الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

إنجي أفلاطون.. بهجة الألوان

إنجي أفلاطون
إنجي أفلاطون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
امتلكت الحس الفني والنزع الفنية منذ نعومة أظافرها، حيث بدأت مشوارها الفني والإبداعي قبل الدراسة الأكاديمية لفن الرسم.
إنها الفنانة المصرية التي تنتمي إلى الرعيل الأول من الفنانين التشكيليين، ومؤسسة للحركة الفنية والتشكيلية في مصر والعالم العربي، إنجي حسن أفلاطون والتي أهدى ورثتها 60 لوحة من أعمالها الإبداعية لوزارة الثقافة، اليوم الثلاثاء، وهي لوحات ذات قيمة فنية عالية.
ولدت انجي حسن أفلاطون عام 1924 في قصر من قصور القاهرة وتلقت تعليمها في "مدرسة القلب المقدس" الفرنسية الداخلية.
والتقت الفنانة بكامل التلمساني أحد الفنانين الذين أثروا في الحركة الفنية والذي شرح لها الفن ويوجهها نحو تاريخ الفنون وفلسفة الجمال وقدم لها فنون التراث واتجاهات الفن الحديث من خلال المراجع والصور فانفتحت امامها نافذة اطلت منها على عالم الفنون الحافل بالجمال وكان ذلك من عام 1942 حتى 1945.
عبرت الفنانة عن نفسها من خلال مسلك "السريالية" فصورت كل ما يجول بخاطرها وما تعيشه في أحلامها وواقعها، وذلك بطريقة روائية، وجسدت ذلك في لوحات (الوحش الطائر) 1941، (الحديقة السوداء) 1942 و(انتقام شجرة) 1943 وفي نفس الوقت تقريبًا بدأت انجي افلاطون مشوارها الفني مع جماعة (الفن والحرية) التي ضمت بين اعضائها محمود سعيد وفؤاد كامل .
وفي عام 1951 قدمت معرضها الخاص الأول الذي غلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي سواء في اللوحات التي عبرت فيها عن هيمنة الرجل على مقدرات المرأة أو اللوحات التي صورت الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني مثل (لن ننسى) التي عبرت عن شهداء الفدائيين في معارك قناة السويس، ووجدت الفنانة نفسة في المعرض من خلال التكوينات اللونية الثرية، وخطوط نسجت بطريقة إبداعية تصاغ عبر رؤي فنية امتلكتها الفنانة، بعد رحلة في عالم، والأشكال ودراسات من أجل امتلاك سر الخطوط والألوان .
تخفى المحاور التي يدور حولها مضمون عملها وصياغتها للحياة الريفية، فأعمالها غنية بالحركة، كما أن الوانها وخطوطها تهتز بتموجات النور، تعكسها بلغتها التشكيلية .
حظيت إنجي أفلاطون بتقدير كبير ومشرف في مصر والعالم كله عبر مشوارها الطويل كمصورة متفردة بأسلوبها الخاص وانتمائها للحركة التشكيلية الحديثة، وقال عنها النقاد " أنها تضفي قدراُ هائلاُ من الحيوية على تفسيرها للطبيعة، وتترك قيمة العمل كجزء لا يتجزأ من المنظر الطبيعي"، وفي روما قالوا عنها " إنها خرجت من قلب الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة التي ترتبط بالواقع تصور العظمة القاسية للطبيعة المصرية في لحظات الحياة اليومية.
لإنجي أختان غير شقيقتين فنانة تدعي "زهرة أفلاطون" والأخرى "بولي" حرم الوزير السابق الدكتور إسماعيل صبري عبدالله.
ومن حياة الترف إلى حياة السجن عاشت الفنانة التجربة في نهاية الخمسينيات، وجسدت تلك الفترة من خلال رسم السجينات بعدما كانت ترسم المناظر الطبيعية وتتناول موضوعات خاصة بالبيئة الريفية، ليلعب القدر دوره في حياة فنانة باحثة عن الحرية، لن يتغير مفهوم الحرية لديها ولكن المفهوم اخذ اتجاه آخر فالحرية تظهر في الجماليات اللونية وإيمان الفنانة بدور الفن لتحقيق الحرية، وأستمر اعتقالها لمدة شهرين، وبعد فترة هربت إلى كفر شكر متنكرة في زي فلاحة ريفية وخلال تلك الفترة شاركت في بعض الاجتماعات التنظيمية وخلال رحلة سفرها للقاهرة لحضور أحد هذه الاجتماعات تم القبض عليها لتساق لسجن الواحات، ومن هناك بدأت رحلة الإضرابات مع رفيقاتها حتى تم الإفراج عام 1962
من أشهر لوحاتها "جمع الذرة، حاملة شجرة الموز، جمع البرتقال، الشجرة الحمراء، سوق الجمال، صياد بلطيم"، صدر لها عدة مؤلفات منها "80 مليون امرأة معنا " 1947، " نحن النساء المصريات" 1949، " السلام والجلاء" 1951.
كما نالت إنجي افلاطون العديد من الجوائز المحلية والعالمية منها جائزتين عن صالون القاهرة عامي 1956 و1957، الجائزة الأولى في مسابقة المناظر الطبيعية التي نظمتها وزارة الثقافة عام 1959، وسام " فارس للفنون والآداب 1985 ـ 1986 من وزارة الثقافة الفرنسية.