بنسبة "40,8%" تقود "موغيريني" أول حزب يساري إيطالي لرئاسة الاتحاد الأوربي، تستيقظ هذا الصباح باكرًا كعادتها ولكن ليس للذهاب إلى ذلك المبنى بالعاصمة الإيطالية روما؛ لكن لمبنى أخر بالعاصمة البلجيكية بروكسل. فصاحبة البشرة البيضاء شقراء الشعر، والتي تبلغ من العمر 41 سنة، ستمثل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأوروبية، ليصبح بذلك أول حزب يساري إيطالي في البرلمان الأوروبي.
فـ "فيديريكا موغيريني" التي عُينت أول أمس السبت ممثلة عليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بعد فوزها بنسبة 40,8 % تعرف نفسها على مدونتها بالإشارة إلى إنها متزوجة من ماتيو ريبيزاني التي التقته خلال عملها السياسي؛ بأنها أم لابنتين "رائعتين" هما كاترينا المولودة في 2005 ومارتا التي ولدت في 2010.
ولدت "موغيريني" في 16 يونيو 1973، بالعاصمة الإيطالية روما حيث أكملت دراستها وحصلت على دبلوم في العلوم السياسية من جامعة لاسابيينزا ولكنها حصلت على رسالة الدكتوراه التي تناولت الاسلام والسياسية خلال اقامتها في ايكس آن بروفانس جنوب فرنسا في معهد أبحاث ودراسات العالم العربي، في إطار برنامج التبادل الجامعي الأوروبي "ايراسموس".
و"مورغيريني" التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الأوربي لم تصل لهذا المنصب من فراغ فقد بدأت مشوارها السياسي عام 1996 وتدرجت إلى أن تولت منصب نائب رئيس تجمع الشباب الاشتراكي الأوروبي في الفترة بين عامي 1999 و2001، ثم انضمت لعضوية مجلس حزب اليسار الديمقراطي عام 2001، وتولت مسئولية الشئون الخارجية بالحزب، ومثلت موغيريني الحزب الديمقراطي في لجنتي الخارجية والدفاع بالبرلمان الإيطالي بعد إعادة انتخابها فيه عام 2013، وفي أغسطس العام نفسه تولت رئاسة وفد إيطاليا بالمجموعة البرلمانية للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
تقول مازحة عن توليها لهذا المنصب كما نشر تقرير أعده موقع "دويتش فيلا" الألماني : " السن شيء لا يمكن أن نفعل شيئا حياله و لكن ما يطمئنني هو إن رئيس الوزراء الايطالي أصغر مني سناً".
قامت ذات الـ 41 عاما في الأشهر الماضية بعدة زيارات خارجية، ولكن كانت أكثرهم جدلاً هي زيارتها للعاصمة الروسية موسكو، ولقائها بفلاديمير بوتين الأمر الذي اعتبرته دول شرق أوربا تأييدًا منها لروسيا، الأمر الذي أوضحته بقولها :" يجب إبقاء طريق الدبلوماسية مفتوحًا".
من الواضح في نهاية الأمر أن هذه السيدة تبدو صاحبة سياسة جديدة من نوعها، سياسة الاعتدال وعدم الانحياز، غير أن جمالها كامرأة يخفي العديد من ملامح القوة و الشدة فهي الآن صاحبة منصب قوي يجمع 28 دولة منهم دول شديد الاتفاق والأخرى شديدة التنافر، وقيادة هذا الاتحاد تحتاج إلى مواهب دبلوماسية وفن الخروج من الأزمات، فهل هي صاحبة قدرة لحل الأزمات الأوروبية وإنهاء الخلافات أم ستكون صاحبة انحياز قوي للمنطقة التي تنتمي إليها.