رحل عن الساحة الأدبية والثقافية الليلة الماضية الشاعر المنجي سرحان عن عمر يناهز "60 عامًا" إثر دخوله في غيبوبة بعد إجراء جراحة في دوالي المريء وإصابته بنزيف وفشل كلوي وتوقف الكبد عن العمل..
وقد أنتج الراحل للمكتبة العربية 7 دواوين من أشهرها ديوان "الولد البري".
المنجى سرحان ولد عام 1955 في محافظة سوهاج، حفظ القرآن في كتّاب قريته، وحصل منها على الابتدائية 1967، أما الإعدادية والثانوية فمن مدينة طما، خطّ أولى قصائده ومحاولاته الشعرية في سنّ العاشرة.
استمرت علاقته بالشعر وتصاعدت يومًا بعد يوم، وهى العلاقة التي تسببت في تركه كلية الهندسة والالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة سوهاج، ليتخرج في عام 1980 ضمن ثاني دفعات الكلية، بعد أن أصدر ديوانه الأول "حين يدق صمودك بابى" قبلها بعام.
ينتمي المنجى سرحان لجيل السبعينيات، الذي عبر عن حالات شتى من انكسار وتشتت الذات العربية بعد انكسار الحلم القومي في الستينيات وبعد مفاوضات الصلح مع العدو الصهيوني.
أمتلك الجملة الشعرية، وتستطيع أن تلمح أثرها عن بعد، ملك قدرة الاختزال والتعبير المكثف، بحسا رومانسيا عاطفيا شديد التدفق والتأثر.
كان احساسه المرهف بالألم وشدة تأثره بالواقع وانكساراته سيطرا على مشهده الشعري بشدة، كانت حالة البراءة والصفاء التي تمثلها القرية، في مواجهة حالة المدينة بتعقيداتها وأمورها المتداخلة، وتعددت المواجهة بين هذه الثنائية عبر قصائده المختلفة وبحالات وتعبيرات شتى للصراع بين الطيب البريء الحالم ابن القرية والصعيد، وبين عالم المدينة الجامد والجاف والسريع الفارغ من المشاعر والقيم.
المنجى سرحان من الأصوات الشعرية التي ملكت ناصية اللغة؛ يستطيع بحسن تذوقه أن يصنع تقديما وتأخيرا في الجملة أو يختار مفردة أو بنية جذلة غير مستخدمة، ليلفت انتباهك ويستحوذ عليك.
وقف على أطلال المشهد العربي حزينا متألما، يتحسر على حال الممسكين بالجمر، ويشكو - كحال براءة الريفيين- بنت المدينة الأفاقة.
نادي على شوارع القاهرة فلم تجيبه، وعاتب الصحاب لكن المادة أعمتهم وليسوا في حاجة لعتابه، نعى دماء شهداء المحاربين التي تحولت لأرصدة بنكية عند تجار السياسية والمنافقين والانتهازية..
تكررت الغربة عن الحبيبة وعن الوطن في معظم قصائده، وكانت من مضامينه الرئيسية التي غلبت عليه.
حصل الراحل على الماجستير في النقد الأدبي من جامعة عين شمس، وتدرج في الوظائف حتى اختير مديرا لتحرير مجلة عالم الكتاب التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعضو في اتحاد كتاب مصر، وبدأ كتابة الشعر وهو في العاشرة من عمره، ثم أخذ ينشره في المجلات المحلية، ثم الدوريات المصرية والعربية، وفى الإذاعات المصرية والعربية.
وقد أنتج الراحل للمكتبة العربية 7 دواوين من أشهرها ديوان "الولد البري".
المنجى سرحان ولد عام 1955 في محافظة سوهاج، حفظ القرآن في كتّاب قريته، وحصل منها على الابتدائية 1967، أما الإعدادية والثانوية فمن مدينة طما، خطّ أولى قصائده ومحاولاته الشعرية في سنّ العاشرة.
استمرت علاقته بالشعر وتصاعدت يومًا بعد يوم، وهى العلاقة التي تسببت في تركه كلية الهندسة والالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة سوهاج، ليتخرج في عام 1980 ضمن ثاني دفعات الكلية، بعد أن أصدر ديوانه الأول "حين يدق صمودك بابى" قبلها بعام.
ينتمي المنجى سرحان لجيل السبعينيات، الذي عبر عن حالات شتى من انكسار وتشتت الذات العربية بعد انكسار الحلم القومي في الستينيات وبعد مفاوضات الصلح مع العدو الصهيوني.
أمتلك الجملة الشعرية، وتستطيع أن تلمح أثرها عن بعد، ملك قدرة الاختزال والتعبير المكثف، بحسا رومانسيا عاطفيا شديد التدفق والتأثر.
كان احساسه المرهف بالألم وشدة تأثره بالواقع وانكساراته سيطرا على مشهده الشعري بشدة، كانت حالة البراءة والصفاء التي تمثلها القرية، في مواجهة حالة المدينة بتعقيداتها وأمورها المتداخلة، وتعددت المواجهة بين هذه الثنائية عبر قصائده المختلفة وبحالات وتعبيرات شتى للصراع بين الطيب البريء الحالم ابن القرية والصعيد، وبين عالم المدينة الجامد والجاف والسريع الفارغ من المشاعر والقيم.
المنجى سرحان من الأصوات الشعرية التي ملكت ناصية اللغة؛ يستطيع بحسن تذوقه أن يصنع تقديما وتأخيرا في الجملة أو يختار مفردة أو بنية جذلة غير مستخدمة، ليلفت انتباهك ويستحوذ عليك.
وقف على أطلال المشهد العربي حزينا متألما، يتحسر على حال الممسكين بالجمر، ويشكو - كحال براءة الريفيين- بنت المدينة الأفاقة.
نادي على شوارع القاهرة فلم تجيبه، وعاتب الصحاب لكن المادة أعمتهم وليسوا في حاجة لعتابه، نعى دماء شهداء المحاربين التي تحولت لأرصدة بنكية عند تجار السياسية والمنافقين والانتهازية..
تكررت الغربة عن الحبيبة وعن الوطن في معظم قصائده، وكانت من مضامينه الرئيسية التي غلبت عليه.
حصل الراحل على الماجستير في النقد الأدبي من جامعة عين شمس، وتدرج في الوظائف حتى اختير مديرا لتحرير مجلة عالم الكتاب التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعضو في اتحاد كتاب مصر، وبدأ كتابة الشعر وهو في العاشرة من عمره، ثم أخذ ينشره في المجلات المحلية، ثم الدوريات المصرية والعربية، وفى الإذاعات المصرية والعربية.