تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أكد معهد "واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" في دراسة مهمة أن سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، على الموصل نهاية الأسبوع الماضي، جاء نتيجة التواجد السري لعناصرها في الموصل، حيث قاموا بالعديد من العمليات، أهمها التعاون مع شبكات الجريمة المنظمة وجمع التبرعات منها.
وقال الباحث "مايكل نايتس" إنه في أعقاب سقوط الموصل في أيدي داعش، تعاني المنطقة من حالة انهيار أمني مروعة لم تشهدها منذ العام 2005، موضحا أن داعش بدأ هجومة معتمدا على عمليات نوعية أجرتها ميليشياته شمالي وغربي الموصل منذ 6يونيو، ثم كثف من هجومه ليستولى بالكامل على المدينة، باجتياح قوات داعش المباني الحكومية للمحافظة والسيطرة عليها 9يونيو، كما سيطرت داعش على محيط المطار الدولي والقاعدة الجوية العسكرية بالموصل، واستولت داعش على اكثر من 200 مدرعة امريكية وكميات ضخمة من الأسلحة الأمر الذي يعني انها عززت قوتها وقدرتها النوعية على الغزو من خلال تلك الغنائم.
وقال نايتس أن يونيو الجاري يعد شهر انجازات داعش ففي 5يونيو اجتاحت قوات داعش شرقي مدينة سامراء، وصدت الميليشيات الشيعية تقدم داعش وسيطرتها على المدينة، ولاتزال داعش تسيطر على الفلوجة رغم المقاومة المحلية، كما تعمل داعش على شن هجمات مفاجئة على الخط الفاصل بين العرب والاكراد شمال العراق، مستغلة التوتر القائم بين "قوات الامن الاتحادية"، مع "قوات البشمرغة الكردية"، وحتى بغداد لم تسلم من هجمات داعش المستمرة من خلال السيارات المفخخة.
وتساءل نايتس ان كانت الفصائل العراقية المختلفة ستتوحد ضد داعش، موضحا أن القضاء على وجود داعش في العراق يعد مصلحة وهدفا لكل فصيل عراقي، فالشيعة بمن فيهم من يعارضون رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" يرون في داعش نموذجا للسنية المتشددة المؤمنة بقتال الشيعة وقمعها، ويراها العرب السنة مهددة لوجودهم، فهزيمة العرب السنة لداعش ستمكنهم من الصمود كفصيل سياسي ويحول دون تهميشهم او طردهم من أراضيهم.
وقال نايتس،أ ن هزيمة داعش تصب في الدرجة الأولى في مصلحة العرب السنة، فتنامي قوة ووجود داعش في العراق، يأتي في المقام الأول على حساب السلطة السياسية والقبلية والدينية للعرب السنة، وتعد سيطرة داعش على الموصل تهديد مباشر لمصالح الأسرة السياسية السنية الأبرز التي تشمل المحافظ "أثيل النجيفي" وشقيقه رئيس البرلمان والسياسي العربي السني الأكثر تأثيراً في العراق "أسامة النجيفي".
ونصح نايتس كل من المالكي بتشكيل تحالفا قويا مع المستوى السياسي السني العربي الذي يتزعمه النجيفي من خلال تعيين وزيرا للدفاع من العرب السنة ومنحه كامل الصلاحيات، مؤكدا على ان مثل هذا الوزير سيكون قادرا على تعبئة المقاومة السنية ضد داعش، كما طالب الولايات المتحدة بلعب دور وساطة صادقة في العراق، فمع وقوع الأسلحة الأمريكية في يد الإرهابيين بوتيرة مقلقة، يحق لواشنطن تشترط في مقابل تعاونها الامني، تقديم بغداد لتنازلات مؤلمة في سبيل التوصل إلى إجماع وطني.
جدير بالذكر أن صحيفة الـ"ديلي ميرور" البريطانية كانت قد اجرت حوارا نهاية ابريل الماضي مع العقيد "فاتح حسون" قائد جبهة حمص في سوريا، أكد خلاله على ان النظام السوري بقيادة "بشار الأسد" يمول ميليشيات داعش للضغط على المقاومة السورية ودحضها، موضحا ان نظام بشار سمح لـ"ابو بكر البغدادي" قائد داعش بالتجارة في النفط السوري سرا مقابل دعم نظام بشار، وأنهما وقعا على اتفاق على وقف إطلاق النار بينهما.
وفي لقاء حسون مع الصحيفة البريطانية أكد أن معلوماته قد نقلها عن أسرى قوات النظام لدى الجيش السوري الحر، وشدد على أن "الجيش السوري النظامي يزوّد داعش باحتياجاتها، وأن الجيش السوري تلقى الاوامر بعدم قتاله".
وفي أبريل الماضي ايضا نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، تقريرا جاء تحت عنوان "من حقول دير الزور النفطية إلى قوافل البوكمال" كشفت خلاله عن اختراق نظام الأسد لتنظيم داعش، وأوضح التقرير أن تحليل العمليات العسكرية للنظام السوري يفضح استهداف طائرات النظام اليومي لمواقع الثوار، بينما تمر من فوق مواقع داعش من دون استهداف أي منهما للآخر.
ونقل التقرير عن خبراء عسكريين قولهم إن "داعش تخوض حربا بالوكالة لصالح الأسد في مواجهة المجموعات الإسلامية الأخرى مثل الجبهة الإسلامية وجيش الشام، فضلا عن المجموعات التابعة للجيش الحر".