الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

جرائم الاحتلال في غزة تنذر بصراع إقليمي.. حصار المجمعات الطبية يدخل يومه الثالث.. ارتفاع ضحايا العدوان لأكثر من 11 ألف شهيد.. وخبراء يحذرون من اتساع دائرة الصراع في جبهات جديدة

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلية تواصل جرائمها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مع توسع العمليات العسكرية، الأمر الذي ينذر بتمدد الصراع داخل القطاع فيما حذر محللون من أن تزايد وتيرة الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ينذر بصراع إقليمي موسع. 

وتحاصر دبابات الاحتلال منذ 3 أيام مجمع الشفاء الطبي، أحد أكبر المراكز الطبية في قطاع غزة، وفي وقت سابق اليوم. 

أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد الشهداء جراء انقطاع الخدمات في مجمع الشفاء إلى 20 شهيدا.

وأضاف المتحدث، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مجمع الشفاء الطبي من جميع الجهات، موضحا أن الساعات القادمة خطيرة للغاية على حياة 36 من الأطفال الخدج.

وتابع المتحدث، لا يتوفر أي طعام في مجمع الشفاء الطبي لليوم الثالث على التوالي، مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى إمداد مجمع الشفاء بالمياه والطعام والوقود والمستلزمات الطبية.

وأكمل المتحدث: "لا يمكننا حصر أعداد الشهداء والجرحى منذ 3 أيام بسبب حصار مجمع الشفاء"، مضيفا بأننا لم نجد أي استجابة لجميع النداءات التي وجهناها من داخل مجمع الشفاء.

11 ألف شهيد في غزة منذ بدء العدوان 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء أمس الثلاثاء، ارتفاع عدد الشهداء إلى 11451 شهيدًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، والجرحى إلى نحو 31700 جريح.

وأوضحت الوزارة، في تقريرها اليومي حول العدوان، أنها تواجه لليوم الثالث على التوالي، تحديات في تحديث أرقام الضحايا بسبب انهيار الخدمة والاتصالات في مستشفيات الشمال.

وقالت إن عدد الشهداء في قطاع غزة بلغ حتى مساء أول أمس (13 أكتوبر) 11255 شهيدًا، بينهم 4،630 طفلًا، 3،130 امرأة، و682 مسنًا، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 29 ألفًا.

وقالت إن أكثر من 3250 مدنيًا ما زالوا في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، بينهم 1700 طفل.

وارتقى 202 شهيد من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، إلى جانب إصابة أكثر من 200 جريح من الكوادر الصحية، كما تم الهجوم على أكثر من 60 مركبة إسعاف، تضررت 55 منها وخرجت عن الخدمة.

وبينت الوزارة أن 25 من 35 مستشفى في غزة، و52 من 72 عيادة رعاية صحية أولية، أي أكثر من الثلثين، توقفت عن العمل بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود.

ويواجه مئات الآلاف من المدنيين في المنطقة الشمالية، إما غير الراغبين أو غير القادرين على النزوح القسري جنوبًا، تحديات في تأمين الموارد الأساسية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الماء والغذاء، إذ يثير استخدام مصادر المياه غير الآمنة، وفقًا للوزارة، مخاوف مثيرة للقلق بشأن الجفاف والأمراض المنقولة بالمياه.

وفيما يتعلق بمجمع الشفاء الطبي، فخلال الـ 24 ساعة الماضية، استمر قصف وهجمات الاحتلال الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء، وتعرض من هم داخل المستشفى وما حوله، بينهم عامل فني ومريض ومهجرون قسريًا، لاستهداف من قبل قناصة الاحتلال، وتضررت وحدة العناية المركزة وجناح الولادة والطابق العلوي من مبنى الجراحة، بالإضافة إلى ذلك، اندلع حريق بالقرب من القسم المسؤول عن علاج مرضى اضطرابات الكلى.

وأكد التقرير، دفن جثامين 170 شهيدًا في مقبرة جماعية أمس، في ساحة مجمع الشفاء بمدينة غزة، لصعوبة دفنها منذ السبت الماضي، بسبب الحصار الذي فُرض عليه من جميع الجهات.

وفي مستشفى الشفاء، توفي 32 مريضًا، بينهم ثلاثة أطفال خدج، منذ 11 نوفمبر، بسبب نقص الوقود وإغلاق أقسامه بعد محاصرتها من قبل قوات الاحتلال.

وتتعرض مستشفيات الشفاء والقدس حاليًا لقصف مكثف، ما يجعلها خارج الخدمة، وقد اشتدت عمليات القصف حول مستشفى الشفاء في مدينة غزة منذ ظهر يوم 11 نوفمبر، حيث تم استهداف البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطة الأوكسجين، وخزانات المياه والبئر، ومركز القلب والأوعية الدموية، وجناح الولادة، واستشهدت ثلاث ممرضات، في حين تمكن العديد من النازحين داخليًا وبعض الموظفين والمرضى من الفرار، فإن آخرين محاصرون في الداخل، خوفًا من المغادرة أو غير قادرين جسديًا على القيام بذلك.

ولا يستطيع المرضى والجرحى الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي، والعديد منهم فقدوا حياتهم إما بسبب النزيف أو بسبب عدم تلقيهم أي تدخل طبي، ولا يوجد ماء للشرب ولا طعام في المستشفى لا للمرضى ولا للموظفين، بالإضافة إلى ما يعانون منه، كما أكدت الوزارة.

وتابعت أن الطواقم الطبية داخل مستشفى الشفاء لا تستطيع التنقل بين الأقسام والمباني، حيث تطلق طائرات الاحتلال دون طيار النار على كل من يتحرك داخل المجمع أو حوله.

وبينت الوزارة أن عشرات الشهداء لا يمكن دفنهم، ما يشكل خطرًا آخر على حياة المرضى وانتشار الأمراض، ما قد يؤدي إلى حدوث كارثة صحية، لأن الجثث بدأت تتحلل في ساحة المستشفى، بالإضافة إلى تراكم النفايات الطبية داخل المجمع.

وأكدت الوزارة إطلاق النار على المدنيين النازحين قسرًا والذين يحتمون في المستشفيات وعلى المرضى والطاقم الطبي أثناء محاولتهم الخروج من مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

وقالت إن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ظلت تتلقى مئات المكالمات على الخط الساخن للطوارئ من المحاصرين في مدينة غزة، الذي يطلبون بشكل عاجل مركبات إسعاف للجرحى، ومساعدات في إجلاء العائلات المحاصرة، ودعم من هم تحت الأنقاض، وظلت العديد من نداءات المساعدة هذه دون إجابة.

ووفقًا للأونروا، فمن المتوقع أن تتوقف العمليات الإنسانية عند معبر رفح أمس، بسبب استنفاد الوقود اللازم لتشغيل الشاحنات والآلات لنقل الإمدادات من الحدود وتفريغها في غزة، وإذا لم يصل وقود إضافي، فلن تصل إمدادات أخرى.

واعتبارًا من 11 نوفمبر، كانت سبع مركبات إسعاف فقط من أصل 18 مركبة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في الشمال لا تزال تعمل، ولكنها معرضة لخطر التوقف التام بسبب نفاد الوقود.

خبراء يحذرون من صراع إقليمي بسبب الجرائم الإسرائيلية

وفي هذا الشأن، حذرت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلوم السياسية، من حدوث صراع إقليمي نتيجة لاستمرار إسرائيل في ممارساتها وجرائمها العدوانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وقالت إنه من الممكن أن يحدث صراعا إقليميا ما لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها العدوانية على قطاع غزة.

وأوضحت "زهران" في تصريحات تليفزيونية أن هناك علامات استفهام عديدة حول إعادة إنتاج التنظيمات الإرهابية والخلايا النائمة ليس بالشرق الأوسط، بل انتقالها للكتله الأوروبية، ودعم إسرائيل.

من جهته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك مخاوف إقليمية ودولية من اتساع الصراع في إقليم الشرق الأوسط، مؤكدًا إلى أن العديد من المسؤولين الدوليين يرون أن اتساع دائرة الصراع وامتداده إلى جبهات أخرى سيكون له عواقب وخيمة. 

وأكد "فهمي" أن التحرك المصري تجاه دعم القضية الفلسطينية شامل يقوم على طرح الرؤية والمقاربة الشاملة، وهى رؤية شاملة تقوم على حل الدولتين وأن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. 

وأوضح "أستاذ العلوم السياسية" أن هذه المقاربة هى الأصلح فى التعامل مع الشأن الفلسطيني فى ظل الممارسات الإجرامية التى تقوم بها الحكومة الإسرائيلية والتى لا تريد أن تستمع لصوت العقل وتصعد الوضع بصورة كبيرة لجر المنطقة لأزمات.