كشف الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري عن ارتفاع عدد دور النشر المصرية التي شاركت في معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ42 الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب خلال الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر الجاري، بنسبة 25%، مشيرا إلى أن عدد دور النشر التي شاركت هذا العام بلغت 284 دارا، فيما كانت العام الماضي 204 دارات نشر.
وقال العامري - في حوار لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط لمعرض الشارقة الدولي للكتاب - إن المعرض هذا العام شهد مشاركة ما يقرب من نصف دول العالم، حيث بلغ عدد الدول المشاركة 109 دول و2000 دار نشر بالإضافة إلى 1057 وكيلا أدبيا وناشرا في مؤتمر المكتبات، و250 مكتبيا، شاركوا في مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات.
وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة سجلت أكبر مشاركة عربية تليها جمهورية مصر العربية بالإضافة إلى المشاركة الكبيرة من الهند والأمريكيتين، وهذا يعزز من مكانة الثقافة العربية بين باقي دول العالم..مشددا على أن الشارقة صارت بوابة للثقافة العربية من الشرق والغرب.
وأكد العامري أن الثقافة تجمع شعوب العالم بمختلف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم وأنها على خلاف السياسة تجمع ولا تفرق..مشيرا إلى أن الثقافة جامعة ولغة حوار وتفاهم فكري وإنساني وليست مجالا للصراعات والخلافات السياسية.
وقال "نحن في الشارقة لا نتنافس مع الآخرين وإنما منافستنا مع الذات ومع التطوير المستمر لقدرتنا، وإذا كانت هناك متابعة لخطوات الشارقة من بعض المعارض من حولنا فهذا نجاح لنا ووفقا لرؤية حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، وفي النهاية الجميع يخدم الثقافة العربية، بغض النظر عن المردود المالي، فالثقافة فعل تراكمي لا نظر فيها للربح بالمعنى المادي أو المباشر".
وأشار إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب ليس هدفه التركيز على تراث الإمارات فقط، بل المجال مفتوح لعرض جميع الهويات والثقافات والموضوعات من جميع دول العالم في جميع المجالات، منوها بأن المعرض يبحث عن موضوعات الساعة، ولافتا في هذا الإطار إلى استضافة المعرض لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، ورائدة الفضاء الأمريكية سونيتا ويليامز، وكذلك مناقشة موضوع الذكاء الاصطناعي وليس هناك ضيف في معرض ليس لديه كتاب.
وأوضح أن معرض الشارقة الدولي للكتاب ساحة للتبادل الثقافي والفكري بغض النظر عن الجهات التي تنظم الفعاليات، مشيرا إلى أن المعرض يوفر حلولا مرنة وعملية وليست تقليدية أو ترويجية ونحاول تعزيز صناعة النشر العربية على مستوى العالم.
وأضاف "يجب أن أؤكد على محورية الكتاب لأن المعرض في النهاية معرض "كتاب" وكل المحاور والموضوعات والضيوف ينتمون في النهاية لهذا المعنى".. والأهم أن برنامج المعرض دولي يتحدث بكل لغات العالم.
وردا على سؤال عن اختيار الشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب في 2024 باليونان، اعتبر العامري أن هذا الاختيار استحقاق للنجاح الكبير الذي حققته الشارقة، ويشرفنا أن نكون جسرا بين الثقافة العربية والإسلامية وبين دول العالم ويكفي أننا بعنا كل ما لدينا من إصدارات في معرض كوريا للكتاب وأيضا تم بيع أكثر من 85% من العناوين بجناح الشارقة في معرضي المكسيك والبرازيل للكتاب.
وحول الدولة المرشحة لتكون ضيف الشرف لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، قال العامري إنه تم بالفعل الانتهاء من تحديد اسم الدولة وسيتم الإعلان عنها في ختام معرض الشارقة الحالي..مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة تنظر الآن في الطلبات المقدمة من 3 دول لاختيار إحدى هذه الدول لتكون ضيف الشرف للمعرض.
وعن التسهيلات للناشرين العرب، أكد العامري أن هناك معاملة خاصة لدول شمال إفريقيا نظرا لبعد المسافة وتكاليف الشحن..مشيرا إلى أن هيئة الشارقة للكتاب تدعم الدول في هذا الإطار.
ولفت العامري إلى ما توفره "المنطقة الحرة" في الشارقة بمدينة النشر من إمكانية طبع الكتب بأسرع وقت وحسب الطلب حتى لو أراد صاحب الكتاب نسخة واحدة وهو ما يغني عن نقل وشحن وتكاليف كثيرة..قائلا: نحن نحاول بقدر المستطاع أن نعزز صناعة نشر الكتاب العربي على مستوى العالم.
وعن اختيار الروائي العربي الليبي إبراهيم الكوني شخصية المعرض الثقافية هذا العام، أكد العامري أن هناك لجنة تختار شخصية المعرض وفق ضوابط ومعايير..لافتا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اختيار شخصيات ورموز الثقافة العربية حيث تم من قبل اختيار العديد من الأسماء الأدبية العربية البارزة لأن الأهم أن تكون شخصية لها تأثير ثقافي لافت.
وحول آلية اختيار الكتاب والشعراء المشاركين في ندوات المعرض..قال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب إن الاختيار يتم على أساس معيارين، هما نجوم الكتابة من أصحاب الجماهيرية مثل أحلام مستغانمي وأحمد مراد، والكتاب الكبار من أصحاب الحضور النخبوي والمستوى الأدبي الكبير ومنهم كتاب نوبل وكذلك كتاب الإثارة والغموض، بمعنى أننا نحرص على التنوع وإرضاء جميع الأذواق.
وأشار إلى أنه حتى عندما نستضيف نجوم الفن والغناء مثل كاظم الساهر، فالاستضافة تدور حول دور الكتاب في حياتهم أو إقبالهم على نشر أول كتاب في حياتهم مثل رائدة الفضاء الأمريكية التي نشرت كتابا عن تجربتها في الفضاء وهي معنا هذا العام لتعرض تجربتها على الجمهور.
وأكد العامري، في ختام الحوار، أن الثقافة العربية عظيمة ومتجذرة مليئة بالكنوز ونسعد بكل من ينافسنا في دعمها ورعايتها لأننا نتكامل من أجل تحقيق هدف واحد فقط..مشيرا إلى أن الإمارات كانت من أوائل الدول العربية التي شاركت في معرض المكسيك، وبعد ذلك شاركت دول عربية أخرى وهذا أسعدنا كثيرا لأننا كلنا واحد.