الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

صيحات التجديد الديني ( 40 )

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونأتى إلى شيخ مجدد من نوع خاص ، ساطع برأيه ولا يخشى فى الحق لومه لائم ، بدأ معركته التجديدية مستندًا فى بدايتها إلى دعامتين تراثيتين هما كتاب التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة للامام الاسيوطى [911هـ] ومنحة المجددين على تحفة المهتدين للمراغى الجرجاوى من علماء القرن الثالث عشر الهجرى . وبهما ومستنداً على ما أورداه من حجج خاض معركته التجديدية . ويقدم الشيخ الدكتور عبد الصبور مرزوق كتاب الشيخ أمين الخولى "المجددون فى الإسلام" فى طبعته الثانية (1999) قائلاً "شيخنا الجليل الأستاذ أمين الخولى طيب الله ثراه حين يهدى كتابه "الى الذين يؤمنون بعالمية الإسلام وخلوده أهدى هذا للحث على وسائل هذه العالمية ، وذلك الخلود" يصف هذا العمل بأنه بحث عن رسائل العالمية والخلود للإسلام وتكشف هذه العبارة عما فى فكر الرجل من عميق الوعى بحتمية التجديد والتطوير التى هى سنة الحياة والإحياء ، وأيضًا بحتمية مسايرة فروع الدين لمتغيرات المكان والزمان ، حتى لا تختلف الأحكام عن التشريع الذى نزلت أصوله فى الجزيرة العربية، عن الوفاء بمتطلبات وظروف معتنقيه فى جميع أنحاء العالم حيث تتغير الظروف لمن نطبقه عليهم" ويمضى الشيخ عبد الصبور قائلاً "وبهذا وحدة تسلم عالمية الإسلام من تنطع المتنطعين وجمود المتجمدين ، وتنفسح الأفاق أمام الرسالة الخاتمة التى كان من خصوصيات المرسل لها أنه بعث رسولها الى الناس كافة" [أمين الخولى– المجددين فى الإسلام – الطبعة الثانية 1999 – مقدمة الشيخ عبد الصبور مرزوق – صـ6] ويتحدث أمين الخولى عن الكتابين قائلاً "أردت أن أدع أصحاب هذا التراث المؤمن بالتجديد يتحدثون هم أنفسهم عن التجديد الدينى ... فإذا حدث أصحاب القديم عن التجديد حديثهم الذى ترى نصوصه وبدأ حديثهم هذا مبكراً منذ حوالى القرن الثالث الهجرى لم يبق بعد ذلك مقال لقائل ولا اعتراض لمعترض ، ولم تعد فكرة التجديد بدعًا من الأمر يختلف الناس حوله .. ولا نضيع الوقت والجهد فى تلك المهاترات التى تكثر وتسخف حول كل محاولة جادة لدفع الحياة الدينية أو الاجتماعية إلى ما لا بد لها منه من سير وتقدم وتطور ووفاء بما يجد دائمًا من حاجات الأفراد والجماعات" ويمضى قائلاً "وإذا ما أسس السلف لفكرة التجديد حق لنا أن نكمل الفكرة فى التجديد فنلتمس من عمل الحاكمين منهم ومن تفكير المفكرين منهم ما نرى فيه أضواء يبعثها الماضى فيضئ بها طريق المستقبل وإتجاه التطور" ويمضى قائلاً "وأحسب أننا واجدون فى تصرفات المجددين القدامى وتفكيرهم ما لم تصل إليه الحياة اليوم ، أو قل ما لم تجرؤ عليه ، لأن المقلدين قد ألقوا بجمودهم فى الفهم والتصرف ضبابًا أو ظلامًا أخفى حقيقته وحجبه على الأنظار فلم يعرفه الناس ولم يشتهر بينهم ، وإذا عرفه اليوم عارف بدأ قوله غريباً عنا" والهدف من هذا الكتاب هو تدعيم فكرة التجديد ثم تحديدها وبيانها ، فقد ملك النفس شعور الحياة بالحاجة الماسة الملحة إلى تجديد تطويرى يُفهم به الإسلام الذى يقرر لنفسه الخلود والبقاء ، ويفهمه فهماً حياً تلخص من كل ما يعرض هذا البقاء للخطر" ويقول "ومن حق الحياة أن نحرص على سلامة هذا الفهم وبقائه ، ونجاته كذلك من تلك المهاترات والى ما تحدثه من خسائر تكبدتها الحياة فى كثير من خطوات سيرها التى لا مفر منها ما دامت حياة" ثم يؤكد "ولا تكون تلك الحياة من المهاترات والسلامة من الخسارات إلا بسكوت من لا يعرف ليرتفع الخلاف ، وبتذكير من نسى ممن يستطيع أن يعرف فتنفعه الذكرى . فلا يبقى مكان للمهاترات المتلفة للجهد ، المبددة للقوى ، المعوقة لسير التقدم والوقت لا ينتظر". ويختتم الشيخ أمين الخولى مقدمة الكتاب قائلاً "إنه طليعة لكتاب آخر "هو تجديد الدين" فهو يعد النفوس ويذلل العقبات إن شاء الله" .
وهكذا استعان الخولى بكتابين يدعوان للتجديد كى يتجاسر فينطق بعبارة لم يسبقه إليها أحد من معاصريه وهى ليس مجرد تجديد فهمنا للدين ، وإنما تجديد الدين ذاته ، ويمهد ذلك بتحذير صارم يصمم فيه على سكوت من لا يعرف ليرتفع الخلاف" .