منذ ما يقرب من 30 عامًا، وأصبحت مصر وطنا
مُستهلكا، ونسى أن هناك أولوية تسمى الإنتاج، المصانع المصرية مهملة بشكل فج، المنتج
الإساسي في الوطن هو المنتج الصيني الأرخص سعرًا والأقل قيمة نتيجة الفقر الذي يمر
به المصريون، ومع حلول الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2014، هل تكون مصر دولة قائمة
على الصناعة مثلما فعل قادتها من قبل أم يظل الخراب والنسيان "سوس" ينخر
في عظم الوطن.
في سطور قادمة نقدم لفترات عاشتها مصر
كانت الازهى لها في المجال الصناعي على مر تاريخها، لعلها تثير الرئيس القادم فيسعي
في سبيل نهضة صناعية تفتح افق جديد لوطن يحتضر..
عهد محمد على باشا..
تميز محمد على باشا، صاحب النهضة المصرية
في العصر الحديث، في عهده بإنشاء المصانع التي تعتمد على صناعات كبري وأخري صغري، حيث
كان أول من أنشأ المصانع الكبرى التي تعمل بالآلات في مصر، فمن أشهر المصانع التي أنشأها
محمد على مصانع الغزل والنسيج بالخرنفش، وكان هناك صناعة مراسي المراكب وكل ما يلزم
لبناء السفن وما يستهلك من الحديد والفحم في هذه الورش، ومصانع الواح النحاس التي كانت
تبطن بها السفن البحرية والنيلية، ومصنع السكر بالمنيا.
عهد عبد الناصر..
في عهد عبد الناصر شهدت مصر تطورًا صناعيا،
وقام بتأسيس عددًا من الشركات التي تنافس الشركات العالمية، ومنها شركة النصر للسيارات
سنة 1960، وبناء مشروعات للصناعات الثقيلة كالحديد والصلب، وشركة الأسمدة كيما، ومصانع
إطارات السيارات الكاوتشوك، ومصانع عربات السكك الحديدية سيماف، ومصانع الكابلات الكهربائية،
وبناء المناجم في أسوان والواحات البحرية.
أهم الصناعات المهملة في مصر..
الألومنيوم، من أهم الصناعات في مصر ولكنها
تستخدم طاقة بكميات كبيرة في حين تعاني البلاد في الأساس من أزمة طاقة.
العزل والنسيج، تعتبر من أهم المصانع المصرية،
وكذلك من المصانع التي لا تزال تحت العمل مع العلم بوجود المشاكل عديدة للعمال فيها
وأشهرهم عمال المحلة الكبرى.
شركات الحديد والصلب، هي شركات أنهى عليها
الاحتكار منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وتم بيع أكبر الشركات فيها "شركة
حديد عز" والتي قام بالاستيلاء عليها القيادي بالحزب الوطني أحمد عز.
شركة صناعة السيارات " النصر
" الشركة التي توقفت لسنوات، وربما تعود بعد اتفاق بين وزارتي الإنتاج الحربي
والاستثمار لنقل ملكيتها، حتى تعود للعمل مرة أخرى.
مصنع المراجل البخارية بمنيل شيحة، والغريب
أن من قام ببناء المصنع المتوقف عن العمل هو محمد على باشا، وهناك مصانع أخرى مهملة
ومنها مصانع صغيرة بنيت في عهد جمال عبد الناصر.
عهد مبارك وانهيار الصناعة..
في عهد مبارك انهارت المصانع بشكل واضح،
وتم التعامل بمبدأ "الخصخصة"، حيث رصد مركز حقوق الأرض في بيان له أنه منذ
عام 2004 وحتى الآن تم خصخصة عدد كبير من المصانع، وذلك عن طريق الفساد الإداري في
تلك المؤسسات، وفى النهاية كان إجمالي ما جري بيعه من شركات القطاع العام هو 413 شركة،
فيما وصل الرقم في عام 2006 إلى 642 شركة، وكانت حصيلة البيع 23 مليارا و737 مليون
جنيه، حيث تمت تصفية 33 شركة وبيع 84 شركة للمستثمرين، حسب البيان.
وشهد ذلك العصر احتجاجات عمالية شهرية
أشهرها يوم "6 إبريل 2008، وإنهار حق العامل في عهد مبارك بشكل واضح من أجل خصخصة
المصانع.
الطاقة العمالية..
يوجد في مصر 24 مليون عامل، حسب آخر بيان
للتعبئة والإحصاء، بنسبة 86.8% من إجمالي قوة العمل، وهناك متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعية
للعاملين بأجر 46.7 ساعة، وبلغ متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعية بين الذكور 47.5 ساعة
مقارنة بـ43.2 ساعة للإناث.
حملة
السيسي والاهتمام بالصناعة..
يقول المستشار محمد أبو شقة، المستشار
القانوني لحملة المشير عبد الفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية، أن نظام الحكم طوال
30 عامًا جعل من المصريين ما يشبه "المواطن السلبي"، مؤكدًا أن الريف المصري
كان منتجًا ومع الزمن أصبح الأكثر استهلاكا، مؤكدًا أن عودة مصر للعمل والصناعة من
جديد تأتى عبر التكاتف، حتى أن المشير عبد الفتاح السيسي قال أنه ليس وحده ولكن يتعاون
مع الشعب المصري في النهضة.
قائلًا: مصر تحتاج إلى زعيم مثل محمد على
ينهض بالصناعة المصرية، مؤكدًا على رفع شعار " مصر أولًا “.
حملة صباحي..
وتعتمد حملة حمدين صباحى على أكثر من
16 مشروعا تنمويا، وعلى رأسهم " الخطة القومية للتشغيل والمشروعات الصغيرة
" – حسب البرنامج الانتخابي للمرشح-، وكذلك وعد صباحي نفسه للشباب بالمال والأراضي
من أجل الاستصلاح.
ويقول محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات
النسيجية المصرية، إن الصناعة في مصر هي خيار إستراتيجي أساسي للنهضة، مؤكدًا على أن
الصناعة ستقوم بتشغيل البطالة وتقليل الواردات من الخارج، والمساعدة في موازنة الدولة.
وأكد على أن الفكر الانتخابي للمشير السيسي
أفضل من حمدين صباحى في مجال الصناعة، خاصة أن هناك رؤية واضحة للقطاع الخاص، بينما
حمدين صباحي يعد بالكثير دون رؤية الاقتصاد المصري الذي يعتبر ضعيف، قائلًا: بعيد عن
الواقع ويحتاج إلى دعم مالي قوى جدًا من الموازنة العامة للدولة.
وفى النهاية.. هل تعود مصر لما كانت عليه
من قبل في عهد محمد على وعبد الناصر؟