صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة د. أحمد مجاهد، في سلسلة "تاريخ العرب"، كتاب بعنوان السياسة الأمريكية في الخليج العربي، دراسة للدور الاقتصادى (1941-1960م)، للدكتور محمد عبد الفتاح محمد الدمرداش.
ترجع أهمية هذا الموضوع إلى كشف حجم المصالح الاقتصادية الأمريكية في الخليج بما يمتلكه من ثروة، حيث تكشف الدراسة ما يقع تحت السطح في صياغة القرار الأمريكي إزاء المنطقة، وتُقدم أمثلة مقارنة؛ للمحاولات التي قام بها حكام الخليج العربي؛ لاستخدام اقتصادهم كأداة يمكن توظيفها؛ للدفاع عن السيادة المحلية، كما تُلقي الضوء من ناحية أخرى على الكيفية التي استخدمتها شركات النفط الأمريكية؛ لحماية مصالحها البترولية وتوجيه دفة اهتمام السياسة الأمريكية تجاه الخليج العربي، وتنتهي الدراسة إلى استخلاص الدروس من سلسلة التجارب السابقة مع تقديم تصور لما يمكن أن تقوم عليه السياسة الاقتصادية العربية المستقبلية.
تنقسم الدراسة إلى خمسة فصول، جاء الفصل الأول بعنوان " الحرب وتوطيد المصالح"، ويُوضح كيف دفعت الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة؛ لترمي بكل ثقلها العسكري في المنطقة. وتناول الفصل الثاني "صراع المصالح بين القوى الكبرى"، تحليل أسباب الصراع الدولي بين موسكو، ولندن، وواشنطن في شمال الخليج العربي بعد الحرب مباشرة.
فيما يختص الفصل الثالث، " استثمارات النفط"، بمعالجة أزمة استهلاك المخزون النفطي داخل الولايات المتحدة، خلال الحرب نتيجة الاستهلاك المتزايد، وكيف كانت الاحتياطات الخليجية هي البديل؛ لتعويض النقص الأمريكي.
أما الفصل الرابع، فيشتمل على دور "المساعدات" في دعم الاقتصاد الأمريكي، ودوافعها، وشروط تقديمها وأنواعها، وحجمها. وأخيرا الفصل الخامس، "التجارة" يُعالج السيطرة الأمريكية على التجارة الدولية ودور النفط في فرضها.