السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

اشتعال حرب الفتاوى بين الإخوان وداعش.. القرضاوي ينزع غطاء الشرعية عن البغدادي خليفة الدولة الإسلامية إرضاء لأمريكا وينصب أردوغان أميرا للمؤمنين.. والشنقيطي يرد بتكفير الجماعة ومرسي ويصفهم بالمتخاذلين

 يوسف القرضاوي،
يوسف القرضاوي،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اشتعلت حرب الفتاوى بين علماء التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية من ناحية، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من ناحية أخرى، وذلك بعد أن نزع الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأب الروحي لجماعة الإخوان، غطاء الشرعية عن أبو بكر البغدادي خليفة داعش.

وجدد القرضاوي مطالبته لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالرجوع إلى اتحاد علماء المسلمين في موضوع الخلافة.

وقال القرضاوي: "لا يحق لأي فصيل إعلان الخلافة الإسلامية؛ لأن هذه وظيفة كل الأمة والعلماء وهؤلاء مطالبون بالرجوع لأهل العلم لبيان الحكم الشرعي في مثل هذه المسائل".

واعتبر الاتحاد في بيان له أن كل تلك الأمور جرت "بلا أي معايير شرعية ولا واقعية، وضررها أكثر من نفعها"، مضيفا: "كلنا نحلم بالخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، ونتمنى من أعماق قلوبنا أن تقام اليوم قبل الغد، ولكن الإسلام علمنا، ومدرسة الحياة علمتنا: أن المشروعات الكبرى لابد لها من تفكير طويل، وإعداد ثقيل."

وكانت آخر تصريحات القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، كانت بأن "الخلافة الإسلامية" في العالم هي إسطنبول، زاعماً أن "إسطنبول هي عاصمة لكل عمل إسلامي في العالم العربي والغربي"، داعيا الشعب التركي إلى مساندة رجب طيب أردوغان، "لأن الله وسيدنا جبريل ومحمد عليه الصلاة والسلام يدعمون أردوغان والملائكة بعد ذلك ظهير''.

تلك الفتاوى أثارت تنظيم "داعش" حيث نشر التنظيم عبر منبرهم الجهادي كتاب "لن تغرونَا بَعْدَ اليَومِ"، للشيخ السلفي أبي سلمة الشنقيطي، الجهادي التكفيري، وصف خلاله الإخوان وحكومة حماس بالمرتدين، واستهزأ بالقرضاوي وفتواه التي انتقد فيها، الخلافة الإسلامية التي أقامتها داعش بالعراق وتنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين.

ورفض مفتي تنظيم داعش فكرة الحكم للشعب قائلا: "إن مَن يسعى لنصرة الدين من منطلق نظرية "العقد الاجتماعي" و"الحكم للشعب"، والتحاكم إلى القوانين الوضعية وغير ذلك مِن ترهات العقول وزبالات الأفكار؛ إنما مثل من يفعل ذلك: كمَن يدّعي نصرة الدين بتعاطي السحر.

وأكد الشنقيطي في رده على القرضاوي أن الإخوان أضروا بالأمة فقالوا: "لقد نسي الإخوان أو تناسوا أنهم بهذا الصنيع: أضرّوا بالأمة أكثر مما نفعوها، وأخّروا إرجاع الخلافة أكثر مِن عقود مِن الزمن؛ فقد أهدر "الإخوان" طاقات الأمة طاقات مالية وبشرية هائلة عقودًا مِن الزمن؛ في الجري وراء السراب، موهمين أتباعَهم أن الإله غايتهم والرسول قدوتهم والجهاد سبيلهم".

كما استهزأ الشنقيطي من فتوى القرضاوي قائلًا:" يا فضيلة الشيخ؛ إن خليفة المسلمين أميرنا الشيخ المجاهد إبراهيم عواد البدري، في غنى عن تزكيتك وتزكية أضرابك! إنه مبايع من طرف مجاهدين؛ عركتهم المعارك، وصقلتهم المحن والابتلاءات؛ فلا تضرهم فتواك المخذلة ولا أراجيفك المقعِّدة!".

وأشار إلى أن الإخوان كان همهم السلطة ومهادنة إسرائيل كما في تركيا وإسرائيل فذكر الشنقيطي: "لكن ما أن وصلوا إلى السلطة؛ حتى تبين أنها ھي غايتهم، وأن قدوتهم الملاحدة والعلمانيون، وأن سبيلهم هو مداهنة أمريكا ومهادنة إسرائيل، ورأينا ذلك في تركيا وغزة، ومصر أيام حكم "الطاغوت المرتد محمد مرسي"، حسب تعبيره.

من جانبها، قالت صحيفة "العرب اللندنية": إن القرضاوي فشل في أن يتحول إلى مرجعية سنية رغم فتح قطر لوسائل إعلامها أمامه ونقل خطبه وتصريحاته، وهو يحاول أن يحقق الزعامة من بوابة الاتحاد الذي فشل في أن يتحول إلى فضاء للعلماء والمجتهدين وظل فضاء لتصفية الحسابات السياسية مع الأنظمة التي تختلف مع جماعة الإخوان.

وكشفت الصحيفة عن مصادر مقربة من اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، المرتبط بالإخوان، أن الهدف من الاجتماع هو إصدار موقف قوي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" استجابة لطلب من الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة، أن إدارة الرئيس باراك أوباما تريد موقفًا دينيًا قويًا ضد "داعش"، وهو ما استجابت له كلمات الشخصيات البارزة في الاتحاد والذين ركزوا على تكفير سلوك التنظيم ونفي أي صلة له بالدين.

وكشفت الصحيفة عن أن الإخوان وجدوا في "تكفير داعش" فرصة للتقرب من الإدارة الأمريكية التي سبق أن راهنت عليهم خلال ثورات "الربيع العربي"، ثم تخلّت بعد ذلك عنهم خاصة في مصر وفتحت أبواب التعاون مع القيادة المصرية الجديدة.

ورجحت الصحيفة، أن يكون التنظيم الدولي للإخوان قد أعطى تعليماته لاتحاد العلماء، الذي هو إحدى أبرز أذرعه، وذلك لإظهار الدعم السياسي والديني للهجمات الأمريكية على داعش شمال العراق، بهدف طمأنة الأمريكيين على أن الإخوان يظلون على العهد، ما قد يساعد على تأجيل التحقيقات التي طالبت بها مجموعة جمهورية بالكونجرس ضد الإخوان ومدى علاقتها بالإرهاب.

وأضافت الصحيفة، أن هناك تسريبات تقول إن قيادات إخوانية، لم تسمها، عقدت جلسات على الهامش تركزت حول ترتيبات خلافة رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي ليوسف القرضاوي على رأس الاتحاد.

وتابعت أنه تم تدارس خطة جديدة للتحرك في مصر بعد أن نجحت السلطات الجديدة في منع الاحتجاجات الإخوانية ومحاولة الجماعة فرض حالة من الفوضى بالشارع المصري وخاصة بالجامعات.