السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

معركة داعش .. الإرهاب المقدس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد سقوط محافظة الموصل العراقية ثاني أكبر محافظات العراق في أيدي قوات داعش تضخمت قوة داعش وأصبحت مقلقة لأمريكا لأنها تخلت بالتوازن الذي ترغب فيه أمريكا لكي تتحكم في الجميع (المالكي – الأكراد – داعش) استولت داعش على جميع أسلحة الجيش العراقي في محافظة الموصل والتي يقدر ثمنها بقرابة الJ5 مليارات دولار تراوحت بين دبابات وصل عددها إلى 300 دبابة ومدفعية ثقيلة وعربات مدرعة وصل عددها إلى 800 عربة مدرعة والآلاف من قطع السلاح الصغير والذخائر حتى وصل الأمر إلى استيلاء داعش على صواريخ (سكود) (Scud)  مدى الصاروخ يصل إلى (300 كـ.م) ويحمل رأسا متفجرا تصل إلى طن من مادة (T.N.T ) كما استولت داعش على قرابة الـ500 مليون دولار من بنوك الموصل هذا بخلاف مئات الملايين من العملات الأخرى وأنضم لداعش بعد معركة الموصل قرابة عشرة ألاف متطوع من مناطق أهل السنة في الأنبار نكاية في حكومة المالكي الطائفية التي اضطهدت أهل السنة وخاصة من كان فيهم في الجيش العراقي ويقال من جميع من استمعت إليهم من أهل العراق، إن المالكي قام (بإعدام الطيارين في الجيش العراقي الذين ينتمون لأهل السنة) بالإضافة إلى تشريد مئات الضباط وتسريحهم من الخدمة وهذا الأمر جعل المالكي وحكومته من ألد أعداء أهل السنة في العراق بل أن تيارات شيعية وطنية (كالتيار الصدري) كانت يرفض توجهات حكومة المالكي الموالية تماماً لإيران بل إن أهل السنة عانوا كثيراً من المليشيات الشيعية مثل (فيلق بدر) خاصة في منطقة البصرة جنوب العراق , كل هذه العوامل ساعدت في بناء قوة داعش في المرة الثانية، لأنه في المرة الأولى حدث صدام بين عشائر أهل السنة في الأنبار وبين داعش صاحبة الفكر التكفيري والتي تعتبر مسلحي اليوم أنهم مجموعة من المرتدين يجب قتلهم وسرقة ونهب أموالهم وبالفعل قتلوا في الأنبار وحدها قرابة (الألف وخمسمائة) من أهل السنة حسب رواية (أبو علي الأنباري)  زعيم قبائل الأنبار ونهبوا البيوت والأموال وسبوا عدداً من النساء فقامت مجموعات الصحوة  "وهي ميليشيات مسلحة من أهل السنة بإعلان الحرب على داعش وثم طردهم إلى الحدود السورية" – فما كان من المالكي إلا أنه قام بخدعة قوات الصحوة بحجة ضمهم للأن العراقي ونزع سلاحهم ونكل بهم فكان جزاء قوات الصحوة هو كما يقال في المثل العربي (جزاء سنمار) وسنمار هذا مهندس معماري فائق البراعة بني للنعمان قصراً ليس له مثيل – فقتله النعمان حتى لا يبني لأحد فصار مثلاً عند العرب (جزاء سنمار) المهم عند عودة داعش للمرة الثانية إلى الأراضي العراقية وجدت ترحيباً من عشائر أهل السنة نكاية في المالكي وسقطت الموصل وسقط معها المالكي وحكومته وتضخمت قوة داعش على الأرض مما دفع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي يصرح " بان أمريكا فقدت السيطرة على داعش " وعندما توجهت داعش إلى أربيل عاصمة إقليم كاردستان كما ذكرنا من قبل بان أربيل بها أكبر قاعدة تجسس للقوات الأمريكية على إيران وروسيا ويعمل بهذه القاعدة 300 خبيراً إسرائيلي كما أن نجاح داعش في السيطرة على إقليم كردستان به أكبر تهديد لكل المنطقة لأن محافظة ( السليمانية ) وعرة التضاريس تتشابه تماماً مع التضاريس الوعرة في أفغانستان وبالتالي سوف يستحيل على أي جيش مواجهة داعش على مثل هذه التضاريس الوعرة التي هي الأرض النموذجية لرجال حرب العصابات وهي الوعيد الذي يجيده داعش والقاعدة وهي مقبرة للقوات النظامية عامة، كما أن استيلاء داعش على السليمانية يجعل أهم مصادر النفط في العراق تحت سيطرة داعش وكذلك حقل كركوك في الطريق كما أن يمنع الأكراد من إعلان دولتهم المستقلة وهو الهدف الأهم بالنسبة لدولة إسرائيل وأمريكا في حالة إعلان تفتيت المنطقة إلى دويلات وهذا ما جعل أمريكا تسرع في تحركها ضد داعش لا الإرهاب ولا القتل كان يحرك لأمريكا ساكناً فعلى مدار ثماني سنوات قتلت خلالها الآلاف من (السنة والشيعة والأكراد والمسيحيين والأزديين) بل وأجبرت المسيحيين والأزديين على الهجرة من ديارهم وسبت نساءهم وفجرت بيوتهم وكنائسهم التاريخية لم تحرك أمريكا ساكناً تحركت أمريكا إلا عندما هددت داعش بجبروتها وطيشها مصالح أمريكا ومخططاتها في المنطقة فقذفت الطائرات الأمريكية بغير سابق إنذار أو أذن دولي أو غير دولي طوابير داعش أثناء تحركها في اربيل بالطائرات ولم تستأذن أحد لا أمم متحدة ولا غيره مما دفع داعش إلى إعدام أول أمريكي منذ أن تأسست داعش وهو الصحفي " فولي " ثم إعدام آخر أما قبل ذلك فلم تحرك الولايات المتحدة ساكناً ضد جرائم داعش ولم تحرك داعش ساكناً ضد جرائم أمريكا في المنطقة . وكانت بين أمريكا وداعش كما يقال في المثل (سمن على عسل) داعش تغرف من المعين القطري الذي يتحرك بأوامر من أمريكا بكل شئ وتنشأ معسكرات تدريب واستقبال لعناصرها على أراضي تركيا التي هي حلف في الشمال الأطلنطي الذي تقوده أمريكا , بل وتقوم داعش ببيع النفط العراقي والسوري عن طريق الوسيط وهي تركيا التي تستقبله وتصدره من ميناء " جيهان التركي " وقامت تركيا بمساعدة داعش وكذلك الأكراد في إعادة تشغيل خطوط النفط التي توقفت بسبب العمليات العسكرية ويقال ان داعش تبيع برميل البترول ب 5 دولارات فقط وتقوم تركيا ببيعه إلى كل من (إسرائيل والبرازيل) بأقل من نصف السعر العالمي – وتسيطر داعش على قرابة الـ60 حقلا في كل من العراق وسوريا تدر عليها نقداً يومياً بما يساوي 3 ملايين دولار وقد تحركت داعش على الأرض التي تسيطر عليها في سوريا والعراق بطريقة أذكي من الأول حيث أنها استوعبت درس طردها أول مرة على يد قوات الصحوة وأخذت في المرة الثانية تشارك العشائر معها في أرباح البترول مما دفع عدداً من العشائر في سوريا مبايعة داعش طمعاً في تقسيم الغنائم ثم طلباً للسلامة من بطش داعش.