لم يكن خروج المصريين إلى الشوارع طوال عام من حكم الإخوان المسلمين موجهًا ضد الجماعة وحدها، وإنما ضد تيار بأكمله، يتستر تحت عباءة الدين، ويخوض السياسة باسم الله، مهددًا هوية وأسس الدولة المصرية الحديثة بدعوات العودة إلى "ماضٍ سحيق" ومفاهيم وأفكار هى "بنت عصرها".
يعتقد السلفيون، وهنا نقصد "الدعوة السلفية" وذراعها السياسية حزب النور، بأنهم "الورثة الشرعيون" لحكم الإخوان، وأنه ليس عليهم إلا الانتظار حتى تسقط البلاد فى أيديهم.. لم يفهموا الرسالة إذن.
تحالفت "الدعوة السلفية" مع "الإخوان" بعد "25 يناير"، كان تمرير تعديلات دستور 71 الهدف الأول الذى جمع الفريقين، و"قالت الصناديق للدين نعم".
سيطر جناحا "الإسلام السياسى" على مجلس الشعب، اقتسما لجانه الداخلية، عرف المصريون "نائب الأنف"، و"نائب الفعل الفاضح"، و"نائب الأذان"، و"نائب منع تدريس الإنجليزية".. جميعهم كانوا من السلفيين بالمناسبة.
الخلاف بين الإخوان والسلفيين هو خلاف حول الآليات وليس المنهج أو الفكر، الاثنان يشربان من معين واحد.
تزايد الوفاق بعد تولى محمد مرسى الرئاسة، تعاونا معًا فى تمرير دستور 2012، نظما "جمعًا قندهارية" لا تزال فى الحسبان إلى الآن، إلا أن سعى "الإخوان" للانفراد بكل السلطة دون إشراك "الجناح الثانى لطائر النهضة" كما قال "مرسى" فى إحدى هفواته "السمجة" أزعج السلفيين فابتعدوا قليلًا.
استمر السلفيون داعمين لـ"مرسى" حتى آخر لحظة، كانوا مع الجماعة بقلوبهم و"أجساد شبابهم" فى "رابعة العدوية"، ولكن أمام ما حدث فى "30 يونيو" أدركوا أن "سفينة الإخوان" قد غرقت، ولم يبق إلا الإعلان فشاركوا فى مشهد "3 يوليو" وهو كره لهم.
لماذا الآن؟
اخترنا أن ندلف إلى "سراديب السلفيين" إيمانًا بأن المواجهة مع "الإسلام السياسىط لم تنتهِ، العدو فى فراشنا، يعتمد "التقية" حتى يصل إلى هدفه فى غفلة من الجميع.
(1)
أشبه بـ"طبيب تجميل".. كلما "شطح" خيال أحد المتحدثين باسم "الدعوة السلفية" أو حزب "النور" خرج على وسائل الإعلام "مبررًا".. بارع هو فى هذه الساحة.
بحسب السيرة الذاتية لنادر بكار، فهو من مواليد عام 1984 فى الإسكندرية، حصل على بكالوريوس تجارة "شعبة إنجليزية" من جامعة الإسكندرية عام 2005، ثم حصل على دراسات عليا فى إدارة الأعمال وعلى "دبلومة" فى الاقتصاد الإسلامى، ويعمل مديرًا تنفيذيًا لشركة "ترنيد" للإدارة والتدريب.
قصة نادر بكار تبدأ من عند ياسر برهامى.. العلاقة بينهما أكبر مما قد يتخيله البعض، تعرض "نادر" فى بداية "التزامه" لأزمة كبيرة، كان شقيقه يستعد للالتحاق بكلية الشرطة، اجتاز جميع الاختبارات تقريبًا وبقى إعلان النتيجة.
فوجئت عائلة "بكار" برفض قبول ابنها فى كلية الشرطة، أما السبب فهو انتماء شقيقه (نادر) إلى "الدعوة السلفية"، غضب الأب بشدة، وقرر "طرد" ابنه من المنزل.
لجأ إلى شيخه ومعلمه "برهامى"، فتكفل بتوفير مسكن له فى الطابق الذى يعلو منزله فى شارع جمال عبدالناصر بمنطقة سيدى بشر فى الإسكندرية.
لمع اسم نادر بكار بشدة فى السنوات الثلاث الأخيرة، كان ضيفًا دائمًا على وسائل الإعلام، يكتب أيضًا مقالات فى بعض الصحف بدأها فى صحيفة "الوطن"- توقفت الجريدة فيما بعد عن دفعه راتبه الشهرى فامتنع عن الكتابة– ويكتب "عمودًا" فى صحيفة "الشروق".
قربه من "برهامى" جعله من بين "الأربعة الكبار" فى حزب "النور"، وتوسع نفوذه بعد زواجه من ابنة بسام الزرقا نائب رئيس الحزب، وأحد الممولين الرئيسيين لأنشطته.
هل تختلف أفكار نادر بكار عن أستاذيه ياسر برهامى وعبدالمنعم الشحات؟
الإجابة: لا.
هو نفسه لا ينكر ذلك.. يؤمن بنفس أفكار قيادات "الدعوة السلفية"، بل يدرسها فى مساجد الإسكندرية، لكنه يمارس دورًا أشد خطورة منهم فى الحقيقة.
يقدم نفسه باعتباره "الوجه المضىء" وسط "ظلمات الدعوة السلفية"، يدس نادر بكار السم فى العسل.. يتحدث بنفس أفكار برهامى- ترفضها أنت عند طرحها من صاحبها– بطريقة تجعلك تتقبلها للوهلة الأولى حتى وإن اختلفت معها.
كثيرون يحتفظون بمواقف إيجابية تجاه "الدعوة السلفية" إعجابًا بـ"طفلها اللبق"، هندامه الحسن البعيد عن "تقصير الجلباب" ولحيته المهذبة خلافًا لـ"اللحى القريبة من البطن" كما أقرانه فى "الدعوة" لعبا دورًا فى تمتعه بقبول كبير.
"الإخوان بيحسدونا على نادر".. كلمات نطق بها ياسر برهامى، فى حديث مع بعض المنتقدين لنادر بكار بعد ما أثير حول اتصاله بالفنانة إلهام شاهين، وقت أزمتها من عبدالله بدر.
يدرك "برهامى" أهمية الدور الذى يلعبه "غلامه".. تنتشر فى أوساط السلفيين مقولة شهيرة "طلعوا نادر يرد" عندما تتعرض "الدعوة" أو حزب "النور" لهجوم إعلامى بعد فتوى أو تصريح مثير لـ"الشحات" أو "برهامى" بشكل خاص.
يؤمن "نادر" كما أقرانه بكفر الديمقراطية، وعدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم بل وكفرهم أيضًا، ولا يعترف بـ"ولاية المرأة أو غير المسلم"، وغيرها من الأفكار "البالية"، لكنه يخفى هذه الأفكار، لا يعلن عنها بوضوح كما شيوخه، لم يسأل مرة عن رأيه فيما يقوله أحد السلفيين إلا راوغ وأدخلك فى "متاهات شرعية" تضطر معها لإغلاق الحديث، التقية هى الأسلوب المعتمد لديه ومن هنا تكمن خطورته.
(2)
كتبت فى العدد السابق عن مصادر تمويل "الدعوة السلفية" ودور رجل الأعمال السكندرى طارق طلعت مصطفى فى هذا الأمر، وبالتحديد تمويل إنشاء "معاهد الفرقانط المسئولة عن تخريج الدعاة المنتمين إلى "الدعوة السلفية".
علاقة الصداقة بين طارق طلعت مصطفى وأحمد حطيبة، والأخير واحد من الستة المؤسسين لـ"الدعوة السلفية"، لعبت دورًا كبيرًا فى هذه العملية.
ما علاقة أشرف ثابت بالحديث السابق؟
أشرف ثابت بمثابة "الذراع اليمنى" لأحمد حطيبة، وبحسب مصادر تحدثت إلينا بعد نشر "قصة التمويل"، فإن أشرف ثابت هو "مهندس" عملية التمويل، بل يمكن القول إن أموال "طارق" هى التى "صنعت" أشرف ثابت، وهنا ينبغى الإشارة إلى أن "ثابتط تلميذ أحمد حطيبة بمسجد "نور الإسلام" فى الإسكندرية.
ولا يمكن أيضًا تغافل الدور الكبير الذى لعبه أشرف ثابت فى إقناع حزب "النور" بـ"التأييد الخفى" لطارق طلعت مصطفى فى الانتخابات البرلمانية الماضية فى مواجهة المرشح المدعوم من قبل جماعة "الإخوان المسلمين" المستشار محمود الخضيرى.
بالمناسبة يعتزم "طارق" الترشح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة أيضًا معتمدًا فى المقام الأول على دعم حزب "النور" وعدم تقدمه بمرشح فى دائرة سيدى جابر والرمل، ويتولى أشرف ثابت التنسيق بين الطرفين بشكل خاص وبين حزب "النور" والنواب السابقين عن الحزب الوطنى «المنحل» على مستوى الجمهورية.
حاورت أشرف ثابت مرتين كان آخرهما فى الذكرى الأولى لثورة "30 يونيو"، الانطباع الأول أنك تجلس أمام رجل يعرف من أين تؤكل الكتف، يتمتع بحس سياسى كبير، يعرف "دهاليز السياسة" وخباياها، يدرك جيدًا التوقيت المناسب للكشف عن معلومة وإخفاء أخرى، يمكن أن تعتبره السياسى الوحيد فى صفوف "الدعوة السلفية" وذراعها السياسية حزب "النور".
يلعب الرجل دورًا كبيرًا داخل الدعوة والحزب، هو واحد من بين من أسميهم "الأربعة الكبار"، من بين "مهندسى" استراتيجية الحزب طوال السنوات الثلاث الماضية.
تزعم "ثابت" الانقلاب على الرئيس السابق للحزب ووكيل مؤسسيه الدكتور عماد عبدالغفور، وقاد الجبهة المعارضة مع عدد من أعضاء الهيئة العليا، رأى أن رغبة "عبدالغفور" فى "التملص" من سيطرة "الدعوة السلفية" أو سيطرة ياسر برهامى إن شئنا الدقة "ناقوس خطر".
بالفعل خرج "عبدالغفور"، ووقع "النور" تحت السيطرة الفعلية لـ"برهامى ورجاله" وعلى رأسهم "ثابت ومخيون وبكار".
لنعد إلى الوراء قليلًا، كان أشرف ثابت وكيلًا لمجلس الشعب "المنحل"، وصل إلى موقع لم يتخيله من قبل فحاول الاستفادة لـ"مصلحة الدعوة" بالطبع.
داخل أحد الفنادق الفاخرة فى الدوحة، التقى "ثابت" ووزير الصناعة والتجارة الهارب رشيد محمد رشيد، عرض عليه تسوية مديونيته والعودة إلى مصر مرة أخرى، على أن يترك للوسيط "عمولة" مناسبة.. فشلت الصفقة لأسباب مجهولة.
تعرض حزب "النور" لضربة قاصمة عقب الكشف عن لقاء جمع ثلاثة من قيادات "الدعوة السلفية" وهم: ياسر برهامى، وعبدالمنعم الشحات، وأشرف ثابت.
كان اللقاء ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، ذهب السلفيون إلى "شفيق" بينما كانت قلوبهم "ظاهريًا" مع منافسه محمد مرسى.
ألقى "برهامى والشحات وثابت" بأوراقهم أمام «شفيق»: 4 وزارات سيادية، تعيين أشرف ثابت نائبًا لرئيس الجمهورية فى حال وصوله لحكم مصر، الالتزام بعدم حل حزب النور.
كان الإعلامى وائل الإبراشى أول من كشف عن اللقاء خلال استضافته الشيخ ياسر برهامى، نفى الأخير عقد لقاء بين الجانبين وتحدث عن "مكالمة هاتفية".
خرج "ثابت" فى مداخلة هاتفية مع الإعلامية هالة سرحان وراوغ يمينًا ويسارًا لنفى الزيارة، حتى حدثت مداخلة تليفونية لـ"برهامى" وأقر على الملأ بالزيارة، وأن مقصده كان "حقنا لدماء الإخوان لو وصل الفريق أحمد شفيق للحكم".. اعترف ثابت أخيرًا بالزيارة.
(3)
اختار الابتعاد عن الأضواء الإعلامية على الرغم من تأثيره الكبير داخل "الدعوة السلفية"، وكونه من كبار رجال الأعمال ذوى التوجه "السلفى".
هو بسام الزقا، نائب رئيس حزب النور للشئون السياسية المستشار السياسى السابق للرئيس المعزول محمد مرسى.
شغل عضوية لجنة الـ"100" التى وضعت دستور 2012 "الإخوانى"، كما شغل أيضا عضوية لجنة الـ"50" التى عدلت دستور 2012، إلا أنه انسحب منها "خشية على صحته" حسبما صرح بعدها، وذلك بعد رفض أعضاء اللجنة مقترحه حول إضافته ملاحظة على المادة الثانية واستبدال كلمة "الشريعة الإسلامية" مكان "مبادئ" أو الإبقاء على كلمة "مبادئ" مع إضافة تفسير لها كما هو فى المادة 219 من الدستور "المعطل".
"الزرقا" وهو طبيب بشرى ورجل أعمال، بدأ مشواره الدعوى مع "الدعوة السلفية"، لكنه تركها بعد فترة، وانضم إلى ما كان يعرف بـ"مجموعة هشام مصطفى" وهو سلفى سكندرى تتلمذ بالسعودية وأسس بعد ثورة "25 يناير" حزب "الإصلاح والنهضة"، وكان الداعية السعودى سلمان العودة بمثابة "الأب الروحى" لهذه المجموعة، إلا أنه ابتعد عنها بعد القبض عليه فى عام 2011 وعاد مرة أخرى إلى "الدعوة السلفية".
يمتلك الزرقا شركة "ترند جروب" للاستثمارات المالية، وهى الشركة الذى يشغل نادر بكار، مساعد رئيس حزب "النور" لشئون الإعلام وزوج ابنه الأول، منصب المدير التنفيذى لها، كما يمتلك العديد من الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية خارج مصر.
ويشغل أيضا منصب رئيس المكتب التنفيذى لمؤسسة "بيت الأعمال"، وهى كيان اقتصادى مرجعيته الأولى متمثلة فى "الدعوة السلفيّة"، وبمثابة "ذراع اقتصادية" لها، وتعد "ستارًا" لإخفاء أموال الدعوة عبر تدويرها مرة أخرى لتخرج "نظيفة" فى عملية أشبه بـ"غسل الأموال".
ويمكن أن نطلق عليه لقب "وزير مالية الدعوة السلفية"، فله دور كبير فى تمويل أنشطة الدعوة وحزبها، كما كان الممول الرئيسى للحملة الانتخابية لـ"النور" فى الانتخابات البرلمانية الماضية.
يعتقد السلفيون، وهنا نقصد "الدعوة السلفية" وذراعها السياسية حزب النور، بأنهم "الورثة الشرعيون" لحكم الإخوان، وأنه ليس عليهم إلا الانتظار حتى تسقط البلاد فى أيديهم.. لم يفهموا الرسالة إذن.
تحالفت "الدعوة السلفية" مع "الإخوان" بعد "25 يناير"، كان تمرير تعديلات دستور 71 الهدف الأول الذى جمع الفريقين، و"قالت الصناديق للدين نعم".
سيطر جناحا "الإسلام السياسى" على مجلس الشعب، اقتسما لجانه الداخلية، عرف المصريون "نائب الأنف"، و"نائب الفعل الفاضح"، و"نائب الأذان"، و"نائب منع تدريس الإنجليزية".. جميعهم كانوا من السلفيين بالمناسبة.
الخلاف بين الإخوان والسلفيين هو خلاف حول الآليات وليس المنهج أو الفكر، الاثنان يشربان من معين واحد.
تزايد الوفاق بعد تولى محمد مرسى الرئاسة، تعاونا معًا فى تمرير دستور 2012، نظما "جمعًا قندهارية" لا تزال فى الحسبان إلى الآن، إلا أن سعى "الإخوان" للانفراد بكل السلطة دون إشراك "الجناح الثانى لطائر النهضة" كما قال "مرسى" فى إحدى هفواته "السمجة" أزعج السلفيين فابتعدوا قليلًا.
استمر السلفيون داعمين لـ"مرسى" حتى آخر لحظة، كانوا مع الجماعة بقلوبهم و"أجساد شبابهم" فى "رابعة العدوية"، ولكن أمام ما حدث فى "30 يونيو" أدركوا أن "سفينة الإخوان" قد غرقت، ولم يبق إلا الإعلان فشاركوا فى مشهد "3 يوليو" وهو كره لهم.
لماذا الآن؟
اخترنا أن ندلف إلى "سراديب السلفيين" إيمانًا بأن المواجهة مع "الإسلام السياسىط لم تنتهِ، العدو فى فراشنا، يعتمد "التقية" حتى يصل إلى هدفه فى غفلة من الجميع.
(1)
أشبه بـ"طبيب تجميل".. كلما "شطح" خيال أحد المتحدثين باسم "الدعوة السلفية" أو حزب "النور" خرج على وسائل الإعلام "مبررًا".. بارع هو فى هذه الساحة.
بحسب السيرة الذاتية لنادر بكار، فهو من مواليد عام 1984 فى الإسكندرية، حصل على بكالوريوس تجارة "شعبة إنجليزية" من جامعة الإسكندرية عام 2005، ثم حصل على دراسات عليا فى إدارة الأعمال وعلى "دبلومة" فى الاقتصاد الإسلامى، ويعمل مديرًا تنفيذيًا لشركة "ترنيد" للإدارة والتدريب.
قصة نادر بكار تبدأ من عند ياسر برهامى.. العلاقة بينهما أكبر مما قد يتخيله البعض، تعرض "نادر" فى بداية "التزامه" لأزمة كبيرة، كان شقيقه يستعد للالتحاق بكلية الشرطة، اجتاز جميع الاختبارات تقريبًا وبقى إعلان النتيجة.
فوجئت عائلة "بكار" برفض قبول ابنها فى كلية الشرطة، أما السبب فهو انتماء شقيقه (نادر) إلى "الدعوة السلفية"، غضب الأب بشدة، وقرر "طرد" ابنه من المنزل.
لجأ إلى شيخه ومعلمه "برهامى"، فتكفل بتوفير مسكن له فى الطابق الذى يعلو منزله فى شارع جمال عبدالناصر بمنطقة سيدى بشر فى الإسكندرية.
لمع اسم نادر بكار بشدة فى السنوات الثلاث الأخيرة، كان ضيفًا دائمًا على وسائل الإعلام، يكتب أيضًا مقالات فى بعض الصحف بدأها فى صحيفة "الوطن"- توقفت الجريدة فيما بعد عن دفعه راتبه الشهرى فامتنع عن الكتابة– ويكتب "عمودًا" فى صحيفة "الشروق".
قربه من "برهامى" جعله من بين "الأربعة الكبار" فى حزب "النور"، وتوسع نفوذه بعد زواجه من ابنة بسام الزرقا نائب رئيس الحزب، وأحد الممولين الرئيسيين لأنشطته.
هل تختلف أفكار نادر بكار عن أستاذيه ياسر برهامى وعبدالمنعم الشحات؟
الإجابة: لا.
هو نفسه لا ينكر ذلك.. يؤمن بنفس أفكار قيادات "الدعوة السلفية"، بل يدرسها فى مساجد الإسكندرية، لكنه يمارس دورًا أشد خطورة منهم فى الحقيقة.
يقدم نفسه باعتباره "الوجه المضىء" وسط "ظلمات الدعوة السلفية"، يدس نادر بكار السم فى العسل.. يتحدث بنفس أفكار برهامى- ترفضها أنت عند طرحها من صاحبها– بطريقة تجعلك تتقبلها للوهلة الأولى حتى وإن اختلفت معها.
كثيرون يحتفظون بمواقف إيجابية تجاه "الدعوة السلفية" إعجابًا بـ"طفلها اللبق"، هندامه الحسن البعيد عن "تقصير الجلباب" ولحيته المهذبة خلافًا لـ"اللحى القريبة من البطن" كما أقرانه فى "الدعوة" لعبا دورًا فى تمتعه بقبول كبير.
"الإخوان بيحسدونا على نادر".. كلمات نطق بها ياسر برهامى، فى حديث مع بعض المنتقدين لنادر بكار بعد ما أثير حول اتصاله بالفنانة إلهام شاهين، وقت أزمتها من عبدالله بدر.
يدرك "برهامى" أهمية الدور الذى يلعبه "غلامه".. تنتشر فى أوساط السلفيين مقولة شهيرة "طلعوا نادر يرد" عندما تتعرض "الدعوة" أو حزب "النور" لهجوم إعلامى بعد فتوى أو تصريح مثير لـ"الشحات" أو "برهامى" بشكل خاص.
يؤمن "نادر" كما أقرانه بكفر الديمقراطية، وعدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم بل وكفرهم أيضًا، ولا يعترف بـ"ولاية المرأة أو غير المسلم"، وغيرها من الأفكار "البالية"، لكنه يخفى هذه الأفكار، لا يعلن عنها بوضوح كما شيوخه، لم يسأل مرة عن رأيه فيما يقوله أحد السلفيين إلا راوغ وأدخلك فى "متاهات شرعية" تضطر معها لإغلاق الحديث، التقية هى الأسلوب المعتمد لديه ومن هنا تكمن خطورته.
(2)
كتبت فى العدد السابق عن مصادر تمويل "الدعوة السلفية" ودور رجل الأعمال السكندرى طارق طلعت مصطفى فى هذا الأمر، وبالتحديد تمويل إنشاء "معاهد الفرقانط المسئولة عن تخريج الدعاة المنتمين إلى "الدعوة السلفية".
علاقة الصداقة بين طارق طلعت مصطفى وأحمد حطيبة، والأخير واحد من الستة المؤسسين لـ"الدعوة السلفية"، لعبت دورًا كبيرًا فى هذه العملية.
ما علاقة أشرف ثابت بالحديث السابق؟
أشرف ثابت بمثابة "الذراع اليمنى" لأحمد حطيبة، وبحسب مصادر تحدثت إلينا بعد نشر "قصة التمويل"، فإن أشرف ثابت هو "مهندس" عملية التمويل، بل يمكن القول إن أموال "طارق" هى التى "صنعت" أشرف ثابت، وهنا ينبغى الإشارة إلى أن "ثابتط تلميذ أحمد حطيبة بمسجد "نور الإسلام" فى الإسكندرية.
ولا يمكن أيضًا تغافل الدور الكبير الذى لعبه أشرف ثابت فى إقناع حزب "النور" بـ"التأييد الخفى" لطارق طلعت مصطفى فى الانتخابات البرلمانية الماضية فى مواجهة المرشح المدعوم من قبل جماعة "الإخوان المسلمين" المستشار محمود الخضيرى.
بالمناسبة يعتزم "طارق" الترشح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة أيضًا معتمدًا فى المقام الأول على دعم حزب "النور" وعدم تقدمه بمرشح فى دائرة سيدى جابر والرمل، ويتولى أشرف ثابت التنسيق بين الطرفين بشكل خاص وبين حزب "النور" والنواب السابقين عن الحزب الوطنى «المنحل» على مستوى الجمهورية.
حاورت أشرف ثابت مرتين كان آخرهما فى الذكرى الأولى لثورة "30 يونيو"، الانطباع الأول أنك تجلس أمام رجل يعرف من أين تؤكل الكتف، يتمتع بحس سياسى كبير، يعرف "دهاليز السياسة" وخباياها، يدرك جيدًا التوقيت المناسب للكشف عن معلومة وإخفاء أخرى، يمكن أن تعتبره السياسى الوحيد فى صفوف "الدعوة السلفية" وذراعها السياسية حزب "النور".
يلعب الرجل دورًا كبيرًا داخل الدعوة والحزب، هو واحد من بين من أسميهم "الأربعة الكبار"، من بين "مهندسى" استراتيجية الحزب طوال السنوات الثلاث الماضية.
تزعم "ثابت" الانقلاب على الرئيس السابق للحزب ووكيل مؤسسيه الدكتور عماد عبدالغفور، وقاد الجبهة المعارضة مع عدد من أعضاء الهيئة العليا، رأى أن رغبة "عبدالغفور" فى "التملص" من سيطرة "الدعوة السلفية" أو سيطرة ياسر برهامى إن شئنا الدقة "ناقوس خطر".
بالفعل خرج "عبدالغفور"، ووقع "النور" تحت السيطرة الفعلية لـ"برهامى ورجاله" وعلى رأسهم "ثابت ومخيون وبكار".
لنعد إلى الوراء قليلًا، كان أشرف ثابت وكيلًا لمجلس الشعب "المنحل"، وصل إلى موقع لم يتخيله من قبل فحاول الاستفادة لـ"مصلحة الدعوة" بالطبع.
داخل أحد الفنادق الفاخرة فى الدوحة، التقى "ثابت" ووزير الصناعة والتجارة الهارب رشيد محمد رشيد، عرض عليه تسوية مديونيته والعودة إلى مصر مرة أخرى، على أن يترك للوسيط "عمولة" مناسبة.. فشلت الصفقة لأسباب مجهولة.
تعرض حزب "النور" لضربة قاصمة عقب الكشف عن لقاء جمع ثلاثة من قيادات "الدعوة السلفية" وهم: ياسر برهامى، وعبدالمنعم الشحات، وأشرف ثابت.
كان اللقاء ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، ذهب السلفيون إلى "شفيق" بينما كانت قلوبهم "ظاهريًا" مع منافسه محمد مرسى.
ألقى "برهامى والشحات وثابت" بأوراقهم أمام «شفيق»: 4 وزارات سيادية، تعيين أشرف ثابت نائبًا لرئيس الجمهورية فى حال وصوله لحكم مصر، الالتزام بعدم حل حزب النور.
كان الإعلامى وائل الإبراشى أول من كشف عن اللقاء خلال استضافته الشيخ ياسر برهامى، نفى الأخير عقد لقاء بين الجانبين وتحدث عن "مكالمة هاتفية".
خرج "ثابت" فى مداخلة هاتفية مع الإعلامية هالة سرحان وراوغ يمينًا ويسارًا لنفى الزيارة، حتى حدثت مداخلة تليفونية لـ"برهامى" وأقر على الملأ بالزيارة، وأن مقصده كان "حقنا لدماء الإخوان لو وصل الفريق أحمد شفيق للحكم".. اعترف ثابت أخيرًا بالزيارة.
(3)
اختار الابتعاد عن الأضواء الإعلامية على الرغم من تأثيره الكبير داخل "الدعوة السلفية"، وكونه من كبار رجال الأعمال ذوى التوجه "السلفى".
هو بسام الزقا، نائب رئيس حزب النور للشئون السياسية المستشار السياسى السابق للرئيس المعزول محمد مرسى.
شغل عضوية لجنة الـ"100" التى وضعت دستور 2012 "الإخوانى"، كما شغل أيضا عضوية لجنة الـ"50" التى عدلت دستور 2012، إلا أنه انسحب منها "خشية على صحته" حسبما صرح بعدها، وذلك بعد رفض أعضاء اللجنة مقترحه حول إضافته ملاحظة على المادة الثانية واستبدال كلمة "الشريعة الإسلامية" مكان "مبادئ" أو الإبقاء على كلمة "مبادئ" مع إضافة تفسير لها كما هو فى المادة 219 من الدستور "المعطل".
"الزرقا" وهو طبيب بشرى ورجل أعمال، بدأ مشواره الدعوى مع "الدعوة السلفية"، لكنه تركها بعد فترة، وانضم إلى ما كان يعرف بـ"مجموعة هشام مصطفى" وهو سلفى سكندرى تتلمذ بالسعودية وأسس بعد ثورة "25 يناير" حزب "الإصلاح والنهضة"، وكان الداعية السعودى سلمان العودة بمثابة "الأب الروحى" لهذه المجموعة، إلا أنه ابتعد عنها بعد القبض عليه فى عام 2011 وعاد مرة أخرى إلى "الدعوة السلفية".
يمتلك الزرقا شركة "ترند جروب" للاستثمارات المالية، وهى الشركة الذى يشغل نادر بكار، مساعد رئيس حزب "النور" لشئون الإعلام وزوج ابنه الأول، منصب المدير التنفيذى لها، كما يمتلك العديد من الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية خارج مصر.
ويشغل أيضا منصب رئيس المكتب التنفيذى لمؤسسة "بيت الأعمال"، وهى كيان اقتصادى مرجعيته الأولى متمثلة فى "الدعوة السلفيّة"، وبمثابة "ذراع اقتصادية" لها، وتعد "ستارًا" لإخفاء أموال الدعوة عبر تدويرها مرة أخرى لتخرج "نظيفة" فى عملية أشبه بـ"غسل الأموال".
ويمكن أن نطلق عليه لقب "وزير مالية الدعوة السلفية"، فله دور كبير فى تمويل أنشطة الدعوة وحزبها، كما كان الممول الرئيسى للحملة الانتخابية لـ"النور" فى الانتخابات البرلمانية الماضية.