وصريحا للغاية معى، فأنا شخصية بسيطة للغاية، وأى شخص يمكن أن يكسبنى بسهولة ولكن أهم شىء أن يكون الشخص صادقا معى إلى أقصى درجة ممكنة، وإذا ترك الشخص انطباعا خاطئا، لا أحاكمه، بل أعطى له ألف فرصة، ولكنه إذا استنفد فرصه، لا أتعامل معه ثانية ولدىّ قناعة أنه ليس هناك شخص شرير أو مؤذٍ لأن تلك الصفات السيئة ناتجة عن عدة عوامل خارجية أثرت فيه نتيجة أحداث مر بها لأننى دائما أفترض فى أى شخص حسن النية.
عن أسلوبها في الحياة قالت : أنا عاطفية جدًا، وأعشق الاهتمام وأحب الصدق جدا، وفلسفتى فى الحياة هى الجدية والعمل والحدود ولدى خطوط حمراء فى الحياة، أهمها أنه منذ أن بدأت العمل فى المجال الفنى، ألا أسلك أى سلوك خاطئ على حساب وصولى للشهرة والمجد. كما أنا ساذجة للغاية وأنخدع بسهولة لأن شخصيتى بها نوع من الطيبة.
وعن علاقتها بالرئيس عبد الناصر قالت : سعادتي لا توصف عندما استبشر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بصوتي إلى درجة أنه كان يطلب من الإذاعة المصرية أن تذيع الأغاني الخاصة بي فهو كان يعي قيمة الفن جيداً.