الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بيوت الله المنهوبة.. سرقة محتويات مساجد القاهرة وتهريبها للخارج.. والكسباني: "الإرهابية" تستخدمها لتمويل أنشطتها التخريبية.. و"الآثار" تشتري 81 قطعة من مزادات لندن وتقلد المفقودات الأصلية

مسجد أحمد بن طولون
مسجد أحمد بن طولون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتعرض الآثار المصرية كل يوم للعديد من الانتهاكات ما بين إهمال وأعمال حفر خلسة، وسرقات من المتاحف والمخازن الأثرية ووصل الأمر إلى سرقة بيوت الله الأثرية في قاهرة المعز، خاصة عقب اندلاع أحداث ثورة 25 يناير 2011، حيث تعرضت لعمليات سطو واسعة، سرقت خلالها حشوات المنابر وزخارف الأبواب التي تعود للعصور الإسلامية المختلفة والتي لا تقدر بمال، نتيجة لغياب الدولة وشيوع الفوضى وتدني الأداء الأمني، ما أتاح الفرصة لعمليات السطو ونهب معظم المنشآت التاريخية في قاهرة المعز.


ورصدت جماعة "أنقذوا القاهرة التاريخية" عدة سرقات تعرضت لها المساجد التاريخية، منها سرقة الأبواب الخشبية من منبر مسجد السلطان الأشرف برسباي بالخانكة في نوفمبر 2007، وكذا سرقة حشوات منبر مسجد الطنبغا المارداني، وتم نقل جميع العناصر المسروقة والبالغ عددها 81 جزءًا إلى إحدى صالات المزادات بإنجلترا، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بشرائها وتم تركيبها بالمنبر مرة أخرى، إضافة إلى سرقة الحشوات الخشبية الزخرفية من منبر مسجد الصالح طلائع، كما تم انتزاع حشوة خشبية حجمها 20 - 40 سم من باب المدخل المُطل على حُوش قدم من مسجد الفكهاني.


وفي عام 2008 سُرقت الحشوات الخشبية من منبر مسجد جانم البهلوان، ثم عثرت الشرطة الدنماركية في كوبنهاجن على القطع المسروقة، وذلك في طرد مرسل من الولايات المتحدة الأمريكية إلى سويسرا، وتم استعادة القطع في يونيو 2014، كما تمت سرقة الشبابيك النحاسية الكبيرة التي كانت تغطي نوافذ سبيل رقية دودو عام 2010، وكذا سرقت مجموعة قيمة من الحشوات الخاصة بكرسي المصحف بمدرسة السلطان حسن في 2012، وبعدها أغلقت غرفة الضريح التي بها الكرسي ولم يسمح حتى الآن للزوار بالدخول، كما سرق المنبر بالكامل من مسجد قايتباي الرماح نهاية عام 2010، وتم انتزاع لوحة من السيراميك من جدران مسجد آقسنقر أو المسجد الأزرق.


ومن أحدث السرقات ما تعرض له مسجد أحمد بن طولون في يونيو 2014، حيث تمت سرقة مفصلات نحاسية من منبر المسجد عليها نقوش إسلامية تعود للعصر المملوكي.

والقائمة طويلة جدًا ومليئة بالمخالفات والسرقات التي تتعرض لها المعالم التاريخية الإسلامية بشكل مُمنهج، وللوقوف على قيمة تلك المسروقات وكيف تتم عملية السرقة ومن المستفيد منها استطلعت "البوابة " آراء الخبراء بمجال الآثار الإسلامية.

وقال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية: إن القطع التي سرقت من المساجد التاريخية من أنواع متميزة جدًا من خشب الساج الهندي، وهذه القطع كلما مر عليها الزمان كلما زادت قيمتها، كما أنها سرقت بعناية فائقة، من قبل مهني محترف، يعرف قيمة ما يسرق، وهناك تواطؤ بين من يقوم بالسرقة وخفر الأوقاف المعينين لحراسة تلك المساجد، فبعد أن تتم السرقة يقوم خفير الأوقاف بعمل محضر بسرقة أخشاب قديمة من المسجد، ليقدم المحضر حال تفتيش الآثار.


وأضاف الكسباني أن الزخارف التي تمت سرقتها ثمينة جدًا، حيث إن أغلبها مكون من زخارف هندسية مركبة ومرصعة بالصدف والعاج، وكذا الأخشاب القيمة التي يستخدم معها الحجر والرخام في بعض الأحيان، والتي يتم فكها بمنتهى الدقة وفي زمن قياسي وهو توقيت ما بين العشاء والفجر، وهذا عمل منظم لعصابات تدرك قيمة السرقات التي تقوم بها.

واتهم الكسباني جماعة الإخوان الإرهابية بأنها وراء تلك السرقات باعتبارها مصدرًا هامًا لتمويل أعمالها التخريبية، خاصة بعد الفتاوى التي أباحت بيع الآثار، حيث تم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي تهريب العديد من القطع الأثرية خارج البلاد، ودائمًا ما تنشط السرقات الأثرية في المناطق التي تتجمع بها التنظيمات الإرهابية، لتجذب عين الأمن تجاه أنشطتها الإجرامية والتي تكون في الغالب ستارا على ما يتم من أعمال نهب للأثار، وخير دليل أمامنا ما تقوم به "داعش" من نهب للآثار العراقية.


وقال الدكتور محمد فوزي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية: إن الآثار الإسلامية التي تمت سرقتها لها قيمة كبيرة جدًا، حيث إن أغلبها يعود للعصر المملوكي، وهي لا تقدر بمال، ولكن لدينا معهد للحرف التراثية يقوم بصناعة قطع مماثلة تمامًا للقطع المسروقة، ويتم تسجيلها وكتابة تاريخ إضافتها بدلًا من القطعة الأصلية.

وأضاف فوزي أن القطع المسروقة لم يتم تسجيلها، ولكن مشروعنا الآن بالقطاع هو تسجيل جميع القطع المنقولة التي من الممكن أن يتم فكها وسرقتها، ولدينا بالوزارة قطاع الآثار المستردة، ودورهم خاص بمتابعة المزادات الأثرية حول العالم لمعرفة ما إن كان بها قطع مصرية للعمل على استردادها، والآن يتم المرور بشكل دوري من قبل شرطة السياحة والأثار على المساجد الأثرية، وفي القريب سيتم وضع كاميرات مراقبة داخل تلك المساجد لتأمينها.